مع تفاقم الصراع في القوقاز.. إسرائيل تخشى من "تخريب" تركي لعلاقاتها مع أذربيجان
مع تفاقم الصراع في القوقاز.. إسرائيل تخشى من "تخريب" تركي لعلاقاتها مع أذربيجانمع تفاقم الصراع في القوقاز.. إسرائيل تخشى من "تخريب" تركي لعلاقاتها مع أذربيجان

مع تفاقم الصراع في القوقاز.. إسرائيل تخشى من "تخريب" تركي لعلاقاتها مع أذربيجان

يخشى خبراء إسرائيليون، من احتمال تضرر العلاقات الإستراتيجية مع أذربيجان، على خلفية التدخلات التركية في ملف الصراع الدموي بينها أرمينيا، وإعلان أنقرة دعمها المطلق لباكو، ولا يستبعدون أن يدفع هذا الدعم الأخيرة، لمراجعة العلاقات مع تل أبيب.

وتجمع إسرائيل وأذربيجان، علاقات عميقة، منذ إعلان الأخيرة الاستقلال عام 1991، بعد انهيار الاتحاد السوفييتي. وزادت العلاقات عمقًا في العقود والسنوات الأخيرة، لتصل إلى درجة التحالف الإسرائيلي مع البلد الذي يدين غالبية سكانه بالديانة الإسلامية، ويعتنق أغلبهم المذهب الشيعي.

ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية، عن خبراء على صلة بالملف، أن الحكومة في باكو بدأت مراجعة ملف العلاقات مع عدد من الدول، من بينها إسرائيل، وذلك في ضوء المواجهات الجارية حاليًا مع أرمينيا، التي تمتلك تعاونًا مع النظام الإيراني في مجالات عديدة، منها المجال الاستخباري، كما تعتمد على الدعم الروسي العسكري.



وبحسب الصحيفة، تتطور المواجهات بين أذربيجان وأرمينيا، لتجذب أطرافًا أخرى باحثة عن مصالحها السياسية والإستراتيجية، وعلى رأسها: روسيا، وإيران، وتركيا. فيما أشارت، إلى أن هذه الأوضاع تحمل تداعيات كبيرة على العلاقات بين باكو وتل أبيب، في ظل التعاطي التركي مع الملف، لصالح أذربيجان.

وذكرت مصادر للصحيفة، أن العقدين الماضيين شهدا تطور العلاقات بين تل أبيب وباكو، وكانت إسرائيل من أول الدول التي اعترفت بسيادة أذربيجان، وأصبحت العلاقات في غاية المتانة، فضلًا عن عمق الصلات بين الجالية اليهودية المقيمة في أذربيجان، وبين حكومة إسرائيل.

ووصفت الوضع الحالي بالمعقد، وقالت، إن مسألة المصالح الإستراتيجية والسياسية لبعض الدول، أصبحت متداخلة بشكل كبير، وإن الشغل الشاغل لأذربيجان حاليًا، هو عدم تغيير الوضع الراهن، الخاص بمناطق النزاع، ومن ثم يتزايد الدور التركي، مع مخاوف أن يصبح على حساب العلاقات مع إسرائيل.

وأشارت، إلى أن أنقرة مارست ضغوطًا كبيرة على باكو، منذ واقعة السفينة "مافي مرمرة" عام 2010، ومقتل النشطاء الأتراك على يد البحرية الإسرائيلية، من أجل إعلان دعم الموقف التركي، وأن أذربيجان فضلت الصمت، فيما تتغير المعادلة حاليًا، وربما تحتاج الأخيرة إلى الدعم التركي؛ ما يلقي بظلاله على العلاقات مع إسرائيل بشكل أو بآخر.

وتولي إسرائيل أهمية خاصة بعلاقاتها مع أذربيجان، ويرتبط الأمر في بعض أبعاده بملف الطاقة. وتقول الصحيفة، إن الملف الإيراني من بين الأسباب التي دفعت إسرائيل للانفتاح على أذربيجان.



سباق تسلح 

وفي سياق متصل، وصف تقرير لقناة "أخبار 12" العبرية، اليوم الأربعاء، الصراع الدموي الدائر بين أذربيجان وأرمينيا، في إقليم ناغورني قره باغ، بأنه "أولى حروب الطائرات المُسيرة". وأشارت، إلى أن هذا الوصف، ينبع من حقيقة أن أغلب التكتيكات القتالية للطرفين، تعتمد في المقام الأول على هذا النوع من التكنولوجيا، إذ يشن الطرفان هجمات بالاستعانة بطائرات مُسيرة، أو تعمل أنظمتهما الدفاعية على اعتراض هذه الطائرات.

