جدل في تركيا حول إعادة العلاقات مع إسرائيل
جدل في تركيا حول إعادة العلاقات مع إسرائيلجدل في تركيا حول إعادة العلاقات مع إسرائيل

جدل في تركيا حول إعادة العلاقات مع إسرائيل

يحتدم الجدل في الأوساط السياسية التركية، حول سعي تركيا لإعادة العلاقات مع إسرائيل، حيث عقد الطرفان لقاء سرياً في سويسرا، مؤخراً، وتمّ التوصل إلى اتفاق مبدئي، من أجل إعادة العلاقات إلى مجراها الطبيعي.

وحسب مصادر تركية مطلعة، فإن الاتفاق المبدئي، ينص على إعادة تبادل السفراء بين البلدين، وإسقاط جميع الدعاوي القضائية التركية المرفوعة ضد إسرائيل، مقابل دفع إسرائيل تعويضات، تتراوح بين 20 و23 مليون دولار، لضحايا سفينة مافي مرمرة، وإخراج قياديي حماس من الأراضي التركي، والتفاهم حول تجارة الغاز الطبيعي بين البلدين.

وقد أعرب، كمال كيلجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري، أكبر الأحزاب التركية المعارضة، عن دعم حزبه للخطوات، التي تؤدي إلى تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل، معتبراً أن ذلك "يصب في صالح تركيا".

ومن جانبه، اعتبر "عمر جليك"، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، مساء أمس الأحد، أنه "لن يكون هناك أي تطبيع للعلاقات مع إسرائيل، ما لم تعتذر الأخيرة عن اعتدائها على سفينة مافي مرمرة، وما لم ترفع حصارها عن قطاع غزة".

وأعاد جيليك، التذكير بشروط تركيا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، موضحاً أنها "تتضمن اعتذار الحكومة الإسرائيلية عن حادثة سفينة مافي مرمرة، وتقديم تعويضات لعوائل الشهداء الذين قضوا في السفينة، ورفع الحصار عن قطاع غزة". مؤكدا أن "إسرائيل وافقت على الاعتذار، لكن الشرطين الأخيرين لم يتحققا بعد، لذا فإن التطبيع لن يسير بالشكل الصحيح، ما لم تتحقق شروطنا"، كاشفاً أن "المفاوضات ما تزال جارية مع الطرف الإسرائيلي".

استنكار

وبالمقابل، استنكرت هيئة الإغاثة الإنسانية التركية(IHH)، في بيان نشرته على موقعها الرسمي على الانترنت، السعي التركي لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، بالقول، إنه "لا ينبغي لتركيا نسيان ما حدث للسفينة مافي مرمرة عام 2010، في سبيل الحصول على الغاز الطبيعي من إسرائيل".

ورأت الهيئة، أن "أي اتفاق سيتم توقيعه بين تركيا وإسرائيل، هو اتفاق معاد لتركيا وفلسطين وشعوب الشرق الأوسط". مضيفة أنه "لن يتم التنازل عن أية دعوى قضائية. فالدعاوى القضائية لا يمكن أن تخضع للتفاوض، ولابد من الإرسال الفوري للمذكرة الحمراء التي أصدرتها المحكمة الجنائية التركية إلى الإنتربول".

واعتبرت الهيئة التركية، أن "قضية مافي مرمرة، لا تخص الشعب التركي فقط، بل تخص أيضاً الشعب الفلسطيني وشعوب 37 دولة. فأية اتفاقية مع إسرائيل، وخصوصا الاتفاقية المعادية لقضية مافي مرمرة، هي خسارة لتركيا وغزة".

علاقات لم تقطع

 ويرى الخبير التركي، بازان جوشكون، أن تركيا، "بدأت تعاني من مشاكل مع سوريا والعراق وإيران. وحين وصلت إلى أعتاب الحرب مع روسيا، توجهت نحو الولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب، لكنها لم تحظ بالدعم اللازم منها، فشعرت بزيادة عزلتها في المنطقة، لذلك ذهبت إلى الاتفاق مع تل أبيب لتزيد من عدد أصدقائها، مع العلم، أن العلاقات التجارية مع إسرائيل لم تنقطع أبداً".

وكان القوات الإسرائيلية، قد هاجمت سفينة "مافي مرمرة" في 31 مايو/آيار عام 2010، وهي في طريقها إلى قطاع غزة محملة بالمساعدات الإنسانية، من أجل فك الحصار عن القطاع، وأسفر الهجوم عن مقتل عشرة أشخاص تسعة منهم مواطنون أتراك.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com