بعد خسائرها في سوريا.. تركيا تفتح الباب أمام المهاجرين إلى أوروبا
بعد خسائرها في سوريا.. تركيا تفتح الباب أمام المهاجرين إلى أوروبابعد خسائرها في سوريا.. تركيا تفتح الباب أمام المهاجرين إلى أوروبا

بعد خسائرها في سوريا.. تركيا تفتح الباب أمام المهاجرين إلى أوروبا

قال مسؤولون أتراك، اليوم الجمعة، إن بلادهم لن تمنع اللاجئين من الوصول إلى أوروبا بعد اليوم، وذلك في أعقاب خسائر تكبدتها القوات التركية في الشمال السوري مؤخرًا.

ونقلت "روتيرز" عن مسؤول تركي كبير قوله إن أوامر صدرت لقوات الشرطة وخفر السواحل وأمن الحدود التركية بعدم اعتراض اللاجئين برا أو بحرا في ظل توقعات بوفود وشيك للاجئين من إدلب.

وقال المسؤول، طالبا عدم ذكر اسمه، "قررنا اعتبارًا من الآن عدم منع اللاجئين السوريين من الوصول إلى أوروبا برا أو بحرا".

وأضاف "أصبح عبور كل اللاجئين، بما في ذلك السوريون، إلى الاتحاد الأوروبي مرحبا به"، متابعًا إن ثقل عبء استضافة اللاجئين "لا يمكن لدولة واحدة أن تتحمله".

وتستضيف تركيا نحو 3.7 مليون لاجئ سوري، وقالت مرارا إنه لا يمكنها استيعاب المزيد. وبموجب اتفاق مبرم عام 2016، قدم الاتحاد الأوروبي مساعدات بمليارات اليورو مقابل موافقة أنقرة على وقف تدفق المهاجرين على أوروبا.

تحركات نحو أوروبا

في الأثناء، ذكرت وكالة "دمير أوران" التركية للأنباء، الجمعة، أن مجموعة من المهاجرين تتحرك في شمال غرب تركيا نحو الحدود مع اليونان.

وقالت الوكالة إن نحو 300 من المهاجرين بينهم نساء وأطفال كانوا ضمن المجموعة التي توجهت نحو الحدود في إقليم أدرنة التركي، في منتصف الليل تقريبا، لافتا إلى أن هناك سوريين وإيرانيين وعراقيين ضمن المجموعة، لكن لم يتسن التحقق على نحو مستقل من هوياتهم أو وجهتهم.

اليونان متأهبة

من اليونان، قالت مصادر حكومية اليوم الجمعة، إن بلادهم عززت إجراءات المراقبة على الحدود البحرية والبرية مع تركيا بعد التطورات التي وقعت الليلة الماضية في إدلب السورية.

وذكرت المصادر التي طلب عدم الكشف عن هويتها، أن أثينا على اتصال أيضا بالاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي في هذا الصدد.

وكانت اليونان هي البوابة الرئيسية لمئات الآلاف من اللاجئين الذين تدفقوا من تركيا في نزوح جماعي عامي 2015 و2016، إلى أن أدى اتفاق تم التوصل إليه مع الاتحاد الأوروبي إلى وقف هذا التدفق.

ضربة موجعة

وذكر رحمي دوغان حاكم إقليم خطاي بجنوب شرق تركيا في ساعة مبكرة من صباح الجمعة، أن ضربة جوية نفذتها القوات الحكومية السورية في منطقة إدلب بشمال غرب سوريا أسفرت عن مقتل 33 جنديا تركيا وإصابة آخرين.

وقال فخر الدين ألتون مدير الاتصالات في الرئاسة التركية إن وحدات الدعم الجوية والبرية التركية تطلق النار على "كل الأهداف المعروفة" التابعة للحكومة السورية ردا على ذلك.

وحذر أردوغان من أن تركيا ستشن هجوما شاملا لطرد القوات السورية ما لم تنسحب، وعقد اجتماعا طارئا استغرق عدة ساعات في ساعة متأخرة من مساء أمس الخميس لبحث الهجوم الذي أدى إلى ارتفاع عدد قتلى الجيش التركي إلى 54 قتيلا هذا الشهر.

ونزح قرابة مليون مدني في إدلب قرب الحدود التركية منذ ديسمبر كانون الأول مع انتزاع القوات الحكومية المدعومة من روسيا مساحات من الأراضي من مقاتلي المعارضة السوريين المدعومين من تركيا، مما يمثل أسوأ أزمة إنسانية في الحرب المستمرة منذ تسع سنوات.

