حسرة إسرائيلية على استقالة نيكي هيلي من الأمم المتحدة
حسرة إسرائيلية على استقالة نيكي هيلي من الأمم المتحدةحسرة إسرائيلية على استقالة نيكي هيلي من الأمم المتحدة

حسرة إسرائيلية على استقالة نيكي هيلي من الأمم المتحدة

أثار إعلان المندوبة الأمريكية الدائمة في الأمم المتحدة نيكي هيلي استقالتها وقبول الرئيس دونالد ترامب هذه الاستقالة، الثلاثاء، ردود فعل في إسرائيل، غلب عليها الحسرة على مغادرة المسؤولة الأمريكية لمنصبها خاصة أنها برزت كمدافعة شرسة عن الدولة العبرية على مدار أكثر من عامين ونصف العام.

التعبير عن تلك الحسرة يمكن تتبعه عبر عشرات البيانات والتغريدات في "تويتر" من كبار المسؤولين في الحكومة والمعارضة وحتى الجيش الإسرائيلي.

وكانت هيلي استهلت توليها منصبها بإعلان، خلال مؤتمر لمنظمة يهودية في الولايات المتحدة، استعدادها لاستخدام حذائها ضد كل من يتطاول على إسرائيل في الأمم المتحدة.

ففي التاسع والعشرين من مارس/آذار 2017، قالت هيلي في المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك) في واشنطن: "زمن تقريع إسرائيل قد ولى، وأنا أرتدي حذاءً ذا كعب عال، ليس من أجل الموضة، ولكن لركل أي شخص يوجه انتقادًا لها".

وهيلي ذات أصول هندية، وُلدت لعائلة من السيخ عام 1972 باسم نيمراتا رانداوا، قبل أن تغير اسمها إلى نيكي هيلي، ودخلت عالم السياسة في سن مبكرة، وعملت في مجلس النواب الأمريكي بضع سنوات، قبل أن تصبح حاكمة لولاية كارولينا الجنوبية.

وكانت هيلي من أشد منتقدي ترامب، خلال حملته الانتخابية، في حين اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن تعيينها مندوبة لواشنطن في الأمم المتحدة رغم مواقفها الناقدة لترامب، كان محاولة من الرئيس المنتخب حديثًا للتصالح معها.

دفاع شرس

برزت هيلي كمدافع شرس عن إسرائيل في مؤسسات الأمم المتحدة، ومنذ إعلانها استقالتها، مساء الثلاثاء، لم تتوقف بيانات الشكر الإسرائيلية لهيلي على دعمها لإسرائيل، والتي امتزجت مع الحسرة على غيابها عن منبر الأمم المتحدة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في تصريح مكتوب: "أشكر السفيرة نيكي هيلي التي قادت نضالًا غير قابل للمساومة ضد النفاق الذي تمارسه الأمم المتحدة".

نتنياهو أضاف مخاطبًا هيلي: "كما أن شعب إسرائيل ممتن للدعم الراسخ من قبل الرئيس ترامب لصالح إسرائيل في المكتب البيضاوي، فإننا ممتنون للدعم الراسخ الذي قدمتيه لإسرائيل في الأمم المتحدة".

أما الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين فقال، في تصريح مكتوب: "كانت السفيرة هيلي مناصرة قوية للسياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط وإسرائيل، ولم تتراجع أبدًا عن دعمها لحقنا الواضح في الحفاظ على أمن منطقتنا"، على حد تعبيره.

وأضاف: "لقد قامت هيلي أكثر من مرة، من خلال التحدث بوضوح، بتمزيق ستار دخان السخرية الذي كان يخفي ما تفعله الأمم المتحدة والمنظمات الدولية".

وكتب السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة، داني دانون، مقالًا على شكل رسالة في صحيفة "يسرائيل هيوم" المقربة من الحزب الحاكم في إسرائيل، موجهة لهيلي.

