صحف عالمية: أوروبا منقسمة حيال "أموال الأزمات".. وروسيا تمد جذورها في القرم

تناولت صحف عالمية صادرة اليوم الخميس، تداعيات أزمة كورونا بجميع أنحاء العالم، وسط انقسام داخل الاتحاد الأوروبي حيال استخدام صندوق الإغاثة البالغة قيمته 500 مليار يورو، والمخصص لاستعادة استقرار الاقتصاد في منطقة اليورو.

انقسام الاتحاد الأوروبي حول استخدام صندوق الأزمة ضد "كورونا"

ركزت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، الضوء على مناقشة الدول الأعضاء في منطقة اليورو السؤال الحساس للغاية حول متى وكيف يمكن استخدام صندوق الإنقاذ الاقتصادي القوي في المنطقة لمكافحة تداعيات فيروس كورونا.

وقال دبلوماسيون إن الدول الأعضاء منقسمة بشأن مدى السرعة وتحت أي ظروف يمكن استخدام آلية الاستقرار الأوروبية التي تبلغ قيمتها 500 مليار يورو لدعم اقتصادات منطقة اليورو، في الوقت الذي تتصارع فيه مع أخطر تراجع منذ الركود الكبير في 2007-2009.

ويدرس المسؤولون خيارات الاستخدام السليم للصندوق، بما في ذلك فكرة تقديم حسابات ائتمان لدول أعضاء متعددة، ستكون خروجا حادا عن الإجراءات السابقة عن استخدام الصندوق لاستهداف بلدان فردية مثل اليونان في لحظات الصدمة الحادة في السوق.

وقال "كاريل لانو"، الرئيس التنفيذي لمركز دراسات السياسة الأوروبية: "يمكن لصندوق الأزمات أن يحقق الكثير إذا كانت الرغبة موجودة، ويمكن نشره بسرعة كبيرة واستخدامه لشراء ديون البنك المركزي الأوروبي لمكافحة الوضع الاقتصادي المتدهور بسرعة في منطقة اليورو".

روسيا تتمدد في شبه جزيرة القرم

سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الضوء على نشر روسيا لجذورها في شبه جزيرة القرم التي استولت عليها منذ فترة وكانت محور نزاعها مع الغرب، وذلك من خلال إقامة مطار حديث ومحطات الطاقة الحرارية الجديدة والجسر الذي يربط شبه جزيرة القرم بالبر الرئيسي الروسي من بين مجموعة من مشاريع التنمية الممولة من روسيا والتي عززت سيطرة موسكو على المنطقة.

وبعد 6 سنوات من استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، أصبحت القرم التي كانت في الماضي ملاذا من المنازل الصيفية والمصحات الصحية للنخبة والبروليتاريا السوفييتية على حد سواء، مرتبطة بشكل وثيق بموسكو، التي تغطي الآن ما يقرب من 70% من ميزانية الإقليم.

وبينما تجذب روسيا شبه جزيرة القرم تجاهها أكثر، تؤكد الحكومة في موسكو أن شبه الجزيرة لن تعود لأوكرانيا أبدا، وهو ما أثار إدانة دولية واسعة النطاق، وأدى إلى تقويض تعهد الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي" باستعادة الأراضي، ما يهدد بإبقاء روسيا وأوكرانيا على خلاف ويقوض الاستقرار على المدى الطويل في هذه المنطقة.

وطالما أن أوكرانيا وروسيا تتنازعان، فإن الولايات المتحدة وأوروبا، اللتين عاقبتا روسيا على عدوانها على أوكرانيا، ستبقيان متورطتين في الصراع المجمد، ومع ذلك يصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أنه يعتبر شبه جزيرة القرم "جزءًا لا يتجزأ من روسيا".

إيران عالقة بين كورونا وعقوبات الولايات المتحدة

أما صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فتحدثت عن تضرر إيران بشدة من فيروس كورونا، الأمر الذي أدى لتفاقم الأمور أكثر، خاصة مع تأذي اقتصادها تحت وطأة العقوبات الأمريكية.

ويوم الثلاثاء حذر مراسل وطبيب على التلفزيون الإيراني من أن عدد القتلى قد يصل "للملايين" بعد أن شق المصلون طريقهم إلى مزارين شيعيين أغلقهما تفشي المرض.

ولا تعتبر تكهناته محض خيال، إذ ارتفع عدد القتلى في إيران من جراء كورونا إلى ما يزيد عن 1000، يوم الأربعاء، بعد أكبر ارتفاع في يوم واحد في عدد الوفيات منذ بدء تفشي إيران.

وأفادت صحيفة "دويتشه فيله" هذا الأسبوع أن الباحثين في جامعة "شريف" للتكنولوجيا في طهران ابتكروا محاكاة كمبيوتر لتحليل السيناريوهات.

وقال الباحثون إنه في ظل الظروف الحالية، لن تصل العدوى إلى ذروتها حتى أواخر مايو، وقد يصل عدد القتلى إلى 3.5 مليون.

وأعلنت الولايات المتحدة أنها ستوسع نطاق عقوباتها على إيران، وكذلك على الكيانات التي ساعدت الحكومة الإيرانية في تجارتها في البتروكيماويات والأنشطة المقيدة الأخرى، وهي استراتيجية تقلق الحلفاء والأعداء، على حد سواء.

وذكرت صحيفة" الغارديان" يوم الأربعاء أن بريطانيا تضغط بشكل خاص على الولايات المتحدة لتخفيف العقوبات على إيران وسط الأزمة، في حين دعت الصين الولايات المتحدة علنا إلى رفع العقوبات المفروضة على إيران.

إلا أن الولايات المتحدة، التي أعادت فرض العقوبات بعد انسحاب الرئيس ترامب من الاتفاقية النووية مع إيران ودول أخرى في 2018، رفضت. ودعا وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" يوم الثلاثاء إيران إلى إطلاق سراح المواطنين الأمريكيين المحتجزين في البلاد "كبادرة إنسانية، بالنظر إلى الخطر الذي يشكله الوباء".