هل ينجح عاهل الأردن بثني ترامب عن نقل السفارة الأمريكية للقدس؟
هل ينجح عاهل الأردن بثني ترامب عن نقل السفارة الأمريكية للقدس؟هل ينجح عاهل الأردن بثني ترامب عن نقل السفارة الأمريكية للقدس؟

هل ينجح عاهل الأردن بثني ترامب عن نقل السفارة الأمريكية للقدس؟

سارع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، لزيارة أمريكا بعد أيام قليلة من دخول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حاملًا معه ملفًا حساسًا يتعلق بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

وشدد الملك عبدالله -وهو أول زعيم عربي يلتقي الإدارة الأمريكية الجديدة- خلال زيارته على "ضرورة تقييم العواقب، وما قد يسببه نقل السفارة من غضب على الساحة الفلسطينية والعربية والإسلامية، ومخاطر على حل الدولتين، وذريعة يستخدمها الإرهابيون لتعزيز مواقفهم".

جاء ذلك خلال اجتماعين منفصلين أجراهما الملك الأربعاء، في واشنطن مع قيادات مجلس النواب الأمريكي، ورئيس وأعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، ضمن زيارة رسمية إلى الولايات المتحدة عقد خلالها لقاءات مع رموز إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.

والتقى الملك عبدالله الثاني كلًا من نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس ووزير الدفاع جيمس ماتيس ووزير الأمن الداخلي، فيما من المتوقع، الالتقاء بالرئيس ترامب نفسه اليوم الخميس، وفق ما أشار له المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر في إفادة صحفية سابقة.

تحذير بطابع عربي إسلامي

وفي تحذير الملك الأردني من تبعات قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، رسالة ربما حملها الأردن نيابة عن الفلسطينيين ومحور الاعتدال العربي والإسلامي من مغبة نقل السفارة، لأن مضمونها اشتمل على الإشارة الصريحة لهذه المكونات (الفلسطينية والعربية والإسلامية)، أضف إلى ذلك أن الأردن سيتسلم رئاسة القمة العربية المقررة في عمان آخر آذار/ مارس المقبل.

والأردن يتمتع بصفة أنه صاحب الوصاية على المدينة المقدسة بموجب اتفاق الملك عبدالله الثاني مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وكذلك بموجب شرعي هو أن القدس -ذات القيمة المقدسة لدى كل الأديان- كانت ضمن حكم الأردن قبل احتلالها من قبل إسرائيل العام 1967، وبقيت الأخيرة وفق العرف الدولي وقرارات المنظمات الدولية خاصة "اليونيسكو" القوة القائمة بالاحتلال، لا صاحبة الوصاية عليها.

وفي هذا الصدد، أشار الكاتب والمحلل الأردني البارز فهد الخيطان، أن الملك عبدالله الثاني، بقي ثلاثة أيام وهو يساجل الإدارة الأمريكية والمشرعين الأمريكيين بشأن خطورة خطوة نقل سفارة بلادهم إلى القدس، وإقناعهم بالتراجع عنها.

وأضاف الخيطان لـ"إرم نيوز"، أن الملك سيختتم الزيارة بحضور الاحتفال المركزي للإدارة الأمريكية الذي سيقام اليوم الخميس، بحضور السياسيين الأمريكيين وفريق ترامب وأعضاء الكونغرس والرئيس الأمريكي نفسه، لكن لا يعرف أحد بعد، إن كان (ترامب) سيستمع للآراء المنادية بوقف الخطوة.

وتابع الخيطان أن كثيرًا من المشرعين الأمريكيين يشاطرون بالفعل رؤية الملك عبد الله الثاني، لكن لا أحد يمكنه التكهن بالقرار الذي سيتخذه ترامب، ملمحًا إلى أن هناك مؤشرات جدية على أن الإدارة الأمريكية بصدد عدم الإقدام على خطوة سريعة بهذا الشأن والتأني ودراسة الموضوع بصورة أكبر.

علاقة جيدة مع ترامب

وخلال حملته الانتخابية، أشاد ترامب بالملك عبدالله إلى جانب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في إطار توضيحه استراتيجيته لمحاربة داعش والإرهاب بالقول إنه "سيتعاون مع الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من أجل محاربة الإرهاب"، مضيفًا أن "لديهما سياسة واضحة رافضة لثقافة الموت التي يتبناها تنظيم داعش".

ويذكر أنه تنامت حالة من الارتياح لدى الأوساط السياسية الأردنية من فوز ترامب على مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون التي كانت كثيرة الحديث عن أوضاع الحريات والإصلاح في الأردن وأهمية تطويرها، وفق مراقبين.

ويرى مراقبون أن الملك عبدالله الثاني هو الزعيم العربي الأبرز لنقل الرسالة العربية والإسلامية الداعية لثني الرئيس ترامب وإدارته الجديدة عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، لما يتمتع به من ثقة لدى المسؤولين الأمريكيين والمشرعين في الكونغرس وراسمي خطط وتوجهات الولايات المتحدة القادمة في ظل تولي إدارة جديدة دفة الأمور، كما أن الأردن صاحب الولاية على القدس.

وفي السياق، قال المحلل السياسي أسامة الرنتيسي، إن "هذه الزيارة مهمة جدًا لأن الإدارة الأمريكية الجديدة بحاجة إلى الاستماع  لأصوات عاقلة من المنطقة العربية، فيما يعد الملك أكثر شخص يفهم خطورة هذه الخطوة وانعكاساتها على العالم، حيث أن القدس هي عاصمة العالم وهي تمس وجدان كل فلسطيني وعربي ومسلم".

وأضاف لـ"إرم نيوز" أنه "لا يمكن إحياء عملية السلام دون الوقوف بتوازن في موضوع الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي"، مشددًا على "خطورة الخطوة التي لم تقدم عليها من قبل، أي إدارة أمريكية، ليس فقط فلسطينيًا وعربيًا ودوليًا لكن أيضًا لأن القدس في الوجدان المسيحي ولها مكانتها الخاصة".

وأشار إلى أن "محادثات الملك مع الإدارة الأمريكية تكتسب أهمية خاصة باعتبار أن الأردن سيستقبل القمة العربية المقبلة، حيث ستكون هذه القضية في طليعة أجندتها"، معربًا عن "أمله أن تتخذ القمة موقفًا رسميًا داعمًا للشعب الفلسطيني، ورافضًا للقرار".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com