وقال دانون: "لسنوات طويلة اعتدنا على اعتبار الأمم المتحدة منظمة لا تضم إلا الأكاذيب والتضليل وأنصاف الحقائق، لكن دخول السفيرة هيلي جاء بعهد جديد في أروقة المنظمة".

وأضاف دانون أن "التغيير الذي قادته هيلي في مجلس الأمن في مواجهة مشاريع قرارات إدانة إسرائيل أوقف عملية الدعم التلقائي للخطوات أحادية الجانب من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كما كان نداؤها للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، جزءًا من نشاطها المكثف لصالح دولة إسرائيل".

وانضم إلى نتنياهو وريفلين ودانون في توجيه الشكر لهيلي والحسرة على مغادرتها منصبها عدد من الشخصيات السياسية الأكثر يمينية في إسرائيل.

وكتب وزير التعليم وزعيم حزب "البيت اليهودي" اليميني الاستيطاني، نفتالي بنيت، في تغريدة عبر "تويتر": "العزيزة السيفرة نيكي هيلي نيابة عن شعب إسرائيل، شكرًا على كل ما فعلتيه من أجل إسرائيل، نحن لن ننسى".

واعتبر عضو الكنيست من حزب "الليكود" اليميني، الحاخام يهودا غليك، أن قرار هيلي بالاستقالة من منصبها "يفطر القلب".

خطوة نادرة

وفي خطوة نادرة كتب الجيش الإسرائيلي في حسابه على "تويتر": "شكرًا لك نيكي هيلي على خدمتك في الأمم المتحدة ودعمك الثابت الذي لا يتزعزع لإسرائيل والحقيقة، إن جنود الجيش الإسرائيلي يوجهون لك التحية".

لكن أيضًا في المعارضة الإسرائيلية تم إطلاق عبارات الثناء لهيلي على دعمها لإسرائيل في الأمم المتحدة.

وكتب زعيم حزب "هناك مستقبل" المعارض في حسابه على "تويتر": "نيكي هيلي هي صديق عظيم لإسرائيل وصوت مهم في الأمم المتحدة، لقد رفضت النفاق والانحياز في الأمم المتحدة من خلال الاقناع والوضوح، شكرًا لك نيكي هيلي".

وسائل الإعلام العبرية اعتبرت أيضًا استقالة هيلي خسارة لإسرائيل.

إذ قالت صحيفة" هآرتس" الإسرائيلية، الأربعاء: "بمغادرة هيلي للأمم المتحدة خسرت الجماعات المؤيدة لإسرائيل أكثر مسؤول يفضلونه في إدارة دونالد ترامب".

وأضافت: "لا أحد أكثر إنزعاجًا جرّاء استقالة هيلي، من إسرائيل".

ولفتت في هذا الصدد إلى أن 13 موقفًا مساندًا لإسرائيل في الأمم المتحدة اتخذتها هيلي منذ توليها لمنصبها في الأمم المتحدة.

وركزت الصحف العبرية على تبعات استقالة هيلي على الحزب الجمهوري قبل شهر من موعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في الولايات المتحدة.

أزمة ترامب

وقالت "هآرتس"، في هذا الصدد، إن استقالة هيلي في هذا التوقيت "تركت ترامب في أزمة؛ فهي مؤشر على صعوبة بقاء الحزب الجمهوري مسيطرًا في مجلسي النواب والشيوخ، خاصة في ظل تعيين بريت كافانو قاضيًا في المحكمة العليا الأمريكية رغم التهم التي وجهتها له سيدات بالاعتداء الجنسي عليهن".

أما "يديعوت أحرونوت" فتناولت استقالة هيلي بالتحليل وقالت إن "قرارها جاء نتيجة لتهميشها من قبل إدارة ترامب بعد تعيين مايك بومبيو وزيرًا للخارجية وجون بولتون مستشارًا للأمن القومي قبل ستة أشهر تقريبًا.

وأضافت الصحيفة العبرية أن العلاقة بين هيلي من جهة وبومبيو وبولتون من جهة أخرى، كانت متوترة لدرجة أنها لم تبلغ أيًّا منهما نيتها الاستقالة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com