ونشرت وزارتا الدفاع للبلدين، العديد من مقاطع الفيديو التي تكشف عشرات الهجمات التي نفذت باستخدام طائرات من دون طيار، ولا سيما الطائرات الانتحارية. وظهرت مقاطع لدبابات وناقلات جند، وشاحنات عسكرية، وبطاريات صواريخ، بما في ذلك من طراز "S300" الروسية التي تتبع القوات المسلحة الأرمينية، وقد تعرضت لهجمات مدمرة، باستخدام طائرات مُسيرة انتحارية.

وفي المقابل، نشرت وزارة الدفاع الأرمينية، مقاطع مماثلة، أظهرت هجمات بواسطة طائرات من دون طيار، أو عمليات اعتراض طائرات مسيرة، تتبع القوات المسلحة لأذربيجان.



وعلل التقرير هذا الاستخدام المكثف، بأن السنوات الأخيرة شهدت سباق تسلح بين البلدين، لاقتناء هذه التكنولوجيا، إذ تعتمد أرمينيا على دعم إيران وروسيا، بينما تعتمد أذربيجان على دعم تركيا وإسرائيل. ولعبت الأخيرة دورًا كبيرًا في تزويد أذربيجان بتكنولوجيا الطائرات المُسيرة، ولا سيما الطائرات الانتحارية.

وأضافت، أن قيمة صفقات السلاح التي أبرمتها إسرائيل مع أذربيجان في السنوات الأخيرة، بلغت قرابة 5 مليارات دولار، من بينها طائرات انتحارية من طراز "هاروب"، وطائرات هجومية من طراز "هيرمس 450"، إضافة إلى طائرات استطلاع ومراقبة لجمع المعلومات الاستخبارية، وغير ذلك من الأسلحة.

وتخشى إسرائيل أن تفقد تأثيرها في سوق أذربيجان العسكرية، فضلًا عن تواجدها الاستخباري الذي يتيح لها البقاء على مقربة من إيران، إذ كانت السنوات الأخيرة قد شهدت تسريب معلومات بشأن صفقات لا تتوقف بين البلدين، منها اتفاق عسكري تم إبرامه عام 2012، لبيع أذربيجان أسطولًا من الطائرات المُسيرة، بلغت قيمتها 1.5 مليار دولار. فيما ذكرت مصادر، أن الصفقات العسكرية بين البلدين في هذا الصدد، بدأت منذ عام 2005.

وحصلت القوات المسلحة الأذرية على الطائرات الإسرائيلية المُسيرة من طراز "أوربيتر" التكتيكي، الذي تنتجه شركة "إيروناوتيكس" الإسرائيلية، وطراز "إيروستار" التكتيكي أيضًا، والذي تنتجه الشركة ذاتها.

وباعت إسرائيل أذربيجان 8 طائرات من دون طيار، من طراز "هيرمس 450" التي تنتجها شركة "أنظمة إلبيت" في الفترة بين 2005 إلى 2009، فيما شهد عام 2009 تحولًا ملحوظًا في طبيعة التعاون بين الجانبين، في هذا المجال.

ومنذ عام 2009، دشنت تل أبيب وباكو، خط إنتاج مشترك على أراضي أذربيجان، لإنتاج طراز محلي من الطائرات بدون طيار، حمل اسم "آزاد"، وتشير تقارير إلى أنها خصصت إحدى فئاته للتصدير.

وكشفت صحيفة معاريف في نيسان/ أبريل 2016، أن الأراضي الأذرية تستضيف قاعدة كبرى تتبع جهاز الاستخبارات والعمليات الخاصة "الموساد"، وأن هذا الأخير يستغل تواجده هناك عند المناطق الحدودية مع إيران، لتعقب ما يدور بداخلها، وأن العديد من الاتهامات التي صدرت من داخل طهران ضد جارتها الأذرية، بأنها تمكّن عملاء الموساد من استخدام أراضيها للتجسس عليها، فضلًا عن أجهزة المراقبة المتطورة المنصوبة على الحدود.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com