استطلاع: شعبية ترامب تزيد في الأوساط الأوروبية
استطلاع: شعبية ترامب تزيد في الأوساط الأوروبيةاستطلاع: شعبية ترامب تزيد في الأوساط الأوروبية

استطلاع: شعبية ترامب تزيد في الأوساط الأوروبية

تراجعت المشاعر المعادية لأمريكا إلى حد ما، خلال العام الماضي، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير لمشاعر الشعبويين اليمينيين الذين يعجبهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إذ خلقت مشاعرهم الإيجابية فرصة مفاجئة من شأنها أن تمكن واشنطن من إصلاح علاقاتها في منطقة المحيط الأطلسي، التي تفككت مؤخرا.

وإذا كان هناك شعور واحد سائد بين مؤيدي أحزاب "البديل من أجل ألمانيا"، و"رابطة الشمال" الإيطالي، و"الديمقراطيين السويديين"، و"التجمع الوطني" في فرنسا، و"الاستقلال البريطاني"، فهو أنهم جميعا يوافقون بشكل متزايد على ترامب، وهذا يرجع للميول المتطرفة للأحزاب اليمينية وتوافقها مع موقف ترامب المناهض للهجرة.

فوفقا لمجلة فورين بوليسي، من المؤكد أن ترامب لا يزال غير محبوب في معظم أوروبا بين عامة الناس، ولكن استطلاعا للرأي أجراه مؤخرا مركز "بيو للأبحاث" أظهر أن 13% فقط من الألمان و18% من السويديين و20% من الفرنسيين يثقون به في اتخاذ القرارات الصحيحة في الشؤون العالمية.

وهذه المعدلات تعتبر جزءا صغيرا من دعم الأوروبيين للرئيس الأمريكي باراك أوباما في سنته الأخيرة، فلم يصل دعم ترامب لنصف الذين شملهم الاستطلاع سوى في بولندا فقط، بينما كانت الكراهية الشاملة للرئيس الأمريكي سائدة منذ انتخاب ترامب.

وقال أحد كبار المسؤولين الألمان في عام 2017: "لقد استغرق الأمر 8 سنوات ليصبح جورج بوش مكروها بهذا الشكل، بينما لم يستغرق دونالد ترامب سوى 4 أشهر".

ومع ذلك، يظهر نفس الاستطلاع أن تأييد ترامب ارتفع 11 نقطة مئوية في فرنسا، و 14نقطة في إسبانيا، و16نقطة في بولندا منذ عام 2018، (أجري أحدث استطلاع قبل قتل الولايات المتحدة القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في 3 يناير الجاري)، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى ارتفاع الموافقة على ترامب بين مؤيدي الأحزاب الشعبية اليمينية.

ويثق أكثر من 40% من مؤيدي حزب "التجمع الوطني" برئاسة "مارين لوبان" في فرنسا بترامب، أي أكثر من 3 أضعاف معدل الموافقة بين أولئك الذين لا يدعمون الحزب، وهو ارتفاع يبلغ 15 نقطة في عام واحد فقط.

وعلى نحو مشابه في ألمانيا، أصبح أتباع حزب "البديل من أجل ألمانيا"، أكثر ثقة بأربعة أضعاف في قرارات الرئيس الأمريكي من الآخرين، حيث بلغت نسبة الموافقة عليه بين مؤيدي الحزب 37%، مقارنة بـ 9% بين الآخرين، وهي زيادة في ثقتهم بترامب بـ12 نقطة مقارنة بالعام الماضي.

وفي الوقت نفسه، أعرب 45% من الديمقراطيين السويديين عن ثقتهم في ترامب، أي أكثر من 5 أضعاف المستوى الذي أعرب عنه الجميع في السويد، والذي بلغ 13 نقطة.

وفيما يتعلق بأسباب دعمهم لترامب، يوافق ما بين نصف وثلثي مؤيدي الأحزاب اليمينية في أوروبا على جهود الإدارة للحد من الهجرة، بينما يدعم جزء صغير جدا من بقية الجمهور الأوروبي هذه القيود.

