الأزمات الداخلية والخارجية تهدد بقاء ومستقبل النظام في إيران
"لا شك أن النظام الإيراني يواجه في سنواته الأخيرة أزمات متصاعدة على الصعيدين الداخلي والخارجي، حيث باتت هذه الأزمات تهدد مستقبل ومشروعية هذا النظام"..
بهذه المقدمة افتتح الأكاديمي الإيراني المعارض، مجيد محمدي مقاله التحليلي المنشور على موقع صحيفة "كيهان.لندن" حول موقف النظام الإيراني الحاكم في مواجهة الأزمات المتصاعدة داخليًا وخارجيًا.
ورأى محمدي أن الأزمة الأولى التي تهدد النظام الإيراني على المستوى الداخلي هي "الأزمات المعيشية التي تؤرق المواطنين في إيران، وخاصة الطبقات المتوسطة والدنيا، وفئات العمال التي باتت تخرج في وقفات احتجاجية بشكل دوري ضد تردي الأوضاع المعيشية".
وأكد أن "معدل خط الفقر في إيران تصاعد في السنوات الأخيرة بشكل خطير، حيث بات ثلثا الشعب الإيراني يواجهون أزمات في توفير نفقاتهم المعيشية، وباتت الأسر الإيرانية أسيرة للتضخم والبطالة".
وأشار الأكاديمي الإيراني المعارض، إلى أن الأزمة الثانية في الداخل الإيراني للنظام هي "الفساد، وذلك بعدما بات جميع المسؤولين والنواب في أجهزة النظام الإيراني لا ينكرون حقيقة وجود بل وسيطرة الفساد على الطبقة الحاكمة في البلاد".
واعتبر أن "مسألة مكافحة الفساد في إيران لا تتعدى حدود إجراء محاكمات صورية لبعض المسؤولين المتهمين في قضايا فساد اقتصادية، في حين أن الفساد ينخر في شرايين الدولة الإيرانية برمتها".
أما الأزمة الثالثة لدى النظام الإيراني من وجهة نظر الأكاديمي في علم الاجتماع السياسي محمدي، هي "كهولة واهتراء الطبقة الحاكمة في إيران، حيث يسيطر الكهلة من أمثال خامنئي وكبار المسؤولين في النظام والحرس الثوري، وحتى مراجع التقليد في الحوزة الشيعية على زمام الأمور".
وأكد محمدي، أن هذه الأزمة تمثل هاجسًا للنظام الإيراني، والدليل الدعوات المكررة للمرشد علي خامنئي بضرورة زيادة النسل، فضلًا عن حركة تشهدها الأوساط السياسية الإيرانية في ظهور جيل جديد من الشباب في الأجهزة الحاكمة.
ورأى أنه "في حال استمر الوضع المعني بالفئة العمرية للقيادات في إيران على هذا المنوال، فمن الممكن أن نشهد مراكز قوات الباسيج خالية من الشباب، وبالتالي نشهد تبخر أيديولوجية النظام الإيراني، وتكتب نهايته".
