تقرير: الهجوم السيبراني الإيراني استهدف رفع نسب الكلور في مياه الشرب الإسرائيلية
تقرير: الهجوم السيبراني الإيراني استهدف رفع نسب الكلور في مياه الشرب الإسرائيليةتقرير: الهجوم السيبراني الإيراني استهدف رفع نسب الكلور في مياه الشرب الإسرائيلية

تقرير: الهجوم السيبراني الإيراني استهدف رفع نسب الكلور في مياه الشرب الإسرائيلية

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، يوم الاثنين، بأن الهجوم السيبراني الذي شنته إيران الشهر الماضي، ضد البنية الرقمية لمنشآت مدنية بدولة الاحتلال، استهدف زيادة نسبة الكلور المستخدم في تعقيم مياه الشرب المتدفقة لمنازل الإسرائيليين بما يهدد صحتهم.

وعقد المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن السياسي "الكابينت" الإسرائيلي، في مطلع آيار/ مايو الماضي، اجتماعا استثنائيا، لبحث تداعيات هجوم سيبراني، تقول السلطات الإسرائيلية إن مصدره هاكرز إيرانيون، استهدف البنية الرقمية لمنشآت إسرائيلية حساسة، من بينها شبكات المياه والصرف الصحي، وخلص الاجتماع إلى أن الهجوم لم يسفر عن أضرار بالغة، بيد أنه "خطير ويعد تجاوزا لجميع الخطوط الحمراء".

ونقل تقرير قناة (N12) العبرية المنشور يوم الاثنين، عن مصادر غربية مطلعة على ملف الهجوم، قولها لموقع صحيفة "فاينانشال تايمز"، التي تصدر من لندن، إن الهجوم الإلكتروني الإيراني استهدف رفع نسب الكلور المستخدم في تعقيم مياه الشرب.

واتجه العديد من دول العالم إلى "رقمنة" خدماتها الحكومية وبنيتها التحتية، وفي الوقت نفسه زادت المخاطر من إمكانية تعرضها لهجمات سيبرانية مدمرة تستهدف هذه الأنظمة، في ظل غياب القوانين الدولية التي يمكنها توصيف هذا النوع من الاعتداءات، على عكس الاعتداءات التي تستخدم فيها الأسلحة التقليدية.

هجوم متقن

ولفتت المصادر إلى أن مثل هذا الهجوم "يفتح المجال للحديث عن خطر غير متوقع وسابقة لم تحدث من قبل، إذ أصبحنا أمام هجوم سيبراني ومن ثم هجوم آخر انتقامي من جانب الطرف المتضرر يستهدفان البنى التحتية المدنية"، مضيفة: "حاولت إسرائيل وإيران طوال سنوات منع حدوث هذا التطور".

وذكرت المصادر أن "الهجوم الإيراني المتقن كاد يحقق أهدافه بالفعل، وأن مئات الإسرائيليين كانوا سيتعرضون لأمراض جراء استهلاك نسب مرتفعة من الكلور في مياه الشرب"، مشيرا إلى أن أسباب فشل هذه العملية في النهاية غير واضحة.



وحسب دراسات علمية، أشارت إليها مواقع متخصصة في الصحة والطب، رغم استخدام الكلور في تعقيم مياه الشرب، إلا أن الإفراط في استهلاكه، وزيادة نسبته في المياه، يرتبط بمشاكل صحية، منها مشاكل الإنجاب، وجهاز المناعة، والنوبات القلبية، كما يؤثر سلبا على البكتيريا النافعة في الأمعاء، ويتلف الخلايا، ويسبب أمراض السرطان بأنواعها، ولا سيما سرطان المثانة والثدي.

عمل خطير

ووفق القناة العبرية، نفت مصادر إيرانية التقارير التي تتحدث عن نوايا استهداف مياه الشرب الخاصة بالمدنيين الإسرائيليين، مشيرة إلى تصريحات أطلقها الناطق باسم طهران في الأمم المتحدة، لفت خلالها إلى أن إيران "تقوم بعمليات دفاعية ووقائية فقط لا غير".

وكانت مصادر إسرائيلية قالت لوسائل اعلام، قبل 3 أسابيع، إن العملية التي شنتها جهات إيرانية ضد منشآت مدنية في إسرائيل "تخالف جميع المعايير الأخلاقية حتى للحروب"، مضيفا: "إسرائيل لم تتوقع مثل هذا الهجوم حتى من الإيرانيين، نحن أمام هجوم لا ينبغي أن يحدث".



وذكرت قناة "الأخبار الـ13" العبرية، في وقت سابق أن "الهجوم الإلكتروني الإيراني كان الحدث الوحيد الذي صرف أنظار المسؤولين الإسرائيليين عن الأزمات الناجمة عن جائحة كورونا، كونه خطيرا واستثنائيا".

وقال بيان صادر عن شبكة المياه الإسرائيلية أواخر نيسان/ أبريل، أن البنية الرقمية للشركة واجهت محاولات لتنفيذ عمليات هجومية سيبرانية تستهدف نظم التحكم والسيطرة الخاصة بقطاع المياه في إسرائيل، وأشارت إلى أنه تم التعامل مع الهجوم وتجنب حدوث أضرار كبيرة تستهدف البنية الرقمية لشبكات المياه والصرف الصحي.

وذكرت تقارير إعلامية وقتها أن إيران استعانت بـ"خوادم ويب" أمريكية ضمن هذا الهجوم، فيما رفضت وزارة الطاقة بالولايات المتحدة الأمريكية تأكيد وقوع الهجوم أو نفي حقيقة الاستعانة بالخوادم الأمريكية، وقالت إن هذا الشق في القضية قيد التحقيق.

إسرائيل ترد

وأعلنت إسرائيل يوم الـ19 من الشهر الماضي أنها شنت هجوما سيبرانيا استهدف البنية الرقمية لميناء رجائي، في مدينة بندر عباس الإيرانية.

وذكر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، أن بلاده "ستواصل العمل بجميع الوسائل العسكرية المتاحة من أجل تقويض المخاطر التي تواجهها"، مضيفا: "لن نتردد في شن هجمات قوية من أجل تحييد المخاطر".

ووفق الإعلام الإيراني، تعرضت أجهزة الحاسوب في ميناء رجائي جنوبي إيران، لهجوم سيبراني إسرائيلي "فاشل"، فيما قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أنه تسبب في تعطل مفاجئ في عمل الميناء الإستراتيجي الواقع على مضيق هرمز.



وذكر الإعلام العبري أن الهجوم تسبب في منع دخول الكثير من السفن وكذلك مئات الشاحنات إلى الميناء، وأن الهدف من شن الهجوم هو "توجيه ضربة اقتصادية يستغرق إصلاحها أياما، وجاء كرسالة مهمة لإيران بأنها قادرة على رد أي هجوم مماثل".

وذكر مراقبون إسرائيليون أن "استهداف هذا الميناء بالتحديد جاء لأنه يعد من أهم الموانئ الإيرانية، إذ تتم من خلاله 60% من العمليات التجارية الإيرانية، ومن خلاله تسيطر طهران على حركة ناقلات النفط في هذه المنطقة، كما يعد القاعدة الأساسية للأسطول الإيراني البحري، ولمنظومة تهريب شحنات السلاح"، مؤكدة أن الهجوم السيبراني أدى إلى شلل بالميناء لمدة يومين إلى ثلاثة أيام.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com