الغارديان: ربط تفعيل بريطانيا لترسانتها النووية بسلوك ترامب "كارثة"
وصف تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، ربط تفعيل الترسانة النووية البريطانية بحسن نية الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب حال فوزه مرة أخرى، بـ"المقلق"، كما إنه قد يكون كارثيًّا.
وقالت الصحيفة في تقريرها، إن سلوك ترامب الغريب خلال فترة رئاسته، والذي اتسم بتوسيع الترسانة النووية الأمريكية، والانسحاب من معاهدات الحد من الأسلحة، والتهديدات المتكررة بالحرب النووية، يسلط الضوء على الطبيعة المحفوفة بالمخاطر لهذا الأسلوب.
وأوضحت أن الخوف يكمن في أن يؤدي إعادة انتخاب ترمب إلى تقويض الردع النووي "المستقل" للمملكة المتحدة أو إجبار لندن على نشره بما يتماشى مع المصالح الأمريكية؛ ما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة حال حدوث مواجهة نووية مع دول أخرى.
ولفتت إلى أنه رغم ادعاءات المملكة المتحدة بالسيطرة التشغيلية الوحيدة على غواصاتها النووية، فإن الواقع هو أنها تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا الأمريكية، والخدمات اللوجستية، والصيانة، فضلًا عن صواريخ ترايدنت الأمريكية الصنع المستأجرة بموجب اتفاقيات الدفاع المشترك.
واكدت الصحيفة، أن هذا الاعتماد المزمن على الولايات المتحدة لا يحد من استقلالية المملكة المتحدة فحسب، بل يعرضها أيضًا لنقاط ضعف كبيرة، ولا سيما في ضوء طبيعة شخصية ترامب التي لا يمكن التنبؤ بها، مشيرة إلى أن قدرته على ممارسة النفوذ على القدرات النووية البريطانية، تثير مخاوف بشأن سلامة وفاعلية الردع النووي للمملكة المتحدة.
وأضافت أن الترسانة النووية البريطانية تواجه عددًا كبيرًا من التحديات، بما في ذلك التكاليف المتصاعدة، والتأخير في نشر الغواصات، وقضايا الصيانة، والمخاوف المتعلقة بالموثوقية والتي أبرزتها فشل اختبارات الصواريخ الأخيرة.
وبيَّنت أن هذه القضايا التي تتفاقم بسبب الضغوط السياسية والعسكرية والفنية، ترسم صورة قاتمة لاستدامة وقدرة إستراتيجية الدفاع النووي البريطانية.
وختمت الصحيفة بالقول، إن الفكرة القائلة بأن الأسلحة النووية التي تشرف عليها الولايات المتحدة تعزز أمن بريطانيا ومكانتها العالمية ليست مضللة فحسب، بل خطيرة أيضًا، ولا سيما في ضوء رئاسة ترامب، مؤكدة أهمية أن يقوم صناع السياسات بإعادة تقييم الوضع النووي للبلاد والنظر في إعادة تخصيص الموارد لمساعٍ أكثر فائدة اجتماعيًّا.
