على هامش زيارة أردوغان لواشنطن.. الأتراك "لا يثقون" بالحليف الأمريكي
على هامش زيارة أردوغان لواشنطن.. الأتراك "لا يثقون" بالحليف الأمريكيعلى هامش زيارة أردوغان لواشنطن.. الأتراك "لا يثقون" بالحليف الأمريكي

على هامش زيارة أردوغان لواشنطن.. الأتراك "لا يثقون" بالحليف الأمريكي

بالتزامن مع زيارة مفتوحة يجريها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى الولايات المتحدة بدأها أمس الثلاثاء، عبّر الكثير من مثقفي وكتاب تركيا عن عدم ارتياحهم للمواقف الأمريكية، مُعتبرين أن الحليف التقليدي لبلادهم "غير جدير بالثقة".

وينبع ارتياب الأتراك، من تجارب سابقة مع الولايات المتحدة؛ إذ أكدوا أنها "نكثت وعودها لتركيا في أكثر من مناسبة"، مستندين في ذلك إلى شهور من التوتر صاحبت فترة ولاية الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما.

ويرى الكاتب التركي، محمد بارلاص، أن "القائمين على السياسة الخارجية الأمريكية، يتعاملون مع الدول الأخرى وكأنها دول أتت من المريخ.. (و) أن دعمها لدولة ما، أو لنظام ما، لا يعني بالضرورة أن يكون ذلك الدعم أبديًا".

ضريبة الصداقة

ويقول بارلاص في مقال نشرته صحيفة "صباح" التركية، إن "الصداقة مع الولايات المتحدة تتعرض دائمًا لمخاطر، إذ يستمر الدعم الأمريكي للامتداد السياسي لتنظيم حزب العمال الكردستاني؛ عبر دعم (جناحه السوري) حزب الاتحاد الديمقراطي بالسلاح، كما أنهم لن يعيدوا محمد فتح الله غولن، إلى تركيا رغم التحالف، في حين تكتفي الولايات المتحدة بمشاهدة هجمات (الكردستاني) ضد تركيا، انطلاقًا من الأراضي العراقية".

الإخلال بوعود سابقة

ويشير بارلاص إلى أن الولايات المتحدة، لم تتوانَ عن الإخلال بوعود سابقة؛ معبرًا عن شكوكه بتصريحات وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، التي أكد فيها خلال لقائه برئيس الوزراء التركي، بن علي يلدرم، في مؤتمر لندن حول الصومال، الأسبوع الماضي، أن "بلاده ملتزمة بحماية الحليف التركي"، في إشارة إلى منع وقوع هجمات مسلحة على تركيا، انطلاقًا من الأراضي السورية والعراقية.

كما يشكك بارلاص بالضمانات الأمريكية بسحب أسلحة حزب الاتحاد الديمقراطي، بعد انتهاء معركة تحرير الرقة السورية، العاصمة غير المعلنة لتنظيم "داعش".

خيبة

وخابت آمال الكثير من المحللين الأتراك ممن كانوا يُعوّلون على تغيير الولايات المتحدة لسياساتها الخارجية، بعد وصول الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، إذ كانوا يتوقعون توجهًا جديدًا؛ وبشكل خاص حيال القضية الكردية، والموقف من جماعة غولن.

وخلال الأسابيع الأولى من فوز ترامب، ارتفع سقف تفاؤل الأتراك إلى درجة أن بعض الإعلاميين والكتاب المقربين من الحكومة التركية، قدموا دعمًا واضحًا لترامب، في وسائل الإعلام المحلية، وغضوا النظر عن الكثير من تصريحات الرئيس الأمريكي الجديد، التي تتنافى ونهج حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية الحاكم في تركيا.

وترى الكاتبة التركية، جيرين كينار، أن تأكيد واشنطن على تقديم الدعم لأكراد سوريا، الأسبوع الماضي، شكل خيبة أمل لذلك الفريق من المثقفين الأتراك.

وتقول كينار في مقال نشرته صحيفة "تركيا" إن سياسة الولايات المتحدة تجاه حزب الاتحاد الديمقراطي، غير مرهونة بترامب وحده، إذ تعود "المرجعية والسلطة المنفذة لذلك القرار إلى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، ليضع ترامب في النهاية توقيعه أدنى القرار".

دعم غير مقبول

وتؤكد كينار أن القرار الأمريكي، بتقديم الدعم لأكراد سوريا "غير مقبول" لمعارضته أحد الخطوط الحمراء لتركيا، التي يجمعها بالولايات المتحدة حلف إستراتيجي، قائم على عقود من التعاون تحت مظلة حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي ينضوي تحته البلدان.

بدوره؛ يشير الكاتب التركي، سامي كوهين، إلى أن آمال الساسة الأتراك بتراجع ترامب عن قرار دعم الأكراد السوريين، الذي أخذ الأسبوع الماضي شكلًا نهائيًا "يبدو ضعيفًا جدًا".

ويؤكد كوهين في مقال نشرته صحيفة "ملييت" التركية، أن "إدارة ترامب، وبتأثيرٍ من البنتاغون، دأبت على تقديم الدعم غير المعلن لحزب الاتحاد الديمقراطي، من وقت لآخر، وربط خططها وتحركاتها بالواقع الميداني الذي يحققه التنظيم عبر دعم واشنطن، لذلك فإن مشاركة الحزب الكردي في عملية الرقة المترقبة باتت مسألة أمر واقع".

نتائج أولية

وأسفر لقاء أردوغان بترامب أمس الثلاثاء، عن جملة من النتائج عكسها الرئيسان خلال مؤتمر صحافي، أكد خلاله أردوغان أهمية العلاقات الثنائية، والالتزام بالحوار لاستقرار المنطقة، وضرورة عدم التمييز "بين التنظيمات الإرهابية؛ فكلها إرهابية"، بالإضافة إلى تأكيده على ضرورة تسليم واشنطن لغولن إلى الحكومة التركية لمحاكمته بتهمة الوقوف وراء انقلاب تركيا الفاشل، منتصف تموز/يوليو الماضي.

في حين أكد ترامب تطلعه لإنهاء أزمات المنطقة، "ودعم تركيا في حربها ضد الإرهاب؛ وخاصة تنظيمي "داعش" وحزب العمال الكردستاني، وضرورة إنعاش العلاقات التجارية بين البلدين".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com