محادثات صعبة تنتظر زعماء مجموعة السبع
من المتوقع أن تكون محادثات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع بقية زعماء دول مجموعة السبع "شاقة" و"صعبة" لدى اجتماعهم اليوم الجمعة بعد أن انتقد أمس أعضاء حلف شمال الأطلسي وندد بالسياسات التجارية الألمانية.
وأدلى ترامب بتصريحاته في بروكسل عشية القمة التي تستمر يومين بمنتجع تاورمينا المطل على البحر المتوسط وقد ألقت بظلالها على اجتماع يأمل شركاء الولايات المتحدة أن يقنعوه خلاله بتخفيف حدة مواقفه من التجارة وتغير المناخ.
وبدأت القمة بمراسم أقيمت في مسرح يوناني قديم على جرف مطل على البحر حيث تجولت سفن حربية في المياه.
ويجري زعماء بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة محادثات في وقت لاحق لبحث ملفات سوريا وكوريا الشمالية والاقتصاد العالمي.
وقال رئيس الوزراء البولندي السابق دونالد توسك الذي يرأس قمم زعماء الاتحاد الأوروبي قبل بدء الاجتماع: "لا شك أن هذه ستكون قمة مجموعة السبع الأصعب منذ سنوات".
وتوقع المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض جاري كون مناقشات "شاقة" عن التجارة والمناخ.
ويهدد ترامب بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاق المناخ الذي أبرم في باريس العام 2015.
ويحاول بقية زعماء مجموعة السبع إقناعه بعدم الانسحاب، وقال كون ومسؤولون آخرون بالإدارة الأمريكية: "إن ترامب سيتخذ قراره بعد انتهاء القمة".
والقمة هي المحطة الأخيرة ضمن جولة مدتها تسعة أيام يقوم بها ترامب بدأها من الشرق الأوسط.
وبينما وقف في بروكسل أمس الخميس مع زعماء حلف الأطلسي اتهم أعضاءه بأنهم يدينون "بمبالغ طائلة من المال" للولايات المتحدة وللحلف على الرغم من أن مساهمات الأعضاء طوعية.
وكان لتصريحاته وقع سلبي على الزعماء الأوروبيين الذين كانوا يأملون أن يستغل الفرصة ليؤكد التزامه بالمادة الخامسة وتمثل المبدأ الأساسي للحلف وهو أن أي هجوم على أحد الأعضاء يعتبر هجوما "على الجميع".
وذكرت تقارير إعلامية ألمانية أن ترامب ندد بألمانيا لاتباعها سياسات تجارية "سيئة للغاية" خلال اجتماع مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر مشيرا إلى أنه ربما يتخذ خطوات للحد من مبيعات السيارات الألمانية بالولايات المتحدة.
ووصف يونكر التقارير التي نشرتها وسائل إعلام ألمانية بأنها مبالغ فيها وقال: "إنه في حين أن ترامب تحدث عن الفائض التجاري لألمانيا باعتباره مشكلة فإنه لم يتحدث بعدوانية".
وحين سأله الصحفيون عما إذا كان اتهم ألمانيا باتباع سياسات تجارية "سيئة للغاية" لم يرد ترامب.
واختارت إيطاليا عقد القمة في صقلية لجذب الانتباه لأفريقيا التي تقع على مسافة 225 كيلومترا من الجزيرة عند أقرب نقطة على الجانب الآخر من البحر المتوسط.
ووصل أكثر من نصف مليون مهاجر معظمهم من أفريقيا جنوب الصحراء إلى إيطاليا في قوارب منذ العام 2014 مستغلين الفوضى في ليبيا للقيام بالرحلة الخطيرة.
وتحرص إيطاليا على أن تفعل الدول الغنية المزيد للمساعدة في تطوير اقتصاد أفريقيا حتى تصبح الأوضاع مشجعة للشبان على البقاء في بلادهم.
وينضم زعماء تونس وإثيوبيا والنيجر ونيجيريا وكينيا للمناقشات غدا السبت ليشرحوا ما الذي يجب القيام به لتشجيع الاستثمار والابتكار في قارتهم.
