مع توجه أردوغان نحو الشرق.. هل تسعى تركيا للانسحاب من حلف الناتو؟

اعتبرت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ينتهج سياسات تزيد من تقاربه مع دول الشرق وتبعده عن دول الغرب، ما يوحي بأنه يسعى للانسحاب من حلف الناتو رغم أن تركيا هي ثاني أكبر قوة عسكرية في الحلف.

ورأت المجلة، في تقرير نشرته الإثنين، أن "مثل هذه الخطوة ستتيح لتركيا التصرف بحرية بعيدا عن القيود التي تفرضها عضويتها في الحلف وتتخلص من ضغوط الدول الغربية فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان في تركيا"، مشيرة إلى أنه كانت هناك مخاوف من أن الرئيس دونالد ترامب سيرضخ للضغوط وينهي عضوية تركيا في حلف الناتو، إلا أن الرهان في الوقت الحاضر هو أن أنقرة هي التي ستنسحب من الحلف، وفي حال تم ذلك لن تكون تركيا أول دولة تخرج من حلف الناتو، إذ إن الرئيس الفرنسي تشارل ديغول انسحب عام 1967".

وجاء في التقرير، أن "أردوغان يرى بأن مثل هذه الخطوة ستعطيه حرية التحرك وتعزيز العلاقة مع روسيا، وخاصة التعاون العسكري؛ ما سيتيح لتركيا الحصول على التكنولوجيا اللازمة لتطوير صناعاتها العسكرية"، لافتا إلى أن "أنقرة تنظر لروسيا كمزود سلاح أكثر موثوقية من الغرب؛ نظرا لأن موسكو لا يهمها سجل أردوغان في مجال حقوق الإنسان".

وأوضح تقرير "ناشيونال إنترست"، أن "دول حلف الناتو لم تعد تثق كثيرا بأردوغان في أي صراع مستقبلي؛ نظرا لتنامي علاقته مع روسيا بشكل كبير بعد طرد أنقرة من برنامج تصنيع طائرة الشبح إف-35 الأمريكية، وتهديد الكونغرس بفرض عقوبات على تركيا بسبب شرائها صواريخ إس-400 الروسية".

وفي السياق، قال البروفيسور كرستوفر كوكر، من معهد لندن للسياسات الاقتصادية، إنه "من الواضح أن تركيا تسعى للابتعاد عن الغرب وبدأت تتحول إلى دولة شرق أوسطية تفاخر بماضيها كإمبراطورية عثمانية وتصبح دولة لا ديمقراطية"، مضيفا أن "مثل هذه الرؤية لأردوغان تبعده أكثر وأكثر عن حلف الناتو؛ لأن دول الحلف هي دول ديمقراطية غربية تطبق سياسة جماعية للدفاع عن الديمقراطية، لهذا السبب فإن خروج تركيا من الناتو لم يعد مستبعدا".