تقرير: هذه العلامات تشير إلى انهيار إيران الوشيك تحت وطأة الضغوط الأمريكية
تقرير: هذه العلامات تشير إلى انهيار إيران الوشيك تحت وطأة الضغوط الأمريكيةتقرير: هذه العلامات تشير إلى انهيار إيران الوشيك تحت وطأة الضغوط الأمريكية

تقرير: هذه العلامات تشير إلى انهيار إيران الوشيك تحت وطأة الضغوط الأمريكية

نشرت مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية تقريرًا استعرضت فيه العلاقة المضطربة بين الولايات المتحدة وإيران منذ ما يقارب 3 عقود والضغوط التي مارستها واشنطن على طهران منذ عملية السرعوف في عام 1988، التي كانت آنذاك، أكبر اشتباك بحري منذ الحرب العالمية الثانية.

وتوصل التقرير إلى أن طهران أوشكت على الانهيار تحت وطأة "الضغط الأقصى" الذي تمارسه واشنطن بعد الكثير من المباحثات والمناقشات التاريخية بين إيران والولايات المتحدة.

الضغط ينجح

منذ أكثر من عقد من الزمان، بدأ البعض يقول إن سياسة الضغط لن تنجح مع إيران بل ستأتي بنتائج عكسية. وعلى سبيل المثال، نشرت "دينا إيسفندياري" من مؤسسة "سنشري" الاستشارية، تغريدة تقول فيها، إن "إيران لن تقبل التفاوض مع زيادة الضغط لأن هذا سيكون بمثابة انتحار للحكومة، وسيتحدثون عندما يمكنهم الحصول على شيء ملموس مقابل التنازلات".

وباستخدام أعداد أجهزة الطرد المركزي التي تملكها إيران كمقياس لتقدم العلاقات الثنائية، جادلت "ويندي شيرمان"، مفاوضة إدارة أوباما، مرارًا وتكرارًا بأن المصالحة تتفوق على الإكراه في التعامل مع إيران.

إلا أن التقرير يشير إلى أن كلًا من "اسفندياري" و"شيرمان" مخطئتان في التقليل من أهمية سياسة الضغط، فكما ذُكر بالتفصيل في كتاب "الرقص مع الشيطان"، وهو كتاب عن تاريخ الدبلوماسية الأمريكية في التعامل مع الأنظمة المارقة والجماعات الإرهابية، هناك سابقة لرضوخ إيران تحت الضغط.

فعلى سبيل المثال، في عام 1981، أطلق آية الله خميني سراح الرهائن الأمريكيين دون تحقيق مطالبه الكاملة، ولم يكن ذلك بسبب استمرار الدبلوماسية، بل لأن عزلة إيران أصبحت أكبر مما يمكن تحمله، خاصة على خلفية الحرب الإيرانية العراقية.

وقبل الخميني وقف إطلاق النار عام 1988 وترك صدام حسين في السلطة في العراق، وهو أمر أقسم في وقت سابق أنه لن يقبله أبدًا، لأن مواصلة الحرب الإيرانية العراقية كانت تضغط على الاقتصاد الإيراني وتعرض بقاء النظام الثوري الإيراني للخطر.

وخلال إدارة أوباما، جاء الرئيس حسن روحاني إلى طاولة المفاوضات بسبب الضغط الاقتصادي بعد أن أقر مجلس الشيوخ الأمريكي بالإجماع عقوبات اقتصادية أحادية الجانب، وهو إجراء عارضه البيت الأبيض في البداية، قبل أن يحصد فوائد نجاحه.

واعتبر التقرير، أن استخدام "شيرمان" أعداد أجهزة الطرد المركزي كمقياس للتقدم، "سوء فهم للسياق الأوسع". فبين عامي 1998 و2005، تضاعف حجم التجارة بين الاتحاد الأوروبي وإيران ثلاث مرات تقريبًا، وتضاعف سعر النفط 5 مرات، ولكن أعداد أجهزة الطرد المركزي ازدادت في إيران، ما يشير إلى أن الأمر مرتبط بزيادة الدبلوماسية وليس سياسة الإكراه.

وتفهم السلطات الإيرانية السياسة الأمريكية جيدًا، فكون إيران مصدر انقسام في الكونجرس وشبكات الأخبار، يشجعها على العدوان، خاصة إذا خلصت السلطات الإيرانية إلى أنها يمكن أن تؤدي إلى تفاقم أو زيادة تفاقم الأزمات السياسية في واشنطن، لهذا السبب، تحتاج أمريكا للوحدة بشدة، وفق نص التقرير.

