الصدام مع فرنسا يخيّم على الذكرى 17 لانتخاب بوتفليقة
الصدام مع فرنسا يخيّم على الذكرى 17 لانتخاب بوتفليقةالصدام مع فرنسا يخيّم على الذكرى 17 لانتخاب بوتفليقة

الصدام مع فرنسا يخيّم على الذكرى 17 لانتخاب بوتفليقة

يصادف، اليوم الأحد، الذكرى السابعة عشر لانتخاب عبد العزيز بوتفليقة رئيساً للجزائر الذي وصل إلى الحكم عام 1999، في الوقت الذي أسقطت فيه السلطة هذا العام الاحتفالات الرسمية لمرور سنتين أيضًا على إعادة انتخابه لولاية رابعة في 17 أبريل/نيسان2014.

 ووجدت السلطة نفسها هذا العام في مواجهة مباشرة مع فرنسا التي تربطها معها علاقات تاريخية لم تتخلص بعدُ من رواسب الماضي الكولونيالي والذاكرة المتأثرة بجروح عقود من الزمن.

ويحتدم الصراع بين البلدين منذ أيام على خلفية إقحام صورة عبد العزيز بوتفليقة في مقال صحفي نشرته جريدة "لوموند" الفرنسية وتناولت فيه ضلوع وزير الصناعة، عبد السلام بوشوارب، في فضيحة فساد عالمية بحسب تسريبات "وثائق بنما".

وفيما كانت الحكومة الجزائرية تتوقع طي الملف باحتجاج رسمي على ما وصفته بتحامل "لوموند" ودوائر إعلامية وسياسية فرنسية، تفاجأت بتغريدة وقعها رئيس الوزراء، مانويل فالس، على حسابه بموقع "تويتر" وأرفقها بصورته مع الرئيس بوتفليقة وهو في "وضع صحي سيىء".

في البدء لم تتخذ السلطات في الجزائر أي موقف لكنها اتجهت في منحى الإدانة والتنديد بما اعتبرته "تلاعب" مانويل فالس بصور اللقاء الذي جمعه ببوتفليقة، فالصورة المنشورة "هي إهانة وإساءة مقصودة" بحسب الموالاة.

 وعلّق وزير الدولة ومدير ديوان رئيس الجمهورية على الصورة التي نشرها مانويل فالس، أحمد أويحيى بالقول  "غير حقيقية ومركبة بشكل حاقد على رئيس الجزائر".

من جهتها، قالت المعارضة اليسارية، لويزة حنون، إن الرئيس الجزائري قاوم ضغوطاً فرنسية وتصدى لمحاولات يائسة، مفادها الحصول على صفقات استثمارية بما لا يخدم مصالح الجزائر التي رفضت التنازل عن القاعدة الاقتصادية 51/49.

بدوره،قال القيادي في حزب "النهضة" الإسلامي المعارض، محمد حديبي، أن التوجه الفرنسي الجديد، مرتبط باستغلال الوضع السياسي العام لفرض أجندات لها أبعاد داخلية وخارجية بواسطة الاستثمار في مرض الرئيس بوتفليقة وانتشار الفساد وحالة التفكك والشرخ الوطني بين المعارضة والموالاة والصراع القائم في نواة النظام الجزائري.

واضاف الناطق الرسمي لحركة النهضة، في تصريح لـ "إرم نيوز"، إن بوتفليقة أحبط آمال فرنسا بمقاومته إلغاء المادة 51/49، كما يتوقع أن يكون الرئيس قد عارض مشروعاً فرنسياً يقضي بترتيب سيناريوهات خلافته.

 وأكد القيادي المعارض، أن فرنسا الرسمية تضغط على الجزائر بتشويه صورة عبد العزيز بوتفليقة كمؤسسة جمهورية تمثل أعلى هرم الدولة "بغض النظر عما إذا كان الرئيس قد وفى بالتزاماته أم لا أو لبّى مطالب المعارضة أم خذلها، فذاك بالنهاية شأن داخلي، وابتزاز رئيس البلاد من الخارج هو بالضرورة ابتزاز للجزائر وشعبها".

 وأشار حديبي إلى أن الفرنسيين اقتنعوا أن الجزائر قد "تخرج عن سيطرتهم - أو فعلت - في مرحلة ما، ولهذا فهم يتحركون في سبيل البحث عن أذناب جدد بحكم زوال أو ضعف المحسوبين على حزب فرنسا المتغلغل في دواليب السلطة والإدارة وفق الدورة البيولوجية التي تقتضي البحث عن متفرنسين جدد يخدمون الأجندة الفرنسية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com