‫الصحافة الورقية في الأردن على خطى مثيلاتها عربيًا وعالميًا‎
‫الصحافة الورقية في الأردن على خطى مثيلاتها عربيًا وعالميًا‎‫الصحافة الورقية في الأردن على خطى مثيلاتها عربيًا وعالميًا‎

‫الصحافة الورقية في الأردن على خطى مثيلاتها عربيًا وعالميًا‎

تطرح التحديات التي تواجهها صناعة الصحافة الورقية على الصعيدين العربي والعالمي تساؤلات من جديد عن المستقبل المجهول الذي ينتظر الصحف الورقية في الأردن، بسبب الأزمات المالية والإدارية التي عصفت بها خلال السنوات الماضية من جهة، ونجاح  العشرات من المواقع الإخبارية الإلكترونية في اجتذاب القراء والمعلنين من جهة أخرى.

وشهدت الصحف اليومية الورقية سلسلة من الأزمات المالية والإدارية تمثلت في انخفاض إيرادات الإعلانات والمطابع وتراجع حجم الإعلانات، مما أدى إلى تفاقم أزمتها التي أوصلتها إلى مرحلة أن "تكون أو لا تكون"، وفق مراقبين.

   كما شهدت الصحف اعتصامات للعاملين فيها خلال السنوات الماضية، للمطالبة بمستحقاتهم المالية المتراكمة لفترات طويلة.

  وتعرّضت صحيفة الدستور، والتي تمتلك مؤسسة الضمان الاجتماعي 33 % من أسهمها، إلى خسائر خلال عامي 2012 و2013 وصلت إلى 4.8 ملايين دينار، الأمر الذي دفعها إلى الاستغناء عن موظفيها، فيما قدم آخرون استقالاتهم بسبب تأخر الإدارة بدفع رواتبهم لعدة أشهر، كما توقفت صحيفة العرب اليوم "قطاع خاص" عن الصدور بسبب الأزمات المالية التي عصفت بها خلال السنوات الماضية.

وتظهر بيانات سوق عمان المالي الربعية خسائر صحيفة الرأي المتراكمة، التي تمتلك مؤسسة الضمان الاجتماعي 55 % من أسهمها، بالمقارنة مع نفس الفترات من الأعوام السابقة، نتيجة تراجع  إيرادات الإعلانات والمطبعة التجارية.

وقدّمت الحكومة مبادرة لمساعدة الصحف اليومية للخروج من أزمتها، بإعفاء مدخلات إنتاج الصحف اليومية من الرسوم والجمارك، وزيادة تعرفة الإعلانات الحكومية، ومضاعفة عدد اشتراكات الوزارات، لانتشال الصحف من أزماتها المالية الخانقة، والمفتوحة على الاحتمالات كافة.

 يشار إلى إنه توجد 7  صحف يومية مطبوعة لكل منها موقع إخباري إلكتروني  يحاول منافسة المواقع الإلكترونية الأخرى.

وعمّق الإعلام الإلكتروني الجديد من أزمة الصحافة الورقية خلال الأعوام الماضية، حيث ساهم في منح المواطنين فرصة في صناعة الخبر والتحليل بشكل أثر على الصحف الورقية التي اتّسمت بالحركة البطيئة في مواكبة التطورات التي طرأت على المشهد الإعلامي الأردني، وفق ما أكده رؤساء تحرير الصحف اليومية خلال ندوة نقاشية.

ونجحت المواقع الإخبارية في الأردن في جذب الشركات المُعلنة والدخول بقوة إلى مجال المنافسة على الإعلان مع الصحف اليومية، لما يتميز به الإعلان الإلكتروني من سرعة الانتشار وانخفاض كلفته مقارنة مع الصحف اليومية.

كما نجحت المواقع الإخبارية في جذب عدد كبير من القرّاء غالبيتهم من فئة الشباب عبر تطبيقات الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي.

يشار إلى أن عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في الأردن بلغ قرابة 4.1 مليون مستخدم، في حين بلغ عدد مستخدمي "تويتر" 250 ألف مستخدم، وفق إحصائيات عالمية.

وأظهرت إحصاءات رسمية صادرة عن هيئة تنظيم قطاع الاتصالات أن عدد مستخدمي الإنترنت بشكل عام في الأردن يقدر بحوالي 6 ملايين مستخدم في 2015.

وكانت الحكومة الأردنية أصدرت قانونًا جديدًا لتنظيم ظاهرة الصحافة الإلكترونية يفرض على المواقع الإخبارية الحصول على تراخيص لمزاولة العمل الصحفي.

وانخفض عدد المواقع الإخبارية بعد تطبيق القانون من 450 موقعًا إلى 170 موقعًا، حيث تم حجب المواقع التي لم تحصل على التراخيص اللازمة، وفق ما أكده مصدر في هيئة الإعلام الأردنية لـ "إرم نيوز".

على الصعيد العالمي لأزمة الصحافة الورقية، قررت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية التوقف عن إصدار النسخة الورقية، بعد تراكم الخسائر لأكثر من 30 عامًا، والتحول إلى النسخة الرقمية بهدف مواكبة اهتمامات القراء المتابعين للمواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية عبر تطبيقات الهواتف الذكية.

عربيًا، قررت صحيفة السفير اللبنانية المُقرّبة من حزب الله، الأسبوع الماضي، التوقف عن إصدار النسخة الورقية والإلكترونية بسبب مصاعب مالية ومشاكل سياسية وطائفية يعاني منها لبنان، قبل أن تعود عن قرار الإغلاق وتبحث عن شركاء تجاريين لمساعدتها على تجاوز أزمتها.

وشهد سوق الإعلان في لبنان تراجعًا بنسبة 60 % منذ عام 2011، الأمر الذي أدى إلى عدم تمكن صحف "النهار" و"المستقبل" و"اللواء" من دفع رواتب موظيفها لعدة أشهر.

وبالانتقال إلى مصر، فإن غالبية الصحف القومية والخاصة تعاني من خسائر مادية كبيرة وتبحث عن طوق للنجاة. قطر أيضًا اتخذت فيها الصحف الحكومية والخاصة إجراءات تهدف إلى خفض النفقات وشدّ الأحزمة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com