بعد تأييد غانتس لحل الكنيست.. المشهد السياسي قد يتغير في إسرائيل
بعد تأييد غانتس لحل الكنيست.. المشهد السياسي قد يتغير في إسرائيلبعد تأييد غانتس لحل الكنيست.. المشهد السياسي قد يتغير في إسرائيل

بعد تأييد غانتس لحل الكنيست.. المشهد السياسي قد يتغير في إسرائيل

عادت أجواء الانتخابات لتلقي بظلالها على المشهد السياسي الإسرائيلي، وذلك منذ أن صوت 61 نائبًا، يوم الأربعاء، لصالح مشروع قانون حل الكنيست، من بينهم وزير الدفاع ورئيس الوزراء البديل بيني غانتس، زعيم حزب "أزرق أبيض"، هذا بخلاف نواب ووزراء هذا الحزب الذي يمثل الشريك الائتلافي لحزب "الليكود" على رأس السلطة.

وعلى غرار السنوات الخمس الأخيرة، ومنذ انتخابات الكنيست العشرين، في مارس 2015، يبحث معارضو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، عن الشخصية البديلة التي يمكنها أن تحقق التغيير المنشود في هرم السلطة، بعد أن فشلت جميع المحاولات التي قامت بها شخصيات محسوبة على اليسار والوسط في الوصول إلى رئاسة الحكومة، منذ نهاية ولاية أيهود أولمرت على رأس حزب "كاديما" العام 2009.

وخلال انتخابات 2015 توجهت الأنظار إلى تحالف وسطي كان قد تشكل وقتها تحت مسمى "المعسكر الصهيوني"، كاد أن يغير وجه الخريطة السياسية في إسرائيل، قبل أن ينهار هذا التحالف وتتراجع شعبية زعيميه، يتسحاق هيرتسوغ، وتسيبي ليفني، والأخيرة اعتزلت الحياة السياسية في فبراير 2019.



وتشكلت قائمة "أزرق أبيض" التي تنتمي لليسار -الوسط في يناير 2019 تحسبًا لانتخابات الكنيست الحادي والعشرين، وضمت 3 أحزاب هي:"هناك مستقبل" بزعامة الإعلامي ووزير المالية الأسبق يائير لابيد، وحزب "تيلم" بزعامة وزير الدفاع الأسبق موشي يعلون، وحزب "حوسن ليسرائيل" بزعامة غانتس. والأخير عاد وانفصل في مارس 2020 عن زميليه بعد انتخابات الكنيست الـ 23، وأسس مع نتنياهو الحكومة الـ 35 في تاريخ البلاد، في انتظار تسلم السلطة عام 2021 بمقتضى الاتفاق الائتلافي.

"آيزنكوت" هذه المرة

وعلى الرغم من أن انهيار الحكومة الحالية يبقى نظريًا فقط، إذ جاءت الخطوة الحادة التي أجراها غانتس والتي تتمثل في التصويت لصالح حل الكنيست، من أجل الضغط على نتنياهو لتمرير الموازنة العامة والحصول على مكاسب أخرى.



بيد أن تمرير القانون يتطلب التصويت عليه بثلاث قراءات، قد تتخللها تحولات من النقيض إلى النقيض حال حدثت توافقات بين نتنياهو وغانتس.

ومع ذلك، تتجه الأنظار حاليًا صوب شخصية توارت قليلًا عن الأنظار خلال العام الأخير، وهو رئيس الأركان السابق غادي أيزنكوت، والذي تولى هذا المنصب في الفترة بين عامي 2015 – 2019، وسط أنباء عن عزمه خوض غمار السياسية ومنافسته لنتنياهو على رئاسة الوزراء.

ووجدت هذه الأنباء أصداء كبيرة لدى وزير الدفاع الأسبق يعلون، زعيم حزب "تيلم" الشريك السابق لحزب "أزرق أبيض"، إذ أكد أنه لا يمانع أن يصبح أيزنكوت على رأس قائمة تضم حزبه لو كان الأمر سيسهم بوضع حد لسلطة "الليكود".

ووفق تقرير موقع "سروغيم" العبري، اليوم الخميس، فقد دفعت نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة يعلون إلى الحديث عن تحالف محتمل مع أيزنكوت حال أسس حزبًا جديدًا، إذ نقل عنه أنه لا يستبعد التحالف مع رئيس الأركان السابق وأن يصبح هو الرجل الثاني.



