جمود الحرب بين أوكرانيا وروسيا.. هل يضطر طرفا الصراع إلى التفاوض؟
تشهد الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، حالة انسداد وجمود، في ظل عدم تمكن موسكو وكييف من تحقيق تقدم عسكري كبير على الأرض، من شأنه أن يحسم هذه الصراع المستمر، بين قوات البلدين.
وتأتي "حالة الجمود" هذه على ضوء عجز قوات البلدين عن تحقيق أي من الخطط المعلنة، إذ فشلت كييف – رغم الدعم العسكري الغربي – بهجومها المضاد، ومنيت موسكو بخيبة أمل، إزاء عدم قدرتها تجاوز الشرق رغم السيطرة على مدينة باخموت.
فشل الهجوم المضاد
ونقلت وكالات أنباء روسية عن الرئيس فلاديمير بوتين، قوله إن الهجوم الأوكراني المضاد ضد القوات الروسية "مُني بالفشل".
جاء ذلك، خلال لقاء عقده بوتين مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو، وهو أول لقاء بينهما منذ التوسط لإنهاء تمرد مسلّح لمجموعة فاغنر، والذي انتهى باتفاق على انتقال عناصرها إلى بيلاروسيا، مقابل وقف ملاحقتهم.
ومني الهجوم المضاد الأوكراني بالفشل، بالرغم من المساعدات العسكرية الغربية التي قدمتها تلك الدول إلى أوكرانيا، عقب قمة حلف شمال الأطلسي الأخيرة في ليتوانيا.
حرب استنزاف
ورأى الخبير الاستراتيجي عامر السبايلة، بأن "الحرب الروسية الأوكرانية، بدأت لكي تبقى وليس لكي تغلق"، مشيرا إلى أن "هناك محاولات استنزاف كبيرة لروسيا، مما يحولها إلى حرب استنزاف"، مستبعدا أن تحسم بصورة سريعة.
وقال السبايلة في تصريح لـ"إرم نيوز" إنه من الصعب الاعتقاد بانتهاء هذه الحرب دون أن تحقق أهدافها الأساسية وهي أهداف تتعلق بموقع ووضع روسيا واقتصادها، وحالة العزلة التي تعيشها، مشيرا إلى محاولات "خلق حالة استنزاف وأزمة في الداخل الروسي، مما يدفع الرئيس بوتين لاعتبارها حربا شخصية".
وبين أن استمرار الدعم العسكري، يشكل إقرارا بأن الحرب دخلت مرحلة متقدمة فيما يتعلق بمواجهة روسيا، وهي مرحلة بدأت بإعادة بناء أدبيات حلف شمال الأطلسي وتوسعه من خلال ضم عدد من الدول وإعادة بناء المحور الأمريكي".
وأضاف السبايلة أن "هذه الحرب وضُعت لها إطارات معينة، وفي أراض معينة تخوضها أوكرانيا، وبالتالي الإبقاء على روسيا في تلك المناطق يصب في مصلحة الولايات المتحدة الأمريكي، ويدعم فكرة استنزاف روسيا".
تقدم أوكراني رغم الفشل
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الأحد، أن أوكرانيا استعادت 50 ٪ من الأراضي التي استولت عليها روسيا، مشيرا إلى أن الهجوم الأوكراني المضاد ضد روسيا بات صعبا وسيستغرق عدة أشهر.
وكثّفت أوكرانيا، هجومها على شبه جزيرة القرم، حيث تعطلت الحركة المرورية على جسر الجزيرة التي سيطرت عليها موسكو في 2014 بعد هجوم شنته القوات الأوكرانية.
والهجوم الأوكراني على شبه جزيرة القرم، هو الثاني من نوعه في أقل من أسبوع، الأمر الذي وصُف بأنه "مؤشر جديد" في الحرب الدائرة بين البلدين.
وأمام هذه المعطيات والتطورات على الأرض والتضارب في التصريحات بين قادة كييف وموسكو وداعميهما، فتحت باب الأسئلة حول ما إذا سيدخل البلدان في طور المفاوضات لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف.
