شرق أوسط جديد يتشكل خارج السيطرة وسفارات أمريكية دون سفراء
شرق أوسط جديد يتشكل خارج السيطرة وسفارات أمريكية دون سفراءشرق أوسط جديد يتشكل خارج السيطرة وسفارات أمريكية دون سفراء

شرق أوسط جديد يتشكل خارج السيطرة وسفارات أمريكية دون سفراء

يعتقد كبير معلقي نيويورك تايمز، توماس فريدمان، أن "شرقًا أوسط جديدًا" يتشكل الآن على حطام أعمدة خمسة طالما كانت تحمل هذه المنطقة، وأن الشرق الأوسط الجديد، يختلف كليًّا عن ذاك الذي كان سائدًا أو مأمولاً في تسعينيات القرن الماضي.

وفي مقالة افتتاحية بعنوان "انتبهوا لأعمدة الشرق الأوسط المتهاوية"، قال فريدمان إن هذه المنطقة تتشكل الآن بقوة تويتر وليس بالدبلوماسيين الأمريكان، وبقوة البطالة أكثر منه بفعل الإرهاب، وبضغط هيجان الشوارع أكثر من إرادة زعماء القصور، وبقوة النساء أكثر منها بفعل الرجال.

وأضاف: "لا يبدو واضحًا أين تتجه الأمور لكن المؤكد هو أن الأعمدة التقليدية تتداعى".

6 سفارات أمريكية بدون سفراء

وسجل فريدمان أن السفارات الأمريكية التي كانت تتحكم بالمنطقة، يوجد منها الآن 6 دون سفراء، في  مصر وتركيا والعراق والإمارات العربية المتحدة والأردن والمملكة العربية السعودية. أما في تل أبيب فإن السفير محامي تفليسة سابق لدونالد ترامب ومشغول بحركة الاستيطان اليهودية.

القضية الفلسطينية

وأضاف فريدمان: "لطالما كانت القضية الفلسطينية والمفاوضات هي محرك النشاط الإقليمي باتجاه مشروع الدولتين. لكن هذا الأمر انتهى الآن، كون الجميع في الولايات المتحدة وإسرائيل مشغولين بمشروع الدولة الواحدة التي تضمن سيطرة إسرائيلية على الضفة الغربية والقدس الشرقية، بالتوازي مع نوع من أنواع الحكم الذاتي للفلسطينيين".

وعرض لوطأة البطالة على صناعة القرار في الشرق الأوسط، معطيًا بالأردن نموذجًا على ذلك، حيث 300 ألف شاب عاطل عن العمل في بلد 87% من أهله أعمارهم بين 18 – 39 سنة.

ومشيرًا إلى أن السودان والجزائر تعيشان الآن احتجاجات واسعة وكأنها نسخة ثانية من الربيع العربي، كما يقول.

الإعلام يتحرك الآن أفقيًا

أما العمود الرابع المتداعي في الشرق الأوسط فهو سلطة الإعلام التقليدي الذي كان يمثل قناة الاتصال من القمة إلى القاعدة. فالوضع الاتصالي الراهن انتقل إلى سلطة تويتر وفيسبوك وواتس آب، حيث أصبحت المعلومات تتحرك أفقيًا والناس يستخدمون أسماءهم الحقيقية حتى في تعميم الشتائم على المسؤولين.

واعتبر المقال سلطة الرجال بأنها العمود الخامس المتداعي في الشرق الأوسط؛ حيث أصبحت النساء هن اللواتي يتعلمن ويصنعن الأخبار بدرجة متزايدة.

إلى أين يتجه الشرق الأوسط؟

وللإجابة عن السؤال "إلى أين يتجه الشرق الأوسط"؟، نقل فريدمان عن نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق، مروان المعشر، قوله إن الربيع العربي 2011 كسر حاجز الخوف، ثم جاء انهيار أسعار النفط عام 2014 ليكسر سيطرة المال. ولذلك أصبح الشباب العربي يقولون: إن لم تستطع حكومتي أن تضمن لي الوظيفة، فلتترك لي أن أقول ما أشاء.

فريدمان سأل المعشر: "هل يعني ذلك أن الأردن - على سبيل المثال – أن ينتقل فورًا إلى الديمقراطية؟"، فأجاب: "لا. لكن يتوجب أن يكون هناك تقاسم أكبر للسلطة بين الحكومة والناس ومؤسسات المجتمع المدني. فليس بمقدورك أن تظل طويلاً تطلب من الناس أن يُضحوّا، لا يجدون وظائف حكومية أو دعمًا، ثم يقبلون بزيادة الضرائب بدون أن يكون لهم دور في حكم أنفسهم".

وانتهت رؤية فريدمان إلى التساؤل: "هل يعني ذلك أن الأخبار الجديدة كلها أخبار سيئة؟ مجيبًا بالقول: ليس بالضرورة.. على الأقل في الأردن".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com