الإسلام يزدهر في كوبا الشيوعية
الإسلام يزدهر في كوبا الشيوعيةالإسلام يزدهر في كوبا الشيوعية

الإسلام يزدهر في كوبا الشيوعية

في أكثر مكان غير متوقع تتناغم في شارع أوبسيبو الواقع بأقدم منطقة من العاصمة الكوبية هافانا معزوفات موسيقى السالسا وأصوات المسلمين بقول "الله أكبر"، يرفع بها رجال ملتحون أياديهم بمحاذاة آذانهم في اتجاه الشرق إلى مكة ثم يتلون آيات من القرآن ثم يركعون ويسجدون واضعين رؤوسهم وركبهم وأيديهم على السجادات الشرقية، ليمثلوا جماعة من متبعي الإسلام.

ولمسلمي كوبا خصوصيتهم فهم يلتئمون كمجتمعات صغيرة لا تتجاوز 10000 نسمة، نابضة بالحياة، تدمج القيم الإسلامية بعادات أمريكا اللاتينية وبالأخص الكوبية. 

ويقيم المسلمون صلواتهم في أول مسجد بني بكوبا، الجزيرة التي لطالما ارتبطت بالكاثوليكية والديانة السانتيرية.

وتقول مارتا ليناريس غونزاليز، 60 سنة، والتي اعتنقت الإسلام واختارت اسماً إسلامياً جديداً هو فاطمة لموقع "يو اس توداي" "كان الإسلام مهماً في الثقافة الكوبية منذ وصول كريستوفر كولومبس إلى الجزيرة، فقد وصل مع عبيد مغاربة، كانوا في ذلك الوقت جزءاً من الثقافة الإسبانية".

مابعد كاستروا

بعد فترة وجيزة من سيطرة فيديل كاسترو على الحكم في كوبا عام 1959، قام بتأسيس حكومة شيوعية، واستكملها بحظر الدين، فتم إغلاق الكنائس الكاثوليكية، وكان على المدارس الدينية بكل أشكالها أن تجمع أملاكها وترحل عن الجزيرة وكان الكوبيون يؤدون شعائرهم الدينية بشكل فردي خاص.

وبمرور السنوات بدأت الحكومة الكوبية تخفف القيود على الدين، فسمحت بتعبير أكثر حرية للكاثوليك –دين الأغلبية على الجزيرة- والديانة السانتيرية، وهي مزيج من المعتقدات الكاثوليكية والأفريقية والكاريببية، والتي أصبحت معروفة عبر كوبا، ليجد الدين الإسلامي لنفسه موطئ قدم أيضا في السنوات القليلة الماضية.

ويقول الإمام يحيى أو بيدرو لازو توريز وهو رئيس الاتحاد الإسلامي الكوبي إن عدد المسلمين في هذه البلاد، كان قليلا جدا، لدرجة أنهم كانوا يقيمون صلواتهم داخل منزل أحدهم، ثم مع ازدياد أعدادهم أصبحت صلواتهم تقام في الشارع. 

ويضيف الإمام يحيى أن عدد الكوبيين الذين يطلبون اعتناق الإسلام يستمر بالازدياد بفضل الطلاب الأفارقة الذين يسافرون إلى كوبا وهم أساساً من تشاد والنيجر، ونيجيريا ورواندا. 

وبعد أن ضربت باكستان هزة أرضية عام 2005، اسقرا مئات الباكستانيين في كوبا وتم اعطاؤهم منحا دراسية من الحكومة الأمر الذي أسهم في نشر الإسلام من هذه الجالية.

لكن في جزيرة لا ترى الكثير من المهاجرين، فإن أغلب المسلمين في كوبا هم ممن غير دينه للإسلام، حيث يصرح أحمد أبويرو إمام أحد المساجد: أن "99% من مسلمي كوبا هم ممن غيروا ديانتهم للإسلام ولا ينحدرون من أصول عربية".

المتحولون دينيًا

هذا التحول كان صعباً بالنسبة لأبويرتو الذي يبلغ من العمر 48 عاماً، والذي تحول للإسلام بعد قراءة سيرة حياة الزعيم التحرري الأمريكي المسلم مالكوم إكس قبل 17 سنة.

ويوضح أبويرتو أن الأمر كان صعباً في البداية لأنه كان عليه التوقف عن شرب الكحول، ورؤية النساء واللعب، وأكل لحم الخنزير، وهي أمور يفعلها كل كوبي. 

ويوضح أبويرتو أنه في الليلة التي تحول فيها للإسلام، لم يتمكن من النوم، وعلم في اليوم التالي أن حياته قد تتغير إلى الأبد.

ويشكو أبويرو من نقص روافد تعليم الدين الإسلامي للأقلية الكوبية؛ إذ لا توجد برامج تلفزيونية عن المسلمين أو أخبار جيدة عن الإسلام، لذا يلجأ أئمة المساجد للحديث مع الناس عبر الإنترنت لتقديم الدروس الدينية.

نظرة سلبية للمسلمين

ويرى أبويرو أن تعليم الناس الدين الإسلامي هو جزء من مسؤوليته، ففي كل أربعاء وخميس، يتجول في أحياء هافانا برفقة مجموعة من المسلمين الكوبيين، يلبسون اللباس التقليدي الأبيض، لتعريف الأنفس المتسائلة على دينهم، معتبرا الأمر مسؤولية كل مسلم.

وتقول مارلينا باربوسا ذات السبعة والستين عاماً، والتي تؤجر غرفاً من منزلها في هافانا القديمة للأجانب إنه صحيح أن العديد من الأمور السلبية تقال عن المسلمين في العالم، خصوصاً الشرق الأوسط، لكن هذا لا يؤثر على رؤيتها للمسلمين في كوبا، وعلى الجميع أن يمتلك القدرة على ممارسة دينه بسلام، نحن الكوبيون منفتحون جداً.

وعلى أعتاب المسجد كان الشاب كارلوس مانويل ذو الربيع الثاني من العمر، وهو طالب في التمريض تبنى الاسم الإسلامي أحمد عبدالسلام، يقول اعتنقت الإسلام قبل أكثر من سنة، إلا أن إخواني الثلاثة، مسيحيون حتى الآن، وكان أبويرو يسمعه يقول "حتى الآن" ويهمس "إن شاء الله" على أمل أن يقنعهم بالدين الإسلامي لاحقا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com