وزير أردني سابق يهاجم أردوغان بمقال يثير التكهنات حول مستقبل علاقات بلاده مع تركيا
وزير أردني سابق يهاجم أردوغان بمقال يثير التكهنات حول مستقبل علاقات بلاده مع تركياوزير أردني سابق يهاجم أردوغان بمقال يثير التكهنات حول مستقبل علاقات بلاده مع تركيا

وزير أردني سابق يهاجم أردوغان بمقال يثير التكهنات حول مستقبل علاقات بلاده مع تركيا

أثار مقال لوزير أردني سابق وجه انتقادات حادة  للرئيس التركي رجب طيب أردوغان تساؤلات وتكهنات عدة حول الموقف الأردني الرسمي من تركيا والعلاقات الثنائية بين البلدين التي شهدت تقاربًا ملحوظًا أخيرًا.

وكتب وزير الإعلام الأردني السابق محمد حسين المومني في صحيفة "الغد" التي يرأس مجلس إدارتها مقالًا بعنوان "أردوغان في طریقه للرحیل" قال فيه إن "نتائج الانتخابات التركیة تشیر بوضوح إلى تراجع حضور أردوغان وشعبيته السیاسیة وحزب العدالة والتنمیة الحاكم في تركيا".

ولم يتسن على الفور لـ"إرم نيوز" الحصول على تعليق أردني حكومي.

وحسب "إندبندنت عربية" فإن المقال يعد مخالفًا للعادات والأعراف السياسية في الأردن  إذ لم تجرِ العادة أن يدخل الساسة والوزراء ورجال الدولة السابقون على خط الخلافات أو النقد السياسي للدول التي تقيم الأردن معها علاقات دبلوماسية.

وبالعودة إلى مقال المومني المثير للجدل، فإن الوزير السابق توقع أن "أیام الرئيس التركي السیاسیة الزاھیة ولّت(...) واستمراره السیاسي بدأ مرحلة العد العكسي دون أن تشفع له كل خطبه العاطفیة الشعبویة المؤثِرة".

 المومني ربط أسباب تراجع شعبية أردوغان بالأداء الاقتصادي لحكومته قائلًا  "أطاح الأداء الاقتصادي بهذه الشعبیة، وتبیّن أن تلك الشعبویة لا تطعم خبزًا، فمعاناة الاقتصاد التركي بسبب تراجع معدلات النمو على نحو كبیر، وارتفاع التضخم في معدلات انعكست على مستویات المعیشة كانت السبب الأساس لنتائج الانتخابات".

وتوقع المومني مزيدًا من التراجع الاقتصادي في تركيا بسبب العقوبات الأمريكیة على إیران، المزوّد الأساس لأنقرة بالنفط، فضلًا عن بوادر مواجھة أخرى تلوح في الأفق بین تركیا والولایات المتحدة على خلفیة صفقة نظام صواریخ 400-S الروسیة التي قد تقف عائقًا أمام شراء أنقرة مقاتلات أمريكیة، وقد تتبعها عقوبات اقتصادیة أمريكیة على تركیا.

ووصف المومني رحیل أردوغان بـ"الخبر السار للعدید من الدول العربیة في المنطقة"، بسبب ما سمّاه "التدخلات بشؤون جیرانه، عداك عن تقديم نفسه مناصرًا للحركات الإسلامیة في الإقلیم".

الصمت الرسمي الأردني وعدم صدور موقف رسمي أثار الكثير من الشكوك والريبة حول رضا السلطات الأردنية عن مضمون المقال خلافًا لمقالات وتقارير صحفية محلية اعتبرتها عمّان مسيئة لدول شقيقة وصديقة.

كما أن نشر المقال في صحيفة "الغد" - قطاع خاص- والتي تعد الأقرب حاليًّا إلى الحكومة والتي تروّج سياساتها ومواقفها إذ تم إسناد حقيبتين وزرايتين إلى اثنين من أبرز كتابها هما وزيرة الإعلام الحالية جمانة غنيمات، ووزير الثقافة والشباب محمد أبو رمان، قد زاد من حجم التكهنات حول مستقبل العلاقة بين البلدين.

الوزير المومني الذي تربطه علاقة وثيقة بالأمريكيين وكان مرشحًا لتولي حقيبة وزارة الخارجية في حكومة عمر الرزاز، ويلتزم كثيرًا بقواعد اللباقة والدبلوماسية وباختيار الفاظه وعباراته وتصريحاته،  يعد انتقاده لأردوغان رسالة أردنية غير مباشرة لأنقرة، وفقاً لمراقبين.

وحظي المقال بتفاعل كبير بين رواد منصات التواصل الاجتماعي في الأردن، الذين تبانيت ردود أفعالهم بين مؤيد ومعارض إلى ما ذهب إليه الوزير السابق في تحليله حول مستقبل أردوغان السياسي على ضوء نتائج الانتخابات المحلية التركية.

وكانت الحكومة الأردنية فرضت رسومًا جمركية على السلع المستوردة من تركيا بعدما أبلغت الجانب التركي في شهر مايو (أيار) الماضي بوقف العمل باتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين البلدين.

ووقّع الجانبان اتفاقية شراكة لإقامة منطقة تجارة حرة في ديسمبر (كانون الأول) 2009، ودخلت حيّز التنفيذ في الـ 1 من مارس (آذار) 2011 .

وتشير الإحصاءات إلى أن الميزان التجاري بين البلدين يميل لصالح تركيا، فقد صدَّرت تركيا بضائع وسلعًا إلى الأردن خلال العام الماضي بقيمة 681 مليون دولار، مقابل واردات بقيمة 101 مليون دولار فقط.

وقرر الأردن لاحقًا وبشكل مفاجئ إلغاء الاتفاقية بدعوى أنها لم تحقق النتائج المرجوة للاقتصاد الأردني، على الرغم من نمو العلاقات الاقتصادية الأردنية - التركية في السنوات الأخيرة لتقترب من حاجز المليار دولار، وبلغت قيمة استثمارات تركيا في الأردن 2.2 مليار دولار.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com