تركيا تتطلع لتوطيد علاقاتها مع إسرائيل تعويضا عن خصومات الجوار 
تركيا تتطلع لتوطيد علاقاتها مع إسرائيل تعويضا عن خصومات الجوار تركيا تتطلع لتوطيد علاقاتها مع إسرائيل تعويضا عن خصومات الجوار 

تركيا تتطلع لتوطيد علاقاتها مع إسرائيل تعويضا عن خصومات الجوار 

 قال خبراء إن أنقرة، التي تورطت في خصومات مع دول الجوار من سوريا إلى العراق إلى روسيا وكذلك إيران، بدأت تنشط ماكينتها الدبلوماسية لتطبيع العلاقات مع تل أبيب.

ورأى الخبراء أن توقعات بعودة العلاقات بين تركيا وإسرائيل بعد خلافات استمرت خمس سنوات أنعشت آمالا في تقدم سريع في محادثات لاستيراد الغاز الطبيعي من إسرائيل في صفقة قد تصل قيمتها إلى عدة مليارات من الدولارات.

وفي عام 2010 تصدعت العلاقات بين تركيا وإسرائيل عندما اعتلى كوماندوس إسرائيليون السفينة مافي مرمرة، وقتلوا عشرة نشطاء أتراك بينما كانت السفينة ضمن قافلة سميت "أسطول الحرية" التي كانت تحاول كسر الحصار البحري الإسرائيلي لقطاع غزة.

واعتبرت تركيا العضو في الحلف الاطلسي لفترة طويلة، أبرز الحلفاء الاقليميين لاسرائيل وذلك قبل أن تتضرر العلاقات إثر الهجوم الدامي.

وأدت مباحثات رعاها الرئيس الاميركي باراك أوباما في 2013 إلى تقديم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اعتذارا للرئيس التركي، ولكن من دون أن يؤدي ذلك إلى مصالحة.

وكان أردوغان، الذي يعتبر نفسه من المدافعين عن القضية الفلسطينية، قال في تموز/يوليو 2014 وفي أوج الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة إن اسرائيل "تفوقت على هتلر في مستوى الوحشية".

لكن، وبحسب مراقبين، فإن خصومات دول الجوار أحدثت انعطافا في الخطاب التركي الرسمي إزاء إسرائيل.

ويتندر خبراء بان صاحب شعار "صفر مشاكل مع الجيران" وزير الخارجية السابق ورئيس الوزراء الحالي التركي احمد داود اوغلو يواجه الكثير من الحرائق على أبواب تركيا.

الغاز الطبيعي وقود لدفء العلاقات

وكثفت تركيا، التي تعتمد كثيرا على الاستيراد في سد احتياجاتها من الطاقة، جهودها لإيجاد مصادر جديدة للغاز الطبيعي في ظل تدهور العلاقات مع روسيا بعد إسقاط القوات التركية لطائرة حربية روسية كانت تشارك في قصف مواقع للمعارضة في شمال سوريا قرب الحدود التركية الشهر الماضي.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن اتفاقا لتطبيع العلاقات جاء بعد محادثات ثنائية رفيعة المستوى في سويسرا.

وقال مسؤولون أتراك إنه لم يتم بعد توقيع اتفاق نهائي لكن في ظل ما تحقق من تقدم في قضايا رئيسية، فإن التوصل لاتفاق لن يستغرق وقتا طويلا.

وقال مصدر تركي قريب من المحادثات إنه حتى أثناء الخلافات لم يتم تعليق خطط لبناء خط أنابيب واستيراد الغاز الطبيعي من حقل لوثيان الإسرائيلي الشاسع في شرق البحر المتوسط.

وقال المصدر "حتى السلطات السياسية لم ترغب في تعليق المحادثات. كنا نعرف أنه ما إن يتم التغلب على الخلاف السياسي، ستتحرك باقي العملية بسرعة."

ورحب المسؤولون الإسرائيليون إلى حد بعيد بالاتفاق على عودة العلاقات، لكنهم قالوا إن إسرائيل يجب أن تتمسك بحق التحرك عندما يتعلق الأمر بأمنها وبالحد من نشاط بعض أعضاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المقيمين في تركيا. وتسيطر حماس على غزة.

وقال زئيف إلكين الوزير في الحكومة الإسرائيلية لراديو الجيش الإسرائيلي "الاتفاق المتوقع، الذي لم يتم وضع اللمسات النهائية عليه بعد، يعطينا ما طالبنا به، في إشارة إلى تقييد نشاط حماس في تركيا.

وأضاف "يجب ألا نتراجع. يجب ألا نتنازل. يجب أن نبقى حازمين بشأن مصالحنا."

وعلى الرغم من أن رفع الحصار عن غزة، وهو أحد الشروط الثلاثة التي وضعها الرئيس التركي طيب اردوغان لتطبيع العلاقات، أمر غير مرجح في ظل تشديد إسرائيل على أن هذه السياسة ضرورية لأمنها ضد المتشددين الإسلاميين، حسب وصفها، إلا أن مسؤولا تركيا رفيعا قال إن تقدما أحرز في هذه القضية.

وأضاف المسؤول التركي "هناك تقدم كبير فيما يتعلق بالحصار. نقترب من اتفاق نهائي في المحادثات مع إسرائيل. لا نعتقد أن ذلك سيستغرق وقتا طويلا."

وأصدرت مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية التي نظمت القافلة إلى غزة في 2010 والتي اقتحمها الكوماندوس الإسرائيليون بيانا من 13 نقطة على تويتر قالت فيه إنها لا علم لها بأي اتفاق بين تركيا وإسرائيل.

وقالت "نعتقد أن اتفاقا بين تركيا وإسرائيل سيكون ضد تركيا والشعب الفلسطيني وشعوب الشرق الأوسط." وأضافت أنه لا تغيير في موقفها من حصار غزة والسفينة مافي مرمرة.

وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز إن تطبيع العلاقات مع تركيا له أهمية كبيرة سواء لتطوير حقل لوثيان أو إعادة شركات الطاقة العالمية إلى إسرائيل للبحث عن حقول غاز جديدة.

وقال لراديو تل أبيب إف.إم "أعتقد أن هناك فرصة جادة ومفيدة لتحسين وتطبيع العلاقات بين إسرائيل وتركيا. أعتقد أيضا أن هذا دليل على القيمة الدبلوماسية للغاز ومشروع الغاز."

وتتفاوض شركات إسرائيلية منذ وقت طويل مع شركات تركية على خط أنابيب لنقل الغاز من لوثيان.

وقفز سهم شركة زورلو إنرجي، إحدى الشركات التي تملك أصولا في الطاقة في إسرائيل، بنسبة تزيد على عشرة في المئة اليوم الجمعة بدعم من التقارير عن العودة المتوقعة للعلاقات. وسوف يتكلف تطوير حقل لوثيان الذي تقدر احتياطياته بما يصل إلى 622 مليار متر مكعب ما لا يقل عن ستة مليارات دولار.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com