تقرير: انقسام حاد بين الساسة الأمريكيين بشأن الموقف من تركيا

رأت مجلة أمريكية أن معركة سياسية شرسة تدور في أروقة صناع القرار في واشنطن لتحديد موقف واضح تجاه تركيا ولتقرير عما إذا كانت حليفا أم عدوا.

وفي تقرير مطول بعنوان "تركيا تثير معركة سياسية للحفاظ على مكانتها في واشنطن" أشارت مجلة "ناشيونال انترست"، الأحد، إلى أن "المسؤولين الأمريكيين منقسمون تجاه طبيعة التعامل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد مواقفه العدائية في الفترة الأخيرة وخاصة شراء صواريخ اس-400 الروسية وسجن قس أمريكي لفترة طويلة وتصريحاته المتشددة وآخرها عزمه غزو شمال سوريا رغم معارضة واشنطن".

وقالت المجلة في تقريرها: "هناك حرب أهلية سياسية تدور في واشنطن بسبب تركيا، وفي الوقت الذي يستمر فيه أردوغان بإبراز عضلاته نرى أن الليبراليين والمحافظين والصقور والحمائم على السواء لا يعرفون كيف يتعاملون معه"، مضيفة أنه "من جانب يرى تحالف من المسيحيين الإنجيليين ونشطاء حقوق الإنسان اليساريين والمقاتلين القدماء في الحرب على الإرهاب أن تركيا أصبحت مشكلة، ومن جانب آخر يحذر بعض المسؤولين في وزارة الخارجية من حدوث طلاق نهائي مع تركيا فيما يتصاعد التوتر بين البلدين مع قرب قيام تركيا بغزو شمال سوريا."

ولفت التقرير إلى أن "الأكراد المنافسين لأنقرة نجحوا أخيرا في تقديم أنفسهم على أنهم حليف موثوق للولايات المتحدة وبديل لتركيا ثاني أكبر قوة عسكرية في حلف الناتو".

ونقلت المجلة عن هسيار أوزوي عضو البرلمان التركي قوله إن "شعوري العام هو أن المسؤولين في واشنطن لم يعودوا يعرفون كيف يتعاملون مع تركيا."

من جانبه قال نيكولاس هيراس من مركز دراسات الأمن الأمريكي، "لا يزال الكثير من مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية القدماء يذكرون تركيا على أنها القوة الحليفة في حلف الناتو والدعامة الرئيسية في مواجهة الاتحاد السوفييتي، إلا أن الجيل الجديد وخاصة في وزارة الدفاع الأمريكية لديهم شعور مختلف تجاه الأتراك".

ونقلت المجلة عن السفير الأمريكي المتقاعد إيريك ايدلمان قوله، "أعتقد أنه لم يعد هناك أي تعاطف مع تركيا وهناك شعور متنام بمعاقبتها بسبب صفقة الصواريخ".

وعلى الرغم من قرار واشنطن إخراج تركيا من برنامج إنتاج مقاتلة الشبح اف-35 الأمريكية بسبب شرائها اس-400 إلا أن بعض الخبراء استبعدوا أن يتخذ الرئيس دونالد ترامب قرارا بفرض عقوبات شاملة على أنقرة.

وقال ألان ماكوفسكي من مركز التقدم الأمريكي: "هناك بعض الفجوات في قانون العقوبات المتعلق بشراء معدات عسكرية من دولة معادية لهذا أنا لا أتوقع أن يفرض ترامب عقوبات على تركيا لشرائها صواريخ روسية."

وقال أرام هامباريان مدير اللجنة الوطنية الأمريكية، إنه "نتيجة مواقفها العدائية الأخيرة فإن تلك النظرة باتت الآن عقيمة وعديمة الفائدة."