وذكر يعلون أنه يحمل تقديرًا عميقًا تجاه أيزنكوت، ويأمل أن يتخذ القرار النهائي بشأن دخول عالم السياسة، لأن"أشخاصًا مثله وغيرهم ممن ينتظرون التيقن من خبر الذهاب إلى انتخابات رابعة، سيقررون خوض اللعبة السياسية".

ولفت يعلون إلى أنه مستعد لخدمة البلاد من أي موقع، وأن شريكه السابق غانتس ربما يحتاج إلى المزيد من الخبرات، وكان قد أصر أن يصبح الأول على رأس القائمة، وتسبب بتفكيك "أزرق أبيض"، مشيرًا إلى أنه كان يرفض أن يكون غانتس الرجل الأول في القائمة، لكنه لن يمانع أن يصبح أيزنكوت كذلك.

ثالث أكبر قوة

وتجدر الإشارة إلى أن استطلاعًا للرأي كانت نتائجه قد نشرت، يوم الأربعاء، على قناة "أخبار 13" عكس صورة مختلفة إلى حد كبير عن تلك القائمة حاليًا لو أجريت الانتخابات العامة، اليوم، وفي ظل الظروف الراهنة.

ووفق الاستطلاع، لو أجريت الانتخابات، اليوم، لن يحصل "الليكود" بزعامة نتنياهو سوى على 27 مقعدًا، بينما يحل حزب "يمينيا" الصهيوني الديني برئاسة نفتالي بينيت ثانيًا بواقع 21 مقعدًا، وهذه النتيجة مقاربة للغاية لجميع استطلاعات الرأي التي أجريت خلال الأسابيع الماضية، وأظهرت تقدم بينيت بشكل ملحوظ لدرجة أن بعض المراقبين يرون أنه قد يصبح رئيس الوزراء القادم.

لكن المفاجأة كانت في النتائج التي حصل عليها حزب مفترض بزعامة أيزنكوت، حيث أشار المشاركون في الاستطلاع إلى أنه في حال شكل رئيس الأركان السابق حزبًا سياسيًا مع شخصية مثل زعيمة حزب "الحركة" المعتزلة تسيبي ليفني ومع رئيس بلدية تل أبيب- يافا، رون حولداي "من حزب العمل"، سيحصد 15 مقعدًا يحتل بها المركز الثالث كأكبر قوة سياسية بعد "الليكود" و"يمينا".

ويلي حزب آيزنكوت المحتمل حزب "هناك مستقبل" بزعامة يائير لابيد بواقع 14 مقعدًا.

وأظهر الاستطلاع تراجع وضع "القائمة العربية المشتركة" ليستقر عند 9 مقاعد فقط، ولم يحصل "أزرق أبيض" بزعامة غانتس سوى على 8 مقاعد.

نتنياهو الفائز

وفي المجمل لو أجريت الانتخابات، اليوم، ستحصل كتلة اليمين – الحريديم على 61 مقعدًا، وستحصل كتلة اليسار- الوسط على 52، بينما سيحصل حزب "إسرائيل بيتنا" بزعامة أفيغدور ليبرمان على 7 مقاعد.

ويعتقد بعض المراقبين أن نتنياهو هو الذي دفع بقوة باتجاه الخطوة التي تمت، الأربعاء، والخاصة بالتصويت لصالح حل الكنيست، وأن الاتهامات التي يطلقها خصومه بشأن تعمده جر البلاد إلى انتخابات جديدة هي اتهامات منطقية، لا سيما لعلمه أنه سيخرج منها فائزًا ومتحررًا من الضغوط الكبيرة التي تشكلها شراكته مع غانتس، إذ يفترض أن ينتقل منصب رئيس الوزراء للأخير العام المقبل، لو كانت هذه الحكومة مستقرة.

ووفق نتائج آخر استطلاع للرأي، وغير ذلك من المعطيات، يستطيع نتنياهو لو أُجريت انتخابات جديدة، تشكيل حكومة ضيقة، هي السادسة في تاريخ مشواره السياسي، دون الخضوع لمساومة من جانب ليبرمان أو أحزاب اليسار، إذ يمكنه تشكيل حكومة يمينية تضم بينيت، وقائمته "يمينا"، فضلًا عن الحزبين الحريديين "شاش" و"يهدوت هاتورة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com