لوموند: ماكرون ينهج خطة تواصلية تتخطى الإعلام التقليدي
منذ توليه منصبه في عام 2017، قيَّد الرئيس إيمانويل ماكرون وصول الصحفيين إلى الرئاسة باستمرار، إذ يهدف إلى التعامل مع المواطنين بشكل غير رسمي وخارج جدول الأعمال.
وبحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية، وقعت مؤخرًا حادثة مفاجئة في رولان، دوبس، يوم الـ6 من شباط/ فبراير، توقف الرئيس ماكرون، برفقة قوة أمنية صغيرة، بشكل غير متوقع عند بار تاباك فارغ تقريبًا لتناول القهوة؛ ما أذهل السكان المحليين والمسؤولين على حد سواء، إذ لم يتم إبلاغ المحافظ أو رئيس البلدية أو عضو البرلمان المحلي مسبقًا؛ ما يظهر قدرة ماكرون على التهرب من الصحفيين والحفاظ على مستوى من السرية.
وقالت الصحيفة إنه لم يكشف قصر الإليزيه إلا عن الغرض من هذه الزيارة المرتجلة، ليعود ويؤكد أن ماكرون قبل دعوة من رئيس المزارعين الشباب لزيارة مزرعته والتواصل مع ممثلي النقابات، حيث أثارت هذه الخطوة انتقادات من نقابة الصحفيين الرئاسيين، مشككة في شفافية مثل هذه الإجراءات بشأن القضايا الحاسمة التي تهم المواطنين.
وأشارت الصحيفة إلى أن رغبة ماكرون في الأصالة والعفوية دفعته إلى البحث عن طرق بديلة للتفاعل مع الجمهور، بعيدًا عن تدقيق وسائل الإعلام، مبينة أن هذا التحول يتضمن زيارات إلى مواقع لم يكشف عنها للصحفيين، كما يتضح من زيارته غير المعلنة لوحدة الرعاية التلطيفية في مستشفى في أرجينتويل.
وأضافت الصحيفة، أن سياسة إبعاد وسائل الإعلام عن الأنشطة الرئاسية تهدف للسيطرة بإحكام على إستراتيجية الاتصال الخاصة به، ومن محاولة نقل غرفة الصحافة في الإليزيه إلى عقد اجتماعات مغلقة حول مسائل الأمن القومي، إلا أن هذه الإستراتيجية أثارت مخاوف بشأن آثارها على الديمقراطية.
وأكدت "لوموند"، أنه من خلال تجاوز القنوات الإعلامية التقليدية والاعتماد على وسائل الإعلام الاجتماعية، يخاطر ماكرون بتقويض دور الصحافة باعتبارها مؤسسة ديمقراطية بالغة الأهمية.
فيما يرى المنتقدون أن مثل هذه التكتيكات تعزز الشك وتتوافق مع النزعات الشعبوية، ما قد يشكل سوابق خطيرة للإدارات المستقبلية.
وختمت الصحيفة، إنه على النقيض من نهج ماكرون، فإن الشفافية المحيطة بأنشطة الرؤساء الأمريكيين، والتي فرضها التعديل الأول للدستور، إذ يلعب المجمع الصحافي في البيت الأبيض دورًا محوريًّا في ضمان ذلك.