ويعد التلويح بفتح الطريق أمام اللاجئين للوصول إلى أوروبا، في حال تنفيذه، تراجعا من جانب تركيا عن تعهد قطعته للاتحاد الأوروبي عام 2016 وقد يجذب القوى الغربية سريعا إلى الدخول في المواجهة بخصوص إدلب وفي المفاوضات المتعثرة بين أنقرة وموسكو.

قلق بالغ

من جهتها قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة "قلقة للغاية" إزاء أنباء الهجوم على الجنود الأتراك.

وأضاف ممثل عن الوزارة في بيان "نقف إلى جوار تركيا حليفتنا في حلف شمال الأطلسي ونواصل الدعوة إلى وقف فوري لهذا الهجوم الذي يقوم به نظام الأسد وروسيا والقوات المدعومة من إيران" في إشارة إلى الرئيس السوري بشار الأسد.

كما قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريس عبر عن "قلق بالغ" إزاء تصعيد القتال في شمال غرب سوريا وأنباء مقتل عشرات الجنود الأتراك في ضربة جوية وجدد دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار.

وقال مسؤولان تركيان لرويترز إن أردوغان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يتحدثان عبر الهاتف لبحث الوضع في إدلب بعد الهجوم على الجنود الأتراك.

وبدعم جوي روسي لا هوادة فيه، تسعى قوات الأسد منذ شهور إلى استعادة السيطرة على آخر منطقة كبيرة تحت سيطرة المعارضة بشمال غرب سوريا.

وأرسلت تركيا آلاف الجنود والعتاد العسكري الثقيل إلى محافظة إدلب في الأسابيع القليلة الماضية لمساعدة مقاتلي المعارضة المتحالفين معها على التصدي للهجوم.

اتفاق الهجرة

ومع تصاعد وتيرة القتال على عدد من الجبهات أمس الخميس، قالت الأمم المتحدة إن عواقبه الإنسانية "كارثية" حيث قُتل ما لا يقل عن 134 مدنيا، بينهم 44 طفلا، في شهر فبراير/شباط وحده، كما دُمرت مدارس ومستشفيات.

وذكرت المنظمة الدولية أن هناك سبعة أطفال بين 11 شخصا قُتلوا جراء ضربة جوية أصابت مدرسة في شمال إدلب يوم الثلاثاء.

وحثت تركيا أوروبا على بذل مزيد من الجهود لتخفيف حدة الأزمة في إدلب، وقال أردوغان العام الماضي إن حكومته قد "تفتح البوابات" أمام المهاجرين إلى أوروبا إذا لم تتحرك.

ويهدف الاتفاق المبرم بين الاتحاد الأوروبي وتركيا عام 2016 إلى المساعدة في وقف وفود المهاجرين واللاجئين دون ضابط. وأغلب الوافدين يفرون من الحرب والفقر في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا، حيث وصل أكثر من مليون مهاجر إلى أوروبا عام 2015.

وينص الاتفاق على إعادة المهاجرين واللاجئين الذين يعبرون بحر إيجه بطريقة غير مشروعة إلى تركيا، لكن أنقرة قالت إن التمويل الذي تحصل عليه من أوروبا لا يُذكر مقارنة بمبلغ 40 مليار دولار تقول إنها أنفقته.

وأجرى مسؤولون أتراك وروس جولة ثالثة من المحادثات في أنقرة أمس الخميس، وبعد جولتين لم تتوصلا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وقال التلفزيون الرسمي الروسي في وقت سابق أمس الخميس، إن عسكريين أتراكا يستخدمون صواريخ محمولة على الكتف في محاولة لإسقاط طائرات عسكرية روسية وسورية فوق إدلب.

وفي واشنطن، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن وزير الدفاع مارك إسبر تحدث إلى نظيره التركي أمس الخميس وإنهما بحثا ملفي إدلب وليبيا.

وأصدر البنتاغون بيانا عن المكالمة بين الوزيرين وقال "مثلما قال الرئيس ترامب يوم الثلاثاء ومثلما ورد في النقاش خلال الاتصال الهاتفي اليوم، نبحث السبل التي يمكن للولايات المتحدة العمل من خلالها مع تركيا والمجتمع الدولي".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com