هل يشكل التقارب بين الأحزاب الحريدية و"أزرق أبيض" نقطة تحول في المشهد السياسي الإسرائيلي؟
هل يشكل التقارب بين الأحزاب الحريدية و"أزرق أبيض" نقطة تحول في المشهد السياسي الإسرائيلي؟هل يشكل التقارب بين الأحزاب الحريدية و"أزرق أبيض" نقطة تحول في المشهد السياسي الإسرائيلي؟

هل يشكل التقارب بين الأحزاب الحريدية و"أزرق أبيض" نقطة تحول في المشهد السياسي الإسرائيلي؟

يثير التقارب بين الأحزاب الحريدية المتشددة دينيا، وبين حزب "أزرق أبيض"، بزعامة وزير الدفاع ورئيس الوزراء البديل بيني غانتس، حالة من الاحتقان داخل أروقة "الليكود".

ويرى "الليكود" أنه لا يوجد شيء مشترك بين الجانبين، سوى أن الحديث يجري عن لعبة سياسية يقوم بها "أزرق أبيض" من أجل استقطاب الأحزاب الحريدية، في وقت اتسعت فيه رقعة الخلافات داخل الائتلاف الحاكم في إسرائيل بصورة أصبحت ظاهرة للعيان.

ونقلت وسائل إعلام عبرية، اليوم الأحد، عن مصادر رفيعة المستوى بحزب "الليكود"، أن الأحزاب الحريدية التي يعرف عنها عدم اكتراثها بالعديد من الملفات الأساسية المدرجة على جدول أعمال الحكومة، وتحصل على جميع الامتيازات التي تطالب بها، تتجه حاليا للتقارب مع "أزرق أبيض"، في وقت يعمل فيه الأخير على مدار الساعة من أجل استقطاب هذين الحزبين.



لعبة سياسية

ويشكل الحزبان الحريديان "شاس" و"يهدوت هاتوراه" ثالث أكبر قوة سياسية داخل الائتلاف، إذ يمثلهما 16 نائبا بالكنيست، وكان دعمهما لزعيم "الليكود" بنيامين نتنياهو، من بين أسباب نجاحه في تشكيل حائط صد أمام قوى اليسار والوسط، وبدونهما ما كان نتنياهو سيتمكن في الغالب من الوصول للحكومة الخامسة في تاريخه السياسي.

ونقلت صحيفة "إسرائيل اليوم"، الأحد، عن مصدر رفيع بحزب "الليكود"، أن الأحزاب الحريدية لا تمتلك موقفا محددا فيما يتعلق بالمؤسسة القضائية أو الشؤون العسكرية، وفي الغالب كل ما يهمها هو الحصول على قائمة مطالب مقابل دعمها السياسي، مثل المخصصات المالية للمدارس الدينية "يشيفوت" وغيرها من المطالب، متهما زعيم "أزرق أبيض" بيني غانتس، بالعمل على استقطاب هذه الأحزاب.

وذكر المصدر أنه لا يوجد شيء مشترك بين "شاس" الأصولي، وبين "أزرق أبيض" العلماني، متسائلا عن أسباب التقارب بين الجانبين، وملمحا إلى وجود لعبة سياسية يقودها رئيس الوزراء البديل غانتس.



"شاس" يدعم غانتس

ومن أوجه الخلاف القائمة بين "الليكود" وحزب "شاس" الحريدي بزعامة أرييه درعي، مسألة تشكيل لجنة برلمانية لديها صلاحية التحقيق مع قضاة المحكمة العليا، ويرى "الليكود" أن الأمر لم يكن ليعني الأحزاب الحريدية، ولكن دعمها لموقف غانتس الرافض للخطوة يصب في اتجاه نظرية اللعبة السياسية.

ويرى حزب "شاس" في المقابل أن نتنياهو يسعى جاهدا لتفكيك الائتلاف الحاكم، من خلال اختلاق مشكلة تلو الأخرى مع غانتس، وهو الأمر الذي حدث أيضا فيما يتعلق بمشروع الموازنة العامة، والذي انضم فيه درعي لموقف غانتس على حساب نتنياهو المدعوم من قبل محافظ بنك إسرائيل، ومن المحاسب العام وشعبة الموازنة بوزارة المالية.

ويتمسك نتنياهو بمشروع موازنة لعام مالي واحد، ويقول إنه في ظل جائحة كورونا وعدم اليقين اقتصاديا، فإن الحل الأمثل هو إقرار موازنة لعام مالي واحد، بينما يطالب غانتس بأن يغطي مشروع الموازنة العامة عامين ماليين، ويرى أن نتنياهو ربما يريد القيام بمناورة سياسية تضع أمامه العراقيل حين ينتقل إليه منصب رئيس الوزراء، وفي هذا الملف يجد غانتس أيضا دعما من حزب "شاس" الحريدي الشرقي.



محور جديد

ورصد موقع "JDN" العبري هذه الظاهرة، وأشار إلى أن الانطباع السائد داخل الحزبين الحريديين هو أن نتنياهو يهدد استقرار الائتلاف، مؤكدا أن نواب الكنيست عن هذه الأحزاب عبروا خلال حوارات مغلقة عن غضب شديد تجاه سياسات نتنياهو.

وتحدث الموقع عما أسماه "محورا جديدا" بين حزب "يهدوت هاتوره" الحريدي الأشكنازي، بزعامة ياعكوف ليتسمان وموشي غافني، وبين حزب "أزرق أبيض"، بدأ خلال محادثات أجريت بشأن الموازنة العامة، وقال إنه خلال هذه المحادثات تبين أن حجم التوافق بين الطرفين أكبر بكثير من المتوقع بشأن جملة من الملفات التي تهم القطاع الحريدي.

ونوهت مصادر إلى أن أحدا لم يكن ليصدق سماع هذه اللهجة من قبل شخصيات حريدية ضد نتنياهو، طوال السنوات العشر الأخيرة.

ولفتت المصادر إلى أن من بين أسباب حالة الاحتقان طريقة إدارته لملف أزمة كورونا، لا سيما مع تزايد الإصابات بين المنتمين للقطاع الحريدي، والانطباع السائد بأن نتنياهو لا يولي اهتماما بالأزمة الصحية هناك، على خلاف مناطق أخرى.

وبينت أن حالة الغضب السائدة بين نواب الكنيست الحريديم تجاه نتنياهو بلغت مداها، وأن البداية كانت بسبب تأخر إقرار المخصصات المالية للمدارس الدينية، والأزمة الاقتصادية التي تضرب هذا القطاع وأزمة كورونا، والتي تسببت في غلق أحياء حريدية كاملة بعد تفشي الفيروس.

ويواجه المجتمع الحريدي شبه المغلق حالة من الشلل الاقتصادي، ناهيك عن تعامل الشارع الإسرائيلي العلماني مع المجتمع الحريدي على أنه من بين الأسباب الرئيسية لتفشي الفيروس؛ لعدم التزامه بالإجراءات الوقائية في مستهل الأزمة، وما نجم عن ذلك من تغطيات إعلامية سلبية بحقه.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com