تصعيد غير مسبوق بين كابول وطهران.. نائب أفغاني: الحرس الثوري الإيراني مجرم حرب

دعا عبد الستار حسيني، ممثل إقليم فراه في البرلمان الأفغاني، اليوم الثلاثاء، المرشد الإيراني، علي خامنئي، لوقف التدخل في الشأن الأفغاني، واصفًا الحرس الثوري بأنه "مجرم حرب".

كما أشار إلى أن إيران تعمل على إشعال نيران الحرب وتأجيجها في أفغانستان، وذلك ردًا على تصريحات نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، عباس عراقجي.

وكان عراقجي قال في مقابلة مع تلفزيون "طلوع نيوز" الأفغاني، مساء الأحد، بشأن تشكيل ميليشيات "فاطميون" للقتال في سوريا بدعم من الحرس الثوري: "لو لم نقاتل داعش في سوريا، لكنا قاتلنا في شوارع طهران وكابول".

وأضاف عراقجي "ما زلنا نشهد وجود عناصر داعش في أجزاء مختلفة من أفغانستان، وعلى حد علمنا، كان فيلق "فاطميون" عبارة عن مجموعات تطوعية قاتلت وضحّت في الحرب ضد داعش والقضاء على هذه الظاهرة البغيضة، حتى يصبح شعب أفغانستان أكثر أمانًا".

استخدام داعش

لكن النائب الأفغاني، عبد الستار حسيني، وصف في مقابلة مع موقع "إيران واير" المعارض، تصريحات عراقجي بأنها "تدخل واضح في أفغانستان" و"محاولة لإشعال نيران الحرب"، مضيفًا: "إيران تؤجج الحرب في أفغانستان، وهدفها هو استخدام وجود داعش في أفغانستان لإشعال الحرب للحفاظ على أمنها".

كما وصف النائب حسيني، الجمهورية الإسلامية: بأنها "فاسدة" وتتدخل في شؤون الدول المختلفة، وقال: "إيران هي الدولة الأكثر مكروهية في المنطقة، ندعو القادة السياسيين الأفغان للرد بحزم على التصريحات غير المسؤولة، التي أدلى بها عباس عراقجي".

كما طالب النائب الأفغاني المرشد الإيراني، علي خامنئي، بوقف تدخلات الحرس الثوري في شؤون أفغانستان، حتى لا نضطر إلى الانتقام".

وبحسب المعلومات التي حصل عليها موقع "إيران واير"، فقد قتل في سوريا نحو خمسة آلاف مقاتل أفغاني من ميليشيات "فاطميون" الذي أجبرهم الحرس الثوري على القتال إلى جانب الرئيس السوري، بشار الأسد، منذ عام 2014.

انتقام

وواصل عبد الستار حسيني تصريحاته، بالتأكيد على أن الحرس الثوري الإيراني يعتبر "مجرم حرب" و "يوم تصبح أفغانستان جيشًا قانونيًا، فسوف نأخذ دماء إخواننا من الهزارة والقبائل الأخرى من إيران".

وفي السياق، قال بصير أحمد دنشيار، الأستاذ في جامعة ولاية هرات، لموقع "إيران واير"، "لسوء الحظ، فإن تصرفات بعض المواطنين الأفغان في المنطقة جعلت داعش تشعر بالانتقام، وتجر أفغانستان إلى حرب، وتم توظيف بعض المواطنين الأفغان من قبل دول في المنطقة، بحيث إذا لم يتم تخفيض هذه القضية إلى الصفر، فقد تصبح هجمات داعش أكثر انتشارًا وتهدد مصالحنا الوطنية".

قوى بالوكالة

وذكّر أحمد غني خسروي، محلل سياسي أفغاني آخر، بأن الجمهورية الإسلامية قد أنشأت "قوى بالوكالة" بما في ذلك فيلق "فاطميون"، وميليشيات زينبيون (باكستانيون) وحزب الله في المنطقة، لتأمين مصالحها الخاصة، وتزويدهم بالمعدات المالية والعسكرية لمحاربة معارضي النظام الإيراني.

وبدأ عدد من عناصر ميليشيات "فاطميون" منذ فترة طويلة، بالعودة إلى أفغانستان ومواصلة نشاطهم، تحت عنوان "فيلق فاطميون" أو "حزب الله الأفغاني"، لضمان المصالح الإيرانية في أفغانستان؛ البلد الذي مزقته الصراعات.

طالبان تهدد

ويوم الجمعة الماضي، هدد ملا عبد المنان نيازي، شقيق مؤسس حركة طالبان وزعيمها الروحي الراحل، ملا محمد عمر، المتوفي عام 2015 نتيجة المرض، ومساعده السابق للشؤون السياسية في الحركة، بحرق وقتل عناصر ميليشيات فيلق "فاطميون" الذي أسسه الحرس الثوري الإيراني، للقتال في سوريا إلى جانب نظام بشار الأسد.

وقال ملا عبد المنان نيازي، المنشق عن حركة طالبان عام 2015 في مقابلة مع موقع "إيران واير" المعارض، اليوم بشأن موقفه من مقاتلي "فاطميون" العائدين إلى أفغانستان "إنهم يخدعون (الهزارة).. ويرسلونه إلى بلدان مختلفة، مقابل القليل من المال. أقول لهم أن يعيدوا أبناءهم وأطفالهم إلى البلد. "إذا أخذتهم هنا (في هرات)، فسأحرقهم في النار، ولن يرى أحد عظامهم أو لحمهم".