مجلة أمريكية: انسحاب ترامب من سوريا نصر مجاني لبوتين
اعتبرت مجلة أمريكية اليوم الخميس، أن الرئيس دونالد ترامب قدم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتصارا مجانيا بسحب قواته من سوريا، وأن موسكو تسعى الآن إلى استغلال هذا الانتصار لتوسيع نفوذها في منطقة الشرق الاوسط بدلا من واشنطن.
ووصفت مجلة "الشؤون الخارجية" قرار ترامب سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا، بأنه "متسرع وغير مدروس" معربة عن اعتقادها بأن ينتهج سياسة خارجية قائمة على مصالحه الشخصية فقط.
وبيٌنت المجلة في تقرير عن التطورات في شمال سوريا، أن القرارات الأحادية الكثيرة التي اتخذها ترامب في الفترة الاخيرة دعمت بوتين بشكل كبير، وأتاحت له استغلال التوترات الحاصلة داخل حلف الناتو بسبب الغزو التركي لشمال سوريا.
ورأت المجلة أن قرار ترامب سحب معظم قواته من سوريا أفاد خصوم الولايات المتحدة اكثر من غيرهم وهم إيران والنظام السوري وحزب الله اللبناني وتنظيم داعش، وأنه في الوقت نفسه أثار قلق حلفاء واشنطن في منطقة الشرق الاوسط.
واعتبرت أن قرارات ترامب بما فيها التخلي عن حلفائه الأكراد في شمال سوريا عزز صورة واشنطن بأنها حليف غير موثوق به حاليا، خاصة من قبل شركائها وحلفائها.
وقالت "هذه الأمور تحدث في الوقت الذي بدأ فيه بوتين باستغلال التخبط الأمريكي لتقديم روسيا على أنها القوة والوسيط البديل للولايات المتحدة في المنطقة ليس فقط للاكراد، الذين تخلى عنهم ترامب بل للأتراك والسعوديين والإسرائيليين أيضا."
وأشارت المجلة إلى أن الإدارة الأمريكية لم تتوقع تلك الأخطار بذلك السيل من القرارات، وإلا فإنها كانت ستنتهج موقفا أكثر حذرا وتصحح أية أخطاء في السياسة الخارجية.
وأضافت "لكن التصحيح لم يحدث لأن هناك شخصا واحدا (ترامب) سمح لمصالحه الشخصية وغرائزه الخاطئة أن تقود السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وها نحن نرى في ساحتين رئيسيتين للصراع الأمريكي-الروسي خلال العقدين الماضيين وهما الساحتان الأوكرانية والسورية أن ترامب قدم لبوتين وحلفائه انتصارات مجانية دون قتال ودون أن يتلقى أي شيء في المقابل."
