الصحف العالمية: "بريكست" يهدد بتفكك المملكة المتحدة.. وأردوغان يستنسخ تصريحات ترامب

تناولت الصحف العالمية، اليوم الأحد، ملفات دولية عدة، إذ ركزت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، على تداعيات البريكست الاقتصادية والخسائر المحتملة التي تهدد بتفكك المملكة المتحدة وتهديد مكانتها العالمية، بينما أبرزت صحيفة "تايمز" البريطانية، هدوء قادة الحركة الانفصالية في كتالونيا المسجونين بسبب قضايا سياسية، وحفاظهم المذهل على إيجابيتهم باستخدام اليوغا وتشكيل الفخار.

وسلطت مجلة "دير شبيغل" الأضواء مجددًا على جهود القوات الأمريكية في ملاحقة زعيم تنظيم داعش المتشدد أبوبكر البغدادي والقضاء عليه في عملية نوعية في سوريا، كما تطرقت إلى تكرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تصريحات نظيره الأمريكي دونالد ترامب بشأن إعادة مقاتلي داعش المعتقلين إلى أوطانهم.

مخاطر

"بريطانيا العظمى في خطر التحول إلى انجلترا الصغيرة بسبب البريكست"، هكذا تناول تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، المخاوف المتعلقة باتفاق البريكست الوشيك، وتداعياته على بريطانيا ودورها ومكانتها في العالم.

وقالت الصحيفة في تقريرها، إن "بريطانيا العظمى أنتجت على مر العقود الثورة الصناعية ورعت الديمقراطية التمثيلية، وسنت القانون العام، ورعت أول حركة ضد العبودية ووقفت أمام نازية هتلر، ولكن الآن يهدد البريكست بإضعاف بريطانيا وتحويلها إلى دولة صغيرة قد لا تدوم عقدًا كاملًا، ناهيك عن قرون".

وأضافت "أصبح احتمال نجاح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في إخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مرجحًا، ولكن إحدى الدراسات تشير إلى أن بريطانيا قد أصبحت أفقر بنسبة تتراوح بين 3 و6 % بسبب التخطيط لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يشير إلى أن تنفيذ الخطة قد يؤدي لخسائر فادحة لبريطانيا، ويتركها في حالة يرثى لها بعد أن كانت إحدى القوى العالمية البارزة."

عملية معقدة

وسلطت مجلة "دير شبيغل" الألمانية، الضوء على عملية قتل البغدادي من قِبل القوات الأمريكية الخاصة، بعد أن استمر البحث عنه لسنوات.

وكانت الولايات المتحدة تحاول العثور على زعيم داعش منذ سنوات، وتمكنت القوات الأمريكية من قتل الآلاف من عناصر التنظيم المتشدد من الجو وحررت مدينتي الموصل في العراق والرقة في سوريا، ولكنها لم تتمكن من العثور على البغدادي سوى أخيرًا.

واعتلى البغدادي قائمة المطلوبين في الولايات المتحدة، وعلى الرغم من عرض مكافأة قدرها 25 مليون دولار لم يبلغ عنه، واستمرت الولايات المتحدة في البحث عنه بأقمار التجسس والطائرات المسيرة، حتى عثرت عليه في مجمع على الحافة الغربية لقرية "باريشا”.

وعلى الرغم من أن البغدادي المرتاب كان حذرًا للغاية ولا يسمح لأي شخص يحمل هاتفًا محمولًا بالاقتراب منه، تمكنت القوات الأمريكية بمساعدة الأكراد من اقتفاء أثره إلى المجمع وتأكيد هويته بسروال تحتي وتحليل حمضه النووي، في ليلة الـ 26 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وحسب الصحيفة، سار كل شيء وفقًا للخطة الأمريكية الموضوعة، وقُصف المجمع قبل أن تهاجمه القوات الخاصة الأمريكية وتتمكن من قتل كل أعوان البغدادي تقريبًا، ومحاصرة زعيم داعش نفسه، والذي فجر سترة ناسفة كان يرتديها.

هدوء

وركزت صحيفة "تايمز" البريطانية، على هدوء قادة الحركة الانفصالية المسجونين بينما تشتعل العاصمة.

كشفت الصحيفة أن قادة الحركة الانفصالية الكتالونية بما في ذلك جوردي كويكارت، يحافظون على هدوئهم للغاية في السجن، حيث يمارسون اليوغا وفن تشكيل الفخار ويحافظون على إيجابيتهم على الرغم من الحكم عليهم بالسجن لسنوات بتهمة ارتكاب جرائم سياسية.

فعند زيارة صحفيو الجريدة لسجن “Lledoners”، على بعد حوالي 40 ميلًا من برشلونة، تحدث إليهم جوردي عن فوائد اليوغا وتشكيل الفخار والتأمل في الحفاظ على الإيجابية اللازمة في الفترة التي تعاني فيها البلاد اضطرابات شديدة وقمعًا.

وقال جوردي "كلما بدأت أيأس، أفكر في ظروف المساجين السياسيين على مدى التاريخ وما تعرضوا له من ظلم من أجل بلادهم”.

مقاتلو داعش

وتناولت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، تكرار أردوغان لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتهديده بإعادة توطين مقاتلي داعش الأوروبيين.

وقال مسؤول تركي كبير إن "أنقرة سترسل مقاتلي داعش الذين تم أسرهم إلى بلادهم، شاكيًا من التقاعس الأوروبي في التعامل مع حوالي 10 آلاف سجين دولي محتجزين حاليًّا في شمال سوريا".

وقال سليمان سويلو، وزير الداخلية التركي أمس السبت إنه "من غير المقبول" أن تتجاهل الدول الأوروبية هذه القضية، واصفًا الأمر بالتهرب من المسؤولية.

وأضاف "سنرسل الدواعش الذين تم أسرهم إلى بلادهم".

ويعتقد أن 2500 من سجناء داعش في المنطقة ينتمون إلى دول أوروبية وأجزاء أخرى من العالم، وسبق أن دعا ترامب الدول الأوروبية لإعادة توطين سجناء داعش الذين أتوا من بلادهم إلى سوريا للقتال لصالح داعش، وهدد بترك المسلحين على حدود أوروبا وتركها تحاول أسرهم مرة أخرى.