المنتدى العربي الروسي يرسم ملامح التعاون في المنطقة والعالم
المنتدى العربي الروسي يرسم ملامح التعاون في المنطقة والعالمالمنتدى العربي الروسي يرسم ملامح التعاون في المنطقة والعالم

المنتدى العربي الروسي يرسم ملامح التعاون في المنطقة والعالم

وسط أجواء تخيم عليها مشاعر الأمل والتفاؤل في مستقبل مشرق وضاء، بعيدًا عما تعيشه المنطقة من كوارث وأهوال تتواصل لأعوام طوال، اختتمت الدورة الرابعة من "منتدى التعاون العربي الروسي" أعمالها في أبوظبي ببيان تضمن ما جرت مناقشته من قضايا وما  توصل إليه المشاركون في أعمال المنتدى من قرارات.

وكان هذا اللقاء الرابع في سلسلة دورات المنتدى، بعد لقاء موسكو في العام الماضي، واللقاء الثاني الذي سبق واستضافته السودان، بعد اللقاء التأسيسي الأول الذي كانت استضافته موسكو في 20 فبراير/ شباط 2013.

وأشارت وزارة الخارجية الروسية، في بيان أصدرته بهذا الشان، إلى أن اللقاء الأخير شهد تبادل الآراء بشأن المستجدات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع التركيز على تكثيف تنسيق الجهود الروسية والعربية الرامية لتطبيع الوضع في مناطق النزاعات.

وقالت إن "المناقشات المشتركة تطرقت إلى موضوعات التصدي لخطر الإرهاب وأنشطة التنظيمات المتطرفة في عدد من الدول بالشرق الأوسط، وكذلك آفاق التسوية الشرق أوسطية، في سياق الجهود الرامية لاستئناف "المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية"، وإقامة مناطق خالية من أسلحة الدمار الشامل بالشرق الأوسط"، إلى جانب بحث سير تنفيذ الاتفاقات السابقة حول تعزيز التعاون الروسي العربي في المجال الثقافي والإنساني والاقتصادي.

 وأعرب سيرجى لافروف، وزير الخارجية الروسية في كلمته التي استهل بها أعمال المنتدى، عن ارتياحه تجاه تنفيذ خطة العمل الموقعة بين روسيا والبلدان العربية للتعاون في تسوية النزاعات التي تواجه المنطقة ومنها ما تتزايد حدته وأخطاره في كل من سوريا وليبيا واليمن والعراق، إلى جانب الأخطار الهائلة التي يشكلها الإرهاب الدولي ومنظماته على غرار تنظيم "داعش"، وغيرها من التنظيمات الإرهابية.

 واستعرض الوزير الروسي، أشكال التعاون مع البلدان العربية سواء على الأصعدة الثنائية، أو في المحافل الإقليمية والدولية، ومنها ما يتعلق بمواجهة الإرهاب وحل القضايا والنزاعات الاقليمية.

 وأشار في هذا الصدد، إلى "حوار الحضارات"، والعمل المشترك على مستوى "مجموعة الرؤية الاسترتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" التي تشكلت بمبادرة من روسيا وجامعة الدول العربية.

وحول النزاع العربي الفلسطيني، أشار لافروف إلى مبادرة الرئيس فلاديمير بوتين حول استضافة روسيا للمباحثات بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو.

وطالب في هذا الصدد بضرورة تنشيط عمل الرباعية الدولية وإحياء المبادرة العربية للسلام، فضلاً عن أهمية المصالحة بين الفصائل الفلسطينية مشيرًا إلى الدور الذي لعبته موسكو في هذا الشأن من خلال دعوتها لــ "فتح" و"حماس" بعقد "لقاء لتصفية الأجواء بين الجانبين" جرى في موسكو منذ أسبوعين.

 وناشد لافروف "الأصدقاء العرب" بالانضمام إلى المبادرة الروسية الداعية إلى فرض الحظر التجارى والاقتصادى على جميع المناطق التى لاتزال تقع تحت سيطرة "داعش".