ويعتبر دعم موقف ترامب المعادي للهجرة بين الشعوبيين اليمينيين منتشرا بشكل خاص في فرنسا وألمانيا، حيث إنه أعلى بثلاث أضعاف ما هو عليه بين بقية الجمهور، وقد ينبع دعم ترامب الأوروبي من جاذبية السلطوية.

وفي استطلاع أجرته مؤسسة "بيو" عام 2017، قال 41% من الإيطاليين الذين اعترفوا بميولهم اليمينية، إنهم يفضلون نظاما سياسيا يمكن فيه للقائد القوي اتخاذ القرارات دون تدخل من البرلمان أو المحاكم، وهذا ما فضله 29% من اليمينيين في المملكة المتحدة و13% في ألمانيا.

وعبر القارة، ساعدت حماسة اليمينيين تجاه ترامب في تعزيز الدعم الأوروبي للولايات المتحدة بشكل عام، والذي بدأ يرتفع من أدنى مستوياته التاريخية.

وتشير الدراسات الاستقصائية السنوية الأوروبية على مدار العقدين الأخيرين، والتي أجراها كل من "صندوق مارشال الألماني" في الولايات المتحدة ومركز "بيو"، إلى أن وجهات النظر الأوروبية تجاه الولايات المتحدة مدفوعة إلى حد كبير، بمشاعر الرأي العام تجاه الرئيس الأمريكي، وبالتالي كان من الطبيعي أن تتحسن المشاعر المؤيدة للولايات المتحدة في أوروبا مع تزايد المشاعر المؤيدة لترامب، إذ ارتفعت بمقدار 10 نقاط في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبفارق 9 نقاط في ألمانيا.

كما يرجع تزايد الدعم إلى دعم اليمين، فحوالي 80% من مؤيدي حزب الاستقلال البريطاني لديهم وجهة نظر إيجابية عن الولايات المتحدة، وهي زيادة 20 نقطة منذ عام 2018، وحوالي 70% من مؤيدي حزبي رابطة الشمالي الإيطالي، و"الديمقراطيون السويديون" هم أيضا أكثر موافقة على الولايات المتحدة، حيث ازدادت معدلات رضاهم بـ11 و16 نقطة على التوالي.

وبالنسبة لترامب هذه فرصة؛ فزيادة الأحزاب الشعبية اليمينية وقوتها البرلمانية المتنامية في إيطاليا وألمانيا والسويد تعني أن العديد من الحكومات الأوروبية لا يمكنها تحمل المواجهة المطولة مع واشنطن أو تحملها سياسيا، فقد يستخدم الظروف المتغيرة للبدء في إصلاح العلاقات عبر المحيط الأطلسي بعد 3 سنوات كارثية اتسمت بتوترات متزايدة بشأن التجارة والإنفاق الدفاعي وإيران وتغير المناخ.

وتشير المجلة إلى أن المشكلة هي أنه في حين إن مؤيدي الأحزاب الشعبية اليمينية في أوروبا يبدون بعض الموافقة على سياسة تعريفات ترامب الجمركية، إلا أن معظم الأوروبيين يعارضون مثل هذه المبادرات، وحوالي 80% لا يوافقون على انسحابه من اتفاقية المناخ، ويعارض ثلثاهم سياسته التجارية.

ولذا، فإن استخدام جاذبية الرئيس بين الشعوبيين اليمينيين في أوروبا كأساس لإحياء العلاقات عبر المحيط الأطلسي بشكل عام سوف يتطلب بعض الاعتدال فيما يتعلق بمبادرات السياسة التأسيسية لترامب، ولكن هذا من شأنه أن يخاطر بتقويض الدعم بين "قاعدته الأوروبية".

وحتى الآن، لم يبد الرئيس أي ميل تجاه هذه المقايضة، التي ستتطلب مهارات سياسية عالية، ومع ذلك، فهذه فرصة قد يرغب ترامب أو خليفته اغتنامها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com