القيادة تضع السياسة

في الجيش الأمريكي، يشغل معظم القادة والجنرالات الأميركيين وظائف محددة بضع سنوات فقط، ويبقى عدد قليل من الضباط في مناصبهم مدة أطول نادرًا ما تتجاوز 4 سنوات، لكن في إيران الوضع مختلف تمامًا، إذ يظل كبار المسؤولين في مواقعهم مدة أطول.

فعلى سبيل المثال، خدم قائد الحرس الثوري "محمد علي الجعفري" ما يقرب من 12 عامًا قبل أن يحل محله "حسين سلامي" في وقت سابق من هذا العام، علاوة على ذلك، كان "علي فدوي" قائد سلاح البحرية في الحرس الثوري لمدة 8 سنوات، قبل أن يتنحى في العام الماضي لصالح "علي رضا تانجسيري"، هذا وتم تعيين فدوي لاحقًا كنائب لسلامي.

وفي أواخر عام 2017، كان هناك تغيير في قيادة البحرية في إيران، وهو ما يعتبر أول تغيير بارز في تلك المنظمة خلال العقد الماضي.

وعندما تحدث هذه التغييرات في القيادة الإيرانية، يكون على المسؤولين الجدد إثبات ولائهم للثورة، بينما لم تكن البحرية الأمريكية قد أحبّت "فدوي" عندما كان يرأس فيلق الحرس الثوري، إلا أنها تعلمت أسلوبه وطرق التعامل معه.

على الرغم من توتر العلاقات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن، كانت البحرية الأمريكية منذ فترة طويلة تتمتع بعلاقات ودية ومهنية مع نظرائها الإيرانيين النظاميين، لكن كل هذا تغير مع اختبار القادة الإيرانيين الجدد الخطوط الحمراء القائمة منذ زمن طويل.

انهيار وشيك

تتعرض إيران لاضطرابات عديدة، فالعقوبات الصارمة تضر باقتصادها، وخذلت الدول الأوروبية والآسيوية آمال طهران التي توقعت تجاهلهم العقوبات الأمريكية، إذ لن يقبل رجال الأعمال المجازفة بالتعرض للعقوبات الأمريكية بغض النظر عن رغبات حكوماتهم.

فبينما يتاجر السياسيون والدبلوماسيون بالكلمات، يتعرض رجال الأعمال للمساءلة من ملاك الأسهم، وهذا ما حدث بالفعل بين عامي 1994 و1995 في عهد الرئيس الأمريكي "بيل كلينتون"، الأمر الذي أدى إلى إصدار قانون العقوبات الإيراني – الليبي، الفرق الوحيد بين هذه الواقعة والوقت الحاضر، هو أن عملة إيران الآن في حالة سقوط حر أيضًا.

يشير التقرير، إلى أن المشكلة ليست اقتصادية فقط، فقيادة الحرس الثوري الإيراني في سن الشيخوخة، ويدرك المرشد الأعلى "علي خامنئي" أنه قد أوشك على الموت، على عكس عام 1989، عندما حدث آخر انتقال سلطة في قيادة إيران العليا، ليس هناك خليفة واضح أو ثقة داخل النظام بأن الانتقال سيكون سلسًا.

من الأرجح أن تحدث أزمة سياسية أو انقلاب عسكري يُخضع رجال الدين للجنرالات، كما حدث مرارًا وتكرارًا في التاريخ الإيراني الحديث.

يعرف كل من خامنئي والحرس الثوري أنهم لا يتمتعون بشعبية كبيرة داخل إيران، لكن مع استياء الإيرانيين من الخراب الذي حل ببلادهم مع 40 عامًا من الحكم الديني، يظل معظمهم متمسكين بالنزعة القومية بشدة، بالتالي قد يحاول خامنئي والحرس الثوري الإيراني إثارة أزمة يمكنهم من خلالها حشد الإيرانيين حول العلم، ولم شمل البلاد.

هذه هي الديناميكية التي يجب أن تهم إدارة ترامب الآن، لأنه من الضروري الحفاظ على سياسة الضغط الأقصى على إيران دون اللجوء إلى ترك الأمور تتفاقم، متجهة نحو صراع مباشر كما يرغب النظام الإيراني.

ورأت الصحيفة الأمريكية في تقريرها، أن إيران ستنهار إذا كان الرئيس دونالد ترامب حكيمًا بما يكفي لاستخدام سياسة الضغط الأقصى دون اللجوء إلى القوة العسكرية التي من شأنها أن تأتي بنتائج عكسية على المدى الطويل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com