هل تنجح "هدايا" ترامب وبوتين في تحسين موقف نتنياهو الانتخابي؟
هل تنجح "هدايا" ترامب وبوتين في تحسين موقف نتنياهو الانتخابي؟هل تنجح "هدايا" ترامب وبوتين في تحسين موقف نتنياهو الانتخابي؟

هل تنجح "هدايا" ترامب وبوتين في تحسين موقف نتنياهو الانتخابي؟

تؤشر مواقف الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأمريكي دونالد ترامب، على أنهما يسعيان لمنح رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، كل على حده، نقاطا تدعم حملته الانتخابية، في وقت يستعد لقيادة حزب "الليكود" بالانتخابات العامة الثالثة في غضون أقل من عام، والتي تنعقد مطلع آذار/ مارس المقبل.

وتتردد أنباء عن إفراج وشيك عن الفتاة الإسرائيلية نعاما يسسخار، التي أثار اعتقالها في روسيا أصداء واسعة في الشارع الإسرائيلي، وشكلت مسألة إطلاق سراحها اختبارا لمدى متانة العلاقات بين بوتين ونتنياهو على المستوى الشخصي والرسمي.

زيارة بوتين

وتتناقل وسائل الإعلام الإسرائيلية، أنباء عن قرب إطلاق سراح الفتاة المدانة بجلب المخدرات للبلاد، وتقضي حكما بالسجن سبع سنوات ونصف السنة بالسجون الروسية، بالتزامن مع الزيارة التي يجريها بوتين إلى تل أبيب الشهر الجاري، للمشاركة في احتفالات بمناسبة مرور 75 عاما على ما يسمى تحرير معسكر الإبادة النازي "أوشفيتز"، واليوم العالمي لذكرى الهولوكوست.

وفي المقابل، جدد الرئيس الأمريكي هذا الأسبوع، الحديث عن ملف التحالف العسكري الشامل مع إسرائيل، في وقت رد فيه خبراء بالدولة العبرية بأن هذا الملف مغلق بالنسبة للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية ومرفوض، واعتبروا أن الطرح يأتي كهدية انتخابية لدعم نتنياهو في انتخابات الكنيست الـ 23.

ويواجه نتنياهو المأزق نفسه الذي قوض قدرته على تشكيل الحكومة إبان انتخابات نيسان/ أبريل 2019، وانتخابات أيلول/ سبتمبر من العام نفسه، حيث أظهر أحدث استطلاع للرأي، نشر أمس الخميس، فشل كتلة اليمين من جانب وكتلة اليسار – المركز من جانب آخر في تحقيق 61 مقعدا، فيما يبقى أفيغدور ليبرمان للمرة الثالثة على التوالي رمانة الميزان في معادلة تشكيل الحكومة لأي من الكتلتين.

"يسسخار" كلمة السر

ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم"، مساء الخميس، تقارير نشرتها وسائل إعلام روسية، تتحدث عن نوايا بوتين إطلاق سراح المواطنة الإسرائيلية – الأمريكية، مشيرة إلى أن يسسخار ستصل برفقة الرئيس الروسي إلى إسرائيل خلال زيارته المرتقبة.

الصحيفة ذكرت أن بوتين بصدد منح يسسخار عفوا رئاسيا، وأن الاتصال الهاتفي الذي أجراه نتنياهو بالرئيس الروسي، الخميس، حمل أجواء إيجابية في هذا الصدد، فيما ذكرت مصادر على صلة بالتفاصيل أن الاتصال "عزز حالة التفاؤل لدى نتنياهو بشأن إطلاق سراح يسسخار واقتراب الحل".

وأكدت يافاه يسسخار، والدة الفتاة التي تقضي عقوبة السجن في روسيا أن نتنياهو أبلغها بأن إعادة الفتاة تقع على عاتقه، وأنه مسؤول عن هذه القضية بشكل شخصي، وأشارت إلى أنها على ثقة بمدى متانة العلاقة بين نتنياهو وبوتين، وقناعتها بأن الأخير سيعمل من منطلق صداقتهما فضلا عن صداقته للشعب اليهودي وزعامته لقوة عظمى.

