غيرت ويلدرز خلال فوزه بالانتخابات العامة في هولندا
غيرت ويلدرز خلال فوزه بالانتخابات العامة في هولندارويترز

هل يصل سيل اليمين المتطرف في أوروبا إلى بريطانيا؟

استبعدت صحيفة بريطانية أي افتراض بأن بريطانيا ستظل مقاومة لصعود اليمين المتطرف بالانتخابات في أوروبا.

ولفتت صحيفة "مورنينغ ستار" إلى فوز حزب الحرية الذي يتزعمه غيرت ويلدرز، "المضطهد للمسلمين"، بالمركز الأول في الانتخابات التي جرت في هولندا نهاية الأسبوع الماضي.

وقالت الصحيفة البريطانية، إن هذا الفوز يأتي في أعقاب نجاح جورجيا ميلوني، ذات الأصل الفاشي في إيطاليا، وتوطيد وضع حزب "البديل من أجل ألمانيا" في ألمانيا، والاحتمال الحقيقي بأن تصبح مارين لوبان رئيسة فرنسا المقبلة.

ولفتت في تقرير لها إلى أن هذه الأحزاب ليست أحزابًا فاشية على الطراز التقليدي لفترة الثلاثينيات من القرن الماضي، فهي لا تسعى إلى الإطاحة بالديمقراطية البرلمانية، حتى عندما تستكشف نقاط ضعف تلك الديمقراطية، وتقوض دعائمها في الدولة والمجتمع على حد سواء.

واستطردت الصحيفة بالقول: "لكن تلك الأحزاب تستغل المظالم الاجتماعية التي تراكمت منذ الأزمة المالية العالمية في عام 2008، إن لم يكن قبل ذلك، والتي أثبتت اللليبرالية الوسطية عدم قدرتها على معالجتها، كخفض الأجور والتقشف وفقدان الوظائف ونقص المساكن وغيرها".

زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبان تزور مكتبة البرلمان البرتغالي
زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبان تزور مكتبة البرلمان البرتغالي صحيفة مورنينغ ستار

وقالت إن اليمين المتطرف لا يتحدى أبدًا مذاهب الليبرالية الجديدة، بل يسعى إلى تحقيق المهمة المتناقضة المتمثلة في تجديد النظام من خلال إلباسه ثوبًا تقليديًا وثقافيًا ووطنيًا وسلطويًا، لكي يقسّم العمال بشكل أفضل، ويعمل على تجنب الحلول الاشتراكية.

وأكدت الصحيفة أنه ليس هناك مجال لأي افتراض بأن بريطانيا ستظل مقاومة لهذا الاتجاه، فهناك شكلان قد يتخذهما التهديد المتمثل باليمين المتطرف، الأول هو عودة حزب "نايجل فاراج" الذي يجري تداوله الآن باسم "حزب إصلاح المملكة المتحدة"، وهذا الحزب قادر على إحداث الجو السياسي دون تأمين أي تمثيل برلماني كبير.

ويمكن للحزب أن يستحضر حركة الشارع لتوفير الدعم له، في ظل وجود عدو يمكن توجيه التعبئة ضده، وفق الصحيفة.

وتابعت: "لقد كانت المحاولة التي قامت بها وزيرة الداخلية السابقة، سويلا برافرمان، لإطلاق جبهة مشتركة من الساخطين ضد حركة التضامن مع فلسطين، وقوة شرطية من المفترض أنها متسامحة، بمثابة عملية تجريبية لن تؤدي نتائجها الهزلية ظاهريًا إلى تثبيط محاولة تكرارها".

وهنا يأتي دور الشكل الثاني من تقدم اليمين المتطرف، وهو التحول المحتمل لحزب المحافظين إلى أداة للشعبوية القومية بعد الانتخابات العامة المقبلة، وفق الصحيفة.

ولفتت إلى أنه في أعقاب الهزيمة الثقيلة المرجح وقوعها في الانتخابات، فإن يمين المحافظين سيزدهر بفضل الفشل شبه المؤكد لحكومة زعيم حزب العمال، كير ستارمر، الملتزمة بمبادئ وزارة الخزانة في التعامل مع أي من المشاكل التي تؤدي إلى السخط الجماهيري.

المصدر: صحيفة "مورنينغ ستار" البريطانية

أخبار ذات صلة
بعد أعمال شغب.. رئيس الوزراء الإيرلندي: اليمين المتطرف "وصمة عار"

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com