سفراء إسرائيل يرفضون تنفيذ تعليمات خارجيتهم بشأن "دمى الإنتفاضة" 
سفراء إسرائيل يرفضون تنفيذ تعليمات خارجيتهم بشأن "دمى الإنتفاضة" سفراء إسرائيل يرفضون تنفيذ تعليمات خارجيتهم بشأن "دمى الإنتفاضة" 

سفراء إسرائيل يرفضون تنفيذ تعليمات خارجيتهم بشأن "دمى الإنتفاضة" 

تتواصل موجة الإنتقادات الحادة من قبل سفراء ودبلوماسيين إسرائيليين، ضد وجود نائبة وزير الخارجية "تسيبي حوتوفيلي" في منصبها، وتوليها إدارة شؤون الوزارة بالكامل، معتبرين أن صورة الدبلوماسية الإسرائيلية أمام العالم أصبحت في الحضيض، ولا سيما بعد التعليمات الأخيرة لجميع السفراء الإسرائيليين، التي خلفت إنطباعا لدى بعضهم، بأنهم أصبحوا مثار سخرية، ويتلقون أوامرهم من هواة.

وأصدرت "حوتوفيلي" أمس السبت، تعليمات لجميع سفراء إسرائيل، بالإستعانة بنموذج "دمية الإنتفاضة الفلسطينية"، وعرضها في جميع الفاعليات بالبلدان التي يخدمون فيها، لكي يظهروا للعالم ما تصفه بـ"التحريض الفلسطيني"، وذلك بعد مزاعم ترددها وسائل إعلام عبرية حول ضبط شحنة في ميناء حيفا، تحتوي على 4 آلاف دمية ملثمة، وتحمل الحجارة، دون الإشارة إلى مصدرها.

معارضة قوية

ويقود الدبلوماسي المخضرم "دان أشبيل"، سفير إسرائيل في "هلسنكي" عاصمة فنلندا، وغيره من السفرءا الإسرائيليين، موقفا معارضا بشدة للقرار الصادر عن "حوتوفيلي" بشأن "دمى الإنتفاضة"، معتبرين أن هذا القرار هو الدليل الدامغ على أن رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو"، من يحتفظ لنفسه بمنصب وزير الخارجية، يدمر الدبلوماسية الإسرائيلية، بتركه لتلك الوزارة في عهدة "حوتوفيلي".

وأكد "أشبيل"، لوسائل إعلام أنه "لن ينفذ تلك التعليمات ولو كلفه الأمر ترك المنصب، لأن من أصدرته ربما لم تفقه إلى العديد من الجوانب، لكن الأخطر من ذلك هو أن قرارها سيترك جميع سفراء إسرائيل عرضة للسخرية في البلدان التي يعملون بها، حيث أن الحديث يجري عن دمية لا يُعرف من أين أتت ولمن ستذهب".

وتابع، أنه من غير الممكن  أن يحمل سفير، يُمثل بلاده بالخارج، دمية في كل مناسبة يحضرها، لكي يعرضها على المسئولين والصحفيين، فيما قد يتهمه أحدهم بأن الرواية مختلقة من الأساس، وأن الأمر أشبه بـ"إرسال جرعة من المخدرات إلى الشرطة ومطالبتها بالبحث عمن كان يعتزم أن يتناولها"، مضيفا أن "الدبلوماسية لا تعرف أمورا من هذا النوع".

وعبر السفير الإسرائيلي في "هلسنكي"، عن استياء عدد كبير من السفراء الآخرين، وقال إن الحديث يجري عن مهزلة حقيقية، مضيفا أن الحديث لا يقتصر على صورة الدبلوماسية، ولكن يبدو وأن "حوتوفيلي" لا تفهم الأبعاد القانونية أيضا، وكيف أنه لا يمكن استغلال سلع أو أشياء تمت مصادرتها عبر سلطات الجمارك في أغراض دعائية أو غيرها، ضاربا مثالا بأنه "في حال مصادرة شحنة سجائر مهربة، لا يمكن توزيعها على العاملين بالجمارك، ولكن يتم تدمير الشحنة".

مقاضاة إسرائيل

ولا يقتصر عدم فهم "حوتوفيلي" للقوانين عند تلك النقطة، فالقرار الذي أصدرته بشأن توزيع شحنة الدمى على سفراء إسرائيل، لإستغلالها دعائيا، تغافل حقيقة أن ثمة كياناً صنع تلك الدمى، وآخر يستوردها، وأن أي الكيانيين بمقدوره مقاضاة الخارجية الإسرائيلية التي صادرت الشحنة واستغلتها.

الجدير بالذكر أن وزارة الخارحية الإسرائيلية، أرسلت إلى جميع السفارات، عبر البريد الدبلوماسي، دمية واحدة على الأقل لكل سفارة، بالتزامن مع صدور القرار، والذي يطالب السفراء باستغلال تلك الدمى لإظهار "مدى التحريض الفلسطيني" المزعوم، وإصطحابها في جميع الفاعليات التي يشاركون فيها خلال الفترة القادمة، لتعريف المسئولين والصحفيين بالحقائق"، طبقا للخارجية الإسرائيلية.

وكانت "حوتوفيلي" نفسها، قد أخرجت من حقيبتها "دمية الإنتفاضة" يوم أمس الأول، خلال اجتماع في البرلمان الفرنسي بالعاصمة باريس، وأبلغت أعضائه أن هذه الدمية كانت ستصل إلى السلطة الفلسطينية قبل ضبطها، مطالبة دول أوروبا بتشديد الرقابة على ما قالت إنها "أموال أوروبية متدفقة لصالح منظمات تعمل على التحريض ضد إسرائيل".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com