ملف مغلق

وتلقى نتنياهو دعما انتخابيا في المقابل من الرئيس الأمريكي، والذي دق هذا الأسبوع، على وتر التحالف العسكري القوي والشامل مع إسرائيل، ما تسبب في اعتقاد خبراء بالدولة العبرية أن توقيت الطرح يعني "تدخلا سافرا من قبل ترامب في الانتخابات الإسرائيلية".

وسلطت "القناة 13" الإسرائيلية الضوء على ما أعلنه ترامب في هذا الصدد، السبت الماضي، وذكرت أن ترامب الذي أجرى اتصالا هاتفيا مع نتنياهو تحدث عن أهمية إبرام تحالف دفاعي بين البلدين، وهو موضوع يطرح على ما يبدو إبان كل حملة انتخابية خاضها نتنياهو.

القناة أكدت في تقرير سابق، أن موقف ترامب هذا يتناقض تماما مع الموقف الرسمي الذي أقرته المؤسسة العسكرية في إسرائيل، وليس ذلك فقط، ولكنه يتعارض أيضا مع موقف نتنياهو نفسه، بيد أن الاثنين يطرحان هذا الملف لأغراض انتخابية، ولحشد دعم اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة الأمريكية، وترك انطباع في إسرائيل بأن نتنياهو وحده من يستطيع الحفاظ على علاقات قوية مع واشنطن.

وتقوم رؤية المؤسسة العسكرية في إسرائيل إزاء إبرام تحالف عسكري شامل بين البلدين على أن مثل هذا التحالف من شأنه أن يقيد حرية عمل الجيش الإسرائيلي في جميع الساحات، ويرهن عمليات ومهام هذا الجيش بالموقف وبالقرار الأمريكي.

وذهبت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أبعد من ذلك، ورأت أن تحالفا من هذا النوع يعني أن الجنود الإسرائيليين سيجدون أنفسهم في مهام للدفاع عن القوات الأمريكية في ساحات حرب حول العالم، ومن ثم يستبعدون إبرام هذا التحالف.

ترامب لا يصدق

ونوهت القناة إلى أحد أوجه الدعم الأخرى التي قدمها ترامب لنتنياهو، حيث تحدثت تقارير قبل أيام، عن وقوف الاستخبارات الإسرائيلية وراء تركيب أجهزة تنصت في عدد من المواقع الحساسة في واشنطن، من بينها موقع قرب البيت الأبيض، فيما خرج ترامب بتصريحات جاء فيها: "لا أصدق أن إسرائيل تتجسس على الولايات المتحدة.. من الصعب أن أصدق ذلك".

وأحصى ترامب الإنجازات التي قدمها لإسرائيل من وجهة نظره، ودعا للتدقيق في خطوة نقل السفارة إلى القدس المحتلة، وموقفه من السيادة الإسرائيلية على الجولان، وكذلك انسحابه من الاتفاق النووي مع إيران، فيما اعتبرت مصادر تحدثت مع "القناة 13" أن كل ذلك يستهدف دعم نتنياهو انتخابيا.

مستشارون انتخابيون

ووفق تقرير لـ "قناة 20" الإخبارية، مساء الخميس، استعان حزب "الليكود" بمستشارين استراتيجيين أمريكيين، أتوا خصيصا من الولايات المتحدة لإدارة الحملة الانتخابية للحزب، تحسبا لانتخابات الثاني من آذار/ مارس المقبل.

ونقلت القناة عن مصادر مطلعة، أن المستشارين سيقودون حملة الحزب بنفس النموذج الأمريكي، من خلال تعميق الصلة بين نتنياهو والجمهور الإسرائيلي، وتنظيم فعاليات ميدانية ضخمة، مع الاستعانة بشخصيات إسرائيلية لديها قدرات خطابة مرتفعة يمكنها إشعال حماسة الجماهير، قبيل أن يختتم نتنياهو بخطابات رنانة في كل فعالية يشارك بها.

ولم يوضح التقرير طبيعة انتماء هؤلاء المستشارين، بيد أن العلاقات الإسرائيلية الرسمية المتدهورة مع الحزب الديمقراطي الأمريكي، تدل على أن "الليكود" يستعين حتما بمستشارين من الحزب الجمهوري وربما لديهم صلات عمل مع الرئيس ترامب شخصيا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com