تركيا ترسل رفات مقاتل كردي لعائلته عبر البريد
قالت وسائل إعلام تركية معارضة، إن السلطات التركية أرسلت رفات جثمان أحد مقاتلي حزب العمال الكردستاني إلى عائلته في صندوق عبر البريد، في واقعة أثارت غضبا واسعا، وسط اتهامات بانعدام التعامل الإنساني.
وذكرت صحيفة "الزمان"، المقربة من رجل الدين المعارض فتح الله غولن، أن أسرة المقاتل أجيت إيبيك، الذي قتل خلال اشتباك مع الجيش التركي في مقاطعة تونجلي، (شرق البلاد)، تسلمت رفاته عبر البريد التركي الرسمي (PTT).
وكان مكتب المدعي العام في تونجلي، أرسل رفات إيبيك في صندوق عبر شركة شحن تابعة للبريد التركي إلى محكمة في ديار بكر، ذات الأغلبية الكردية، حيث تقيم عائلة إيبيك، في الثاني من آذار/ مارس المنصرم، إلا أن العائلة لم تتسلم الرفات إلا أمس الجمعة.
ووفقا للمعلومات المتوفرة، فقد جرى التعرف على جثمان المقاتل الكردي من خلال فحص الحمض النووي بعد مرور أكثر من عامين على مقتله.
ونقلت وسال الإعلام التركية المعارضة عن خالصة، والدة المقاتل الكردي، قولها إن السلطات القضائية اتصلت بها وأبلغتها، في المرة الأولى، أن هناك ملفًّا دعائيا بحقها، رافضة الكشف عن نوعية التهمة الموجهة إليها بدعوى سريتها، لكن الأم تجاهلت الأمر.
وأضافت الأم أن السلطات عاودت الاتصال بها، وأبلغتها أن هناك أمانة تخصها في قصر العدل بمدينة دياربكر، ويجب عليها أن تذهب لاستلامها، وعندما وصلت قصر العدل توجهت إلى قسم الأمانات، ليقدم لها المسؤولون صندوقا يحمل رمز البريد التركي، قائلين: "هذا رفات ابنك".
وعلقت ميرال دانيش بشطاش، عضو البرلمان عن حزب الشعوب الديمقراطي، على الواقعة الغربية في تغريدة، بقوله: "خطوة أخرى نحو التجرد من الإنسانية، لا يمكن مشاهدة مثل هذه المعاملة اللا إنسانية في أي مكان بالعالم حتى أثناء الحروب"، متسائلة في استهجان: "إرسال ما تبقى من جثمان مقاتل لوالدته عن طريق الشحن البريدي، يناسب أي دين وأي ضمير وأي قانون؟".
ووصف ناشطون معارضون هذا الإجراء بـ"الفظيع"، ويمثل استهتارا بأسمى المشاعر الإنسانية، خصوصا أن خسارة الأم لابنها من أكبر الفجائع، فكيف تتحمل "موقفا خاليا من أبسط مبادئ الكرامة الإنسانية مثل الذي عايشته في مكتب البريد التركي؟".
