اتهامات تلاحق قوات الأمن في إيران بالتورط في تعذيب وإغراق مهاجرين أفغان

أفادت تقارير إخبارية بتورط إيران في تعذيب وقتل عدد من المهاجرين الأفغان عبر إغراقهم في مياه أحد الأنهار؛ ما دفع وزارة الخارجية الأفغانية لتشكيل لجنة تقصي الحادثة، فيما أصدر تنظيم طالبان بيانا للرد على السلطات الإيرانية.

وكانت وسائل إعلام أفغانية كشفت أمس السبت، عن تعرض أكثر من 50 مهاجرا أفغانيا للاعتقال والتعذيب على يد قوات أمن الحدود الإيرانية، وقالت إن "القوات الإيرانية أغرقت هؤلاء المهاجرين بإلقائهم في نهر هريدود الحدودي مع البلدين"، لافتة إلى "غرق واختفاء نحو 23 منهم حتى الآن".

ورغم نفي السلطات الإيرانية لتورط قواتها في الحادث، إلا أن وزارة الخارجية الأفغانية أعلنت عن تشكيل لجنة تقصي وإجراء تحقيق شامل في حادثة تعذيب وغرق المهاجرين الأفغان.

بدورهم، كشف عدد من رفقاء وذوي المهاجرين الأفغان روايتهم عن الحادثة، حيث نقل موقع "إيران واير" المعارض عن أحد المهاجرين الذي حضر الواقعة ويُدعى "شاهولي طاهري"، "إن هؤلاء المهاجرين سلكوا طريق محافظة هرات الأفغانية الواقعة على الحدود الشرقية لإيران للبحث عن فرصة عمل".

وأضاف المهاجر الأفغاني "لقد أطلقت قوات حرس الحدود الإيرانية طلقات في الهواء لتوقيف المهاجرين، ثم ألقت القبض علينا".

وتابع: "بعدما قضينا نحو ساعتين داخل الحدود الإيرانية أخذتنا القوات الحدودية وبتنا هناك ليلة، وفي صباح اليوم التالي في الساعة الثانية ظهرا أخذونا إلى مكان به مياه غامرة وهو نهر هريرود وألقوا بنا في مياه النهر وأجبرونا على إلقاء أنفسنا في نهر هريرود".

وتابع في روايته عن الحادث "في البداية امتنعت عن إلقاء نفسي في مياه النهر، حتى أطلقت القوات الإيرانية طلقتين لكي يخيفوني. حتى فقدنا 23 من رفقائنا الذين غرقوا أو فقدوا، بينما نجا الباقون ممن كانوا يعرفون العوم والسباحة".

وأشار تقرير موقع "إيران واير" إلى حجم الصدمة التي تنتاب هذا المهاجر الأفغاني لفقدانه زملاءه بهذه الطريقة أمام عينيه، فيما نقل عن طاهري أن "اثنين من رفقائه المهاجرين الذين توفوا نتيجة الغرق تم نقل جثتهما إلى مستشفى هرات المركزي بأفغانستان".

كما نقل الموقع المعارض في تقريره عن الطبيب بمستشفى هرات المركزي، "عارف جلالي" والذي أكد "استقبال المستشفى جثث 5 أشخاص من هؤلاء المهاجرين الأفغان ونقلهم إلى ثلاجة الموتى بالمستشفى".

أما عن شهادة ذوي المهاجرين الأفغان، فقال محمد آصف وهو ابن خال أحد المهاجرين ضحايا الحادث "إن قوات حرس الحدود الإيرانية اعتدت على المهاجرين بالضرب والسب وحتى أنها كسرت رؤوس عدد من المهاجرين خلال تعذيبهم وتعنيفهم".

وفي تعليق غير متوقع على حادثة إغراق المهاجرين الأفغان، أصدر تنظيم "طالبان" بيانا يخاطب السلطات الإيرانية، حيث وصفت طالبان الحادثة بـ "المؤلمة والقاسية للغاية"، فيما طالبت سلطات إيران بالتعامل مع المهاجرين الأفغان بـ "الرحمة والأخوة".

وطالبت طالبان السلطات الإيرانية في بيانها "بالتحقيق في هذه الحادثة وتقديم المتورطين فيها للعدالة حتى لا تتكرر هذه الحوادث في المستقبل" وفق ما ذكر تقرير لإذاعة "فردا" يوم الأحد.

وكشفت تقارير إخبارية في وقت سابق أن سلطات النظام في إيران تعمل على استغلال المهاجرين الأفغان سواء أكان اقتصاديا داخل البلاد أم في عمليات عسكرية خارج حدودها، حيث يعمل الحرس الثوري الإيراني على تجنيد مرتزقة من الأفغان، بعد إغرائهم بمنحهم وذويهم الإقامة في إيران.