هل يشمل الرد الإيراني على مقتل سليماني هجمات إلكترونية مستمرة؟
هل يشمل الرد الإيراني على مقتل سليماني هجمات إلكترونية مستمرة؟هل يشمل الرد الإيراني على مقتل سليماني هجمات إلكترونية مستمرة؟

هل يشمل الرد الإيراني على مقتل سليماني هجمات إلكترونية مستمرة؟

بعد يوم واحد من اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، تعرضت دائرة حكومية أمريكية صغيرة لهجوم إلكتروني تحذيري يعتقد بأنه إيراني يتوعد بالانتقام من قتلة سليماني ويؤكد أن هذا الهجوم ما هو سوى جزء بسيط من قدرات إيران الحربية الإلكترونية.

الدائرة التي تعرضت للهجوم هي برنامج الإيداع المكتبي الاتحادي، وهي دائرة صغيرة لكنها مسؤولة عن توزيع النشرات والدوريات الحكومية واختيارها كهدف للهجوم وفقا للخبراء، قد يكون يعني الوصول إلى أقصى عدد من الدوائر الحكومية وزرع الخوف فيها.

وحتى الآن لم يتم التأكد مما إذا كانت إيران هي التي قامت بهذا الهجوم، إلا أن خبراء أمريكيين يعتقدون أنه عمل إيراني ويحذرون من أن الهجوم ما هو سوى البداية.

ووفقا لمؤسسة "ديجيتال ترندز" الأمريكية المختصة بالمعلومات الإلكترونية، فإنه من المستبعد أن تلجأ إيران إلى استهداف الأفراد مثل الهواتف المتحركة وحسابات مصرفية فردية ومواقع التواصل الاجتماعي، بل الشركات الكبرى والمؤسسات والدوائر الحكومية الأمريكية، إضافة إلى شبكات الكهرباء والماء التي تعتبر عرضة أكثر من غيرها نظرا لانخفاض مستويات الحماية فيها.

ورأت المؤسسة أن إيران تملك الإمكانيات الإلكترونية لاختراق عدد كبير من المؤسسات والدوائر الأمريكية بسهولة وأنها فعلت ذلك من قبل عدة مرات، مشيرة إلى أنه في حال قررت إيران شن هجوم إلكتروني ضمن ردها الانتقامي الذي توعدت به فإنه سيكون "مجرد بداية وليس نهاية".

وفي تعليق له أمس الاثنين، قال مدير قسم الحرب الإلكترونية في مؤسسة "كارناجي الأمريكية" جون بيتمان إن بإمكان إيران أن تشن هجمات إلكترونية عديدة تتراوح بين عادية وتقليدية إلى هجمات شاملة تؤدي إلى تعطيل أنظمة شركات ومؤسسات صناعية كبيرة عن طريق زرع فيروسات يصعب إزالتها.

ولفت إلى أن طهران حاولت تنفيذ مثل هذا الهجوم التكتيكي عام 2013 عندما اخترق الهاكرز الإيرانيون خزان المياه الاستراتيجي في شارع بومان بنيويورك ما نجم عنه اعتقال 7 إيرانيين عام 2016 بتهم محاولة الإضرار بالبنية التحتية للمدينة.

وقال بيتمان "الحقيقة أن مثل هذه الهجمات إن قامت بها إيران الآن فستؤثر بشكل كبير على السكان.. فهي بإمكانها على سبيل المثال أن تعطل شبكات مياه أو كهرباء، ما سيؤدي إلى حالة تعتيم شامل، وهو ما يمكن أن تعتبره الولايات المتحدة تجاوزا كبيرا جدا للخطوط الحمراء لكنه يبقى محتملا".

وأشارت تقارير غربية إلى أن إيران بدأت تطوير قدراتها في مجال الحرب الإلكترونية وجندت الآلاف من الخبراء بعد اختراق مفاعل نطنز الإيراني عام 2009 من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، ما أدى إلى انفجارات كبيرة فيه وفقا لأنباء أمريكية آنذاك.

وحذرت تلك التقارير من أن الحرس الثوري الإيراني يمتلك الآن جيشا من الهاكرز المتمرسين الذين يمكنهم اختراق عدد كبير من المواقع والشركات والمؤسسات والمنشآت الأمريكية، فيما ذكر تقرير لمؤسسة بحثية في هولندا الشهر الماضي أن هناك ما يزيد عن 26 ألف موقع صناعي أمريكي يمكن أن يتعرض لهجمات إلكترونية، مشيرا إلى أن معظمها تعتبر هدفا سهلا نظرا لغياب وسائل الحماية الكافية.

وكان مسؤوولن أمريكيون كشفوا العام الماضي أن إيران تقوم منذ عدة سنوات برصد شبكات الكهرباء ومنشآت بنية تحتية أخرى في الولايات المتحدة بهدف شن هجمات عليها إذا تطلب الأمر.

وذكر مدير برنامج التكنولوجيا في مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية في واشنطن جيمس لويس، في تقرير نشرته صحيفة "نيويوركر" الأمريكية أمس الاثنين، أن "أسلحة الهجمات الإلكترونية يمكن أن تتيح للإيرانيين أن يهاجموا أهدافا داخل الولايات المتحدة لا تستطيع صواريخهم الوصول إليها.. وأنا دائما كنت أرى أسبابا كثيرة لقيام إيران بهجمات إلكترونية ضد أهداف في الولايات المتحدة قبل اغتيال سليماني يوم الجمعة الماضي، وأرى أن هناك أسبابا أكثر بكثير الآن".

من جانبه اعتبر العقيد المتقاعد في الاستخبارات العسكرية البريطانية فيليب انجرام أن إيران "تملك قدرات واسعة ومتطورة في مجال الحروب الإلكترونية تمكنها من استهداف البنية التحتية والمؤسسات المالية والصناعية والثقافية والتعليمية ومنشآت حيوية أخرى".

لكنه أضاف أن إيران هي نفسها عرضة سهلة للهجمات الإلكترونية، لافتا إلى قيام الولايات المتحدة باختراق مواقع للقوات الجوية الإيرانية ومراكز القيادة والسيطرة في بعض المناطق الإيرانية عقب إسقاط إيران طائرة استطلاع أمريكية فوق الخليج في حزيران/ يونيو الماضي.

ورأى خبراء أمريكيون أن إيران طورت قدراتها في مجال الحرب الإلكترونية بعدة أضعاف في السنوات العشر الماضية وأنها عادة ما تتبجح بهذه القدرات، لكنهم اعتبروا أنها لا تزال متأخرة مقارنة مع قدرات الولايات المتحدة أو روسيا أو الصين.

وقال لويس "تعتبر القدرات الأمريكية والروسية والصينية درجة أولى، تليها إيران ثم كوريا الشمالية... لكن، في الحقيقة، هناك صعوبة بالغة في تحديد مستوى هذه القدرات بدقة".

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com