وكان لافروف قد أطلع المشاركين في أعمال المنتدى على نتائج "مشاورات الأستانة" التي نظمتها وأشرفت عليها موسكو بالتعاون مع كازخستان، والتي تركزت في اعتراف فصائل المعارضة السورية المسلحة على أن "لا حل عسكريًا للأزمة السورية"، والاتفاق حول تثبيت وقف إطلاق النار تحت رعاية وبضمان من جانب البلدان الثلاثة روسيا وتركيا وإيران، والعمل من الخروج من المباحثات المرتقبة في جنيف، بحلول عملية يمكن أن تساهم في الاقتراب من التسوية السلمية وصياغة الدستور السوري الجديد والتحول إلى المرحلة الانتقالية.

ولم يغفل لافروف بطبيعة الحال التوقف بالكثير من التفاصيل عند ما تقوم به بلاده من جهود لتقريب مواقف أطراف النزاع الليبي حفتر وصالح والسراج، مشيرًا إلى مضمون ما جرى من اتصالات مع كل منهم من أجل اختزال مساحة الخلافات فيما بينهم وما يساهم في التوصل إلى حلول تعيد لليبيا وحدتها وسلامة أراضيها واستقرارها، وهو موقف لم يختلف عما تتخذه روسيا من مواقف مماثلة مع أطراف الحرب في اليمن والنزاعات في العراق، وفي السودان والصومال والنقاط الساخنة الأخرى في المنطقة حسبما قال لافروف.

وقد تباينت لقاءات المنتدى بين الثنائية والمتعددة الأطراف، فيما حظي باهتمام خاص بعض ما جرى على هامش دورتها الرابعة من لقاءات على مستوى القمة، مثل لقاء العاهل البحريني الملك حمد بن عيسي آل خليفة مع سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسية والذي تطرق إلى التعاون الثنائي والمسائل المتعلقة بقضايا الشرق الأوسط.

وكان الوفد الروسي برئاسة وزير الخارجية الروسية سيرجى لافروف، قد وصل إلى الإمارات العربية قبل افتتاح أعمال المنتدى في 31 يناير/ كانون الثاني في إطار زيارة رسمية للإمارات العربية، استقبله خلالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي.

وقالت المصادر الرسمية إن الشيخ عبد الله بن زايد وزير خارجية الإمارات العربية، والرئيس المناوب للجنة الحكومية المشتركة للتعاون التجاري الاقتصادي والعلمي التقني بين روسيا والإمارات العربية المتحدة، شارك في هذا اللقاء الذي تطرق إلى مناقشة القضايا الثنائية وعدد من القضايا الإقليمية والدولية وفي مقدمتها قضايا منطقة الشرق الأوسط.

وكان سيرجى لافروف، وزير الخارجية الروسية، التقى أيضًا على هامش أعمال المنتدى مع أحمد أبو الغيط، أمين عام الجامعة العربية، فضلاً عن لقاءاته مع وزراء خارجية الإمارات العربية والجزائر وتونس.

 وحول هذه اللقاءات، قال سيرجى لافروف، إنها تناولت أهمية منتدى التعاون العربي الروسي كآلية للتنسيق المتبادل بين روسيا والبلدان العربية في المحافل الإقليمية والدولية، وكأداة لتطوير التعاون المتعدد الأشكال بين أعضاء المنتدى الجماعي.

وأشار لافروف إلى أنه ناقش مع الأمين العام للجامعة العربية أهمية السبل والخطوات السياسية والدبلوماسية في حل الأزمة السورية وكل الأزمات والمواقف الخلافية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا استنادًا إلى مبادئ وقواعد القانون الدولي .

وفي ختام أعمال المنتدى، أعلن المشاركون في أعمال المنتدى عن أنهم خلصوا إلى اتفاق حول عقد الدورة الخامسة المقبلة في مدينة سان بطرسبورغ في روسيا في العام المقبل، باقتراح من جانب أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية.

 وفي هذا الصدد، أشار الأمين العام للجامعة العربية، إلى اقتراحه بأن يكون الاجتماع المقبل في سان بطرسبورغ، فيما عزا اقتراحه إلى أن هذه المدينة التي تعتبر العاصمة الثانية، أو كما يقولون العاصمة الثقافية لروسيا، تحتضن متحف الارميتاج أحد أهم المتاحف العالمية، وهو ما دفع وزير الخارجية الروسية لافروف إلى اقتراح أن يكون لهذا المتحف التاريخي العالمي فرع في الإمارات العربية. وقد تلقف الشيخ عبد الله بن زايد وزير خارجية الإمارات هذا الاقتراح بكل سرور،  معربًا عن الاستعداد لتنفيذه في أقرب فرصة ممكنة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com