منظمة مجاهدي خلق.. كابوس يؤرق النظام الإيراني
منظمة مجاهدي خلق.. كابوس يؤرق النظام الإيرانيمنظمة مجاهدي خلق.. كابوس يؤرق النظام الإيراني

منظمة مجاهدي خلق.. كابوس يؤرق النظام الإيراني

باتت منظمة مجاهدي خلق المعارضة أكبر فصيل سياسي إيراني معارض يؤرق نظام الملالي سواء في الداخل أو الخارج، المنظمة التي تأسست عام 1965 كحركة مناهضة لنظام الشاه محمد رضا بهلوي، وساندت الثورة التي قادها الراحل روح الله الخميني، لكنه اختلفت مع الأخيرة في نظام الحكم وإدارة البلاد.

ولجأت المنظمة إلى العمل المسلح وتنظيم صفوفها وقامت كما تقول السلطات الحكومية بتنفيذ العديد من عمليات الاغتيال ضد كبار المسؤولين ورجال الدين في بداية الثورة.

وعشية انعقاد المؤتمر السنوي العام للمقاومة‌ الإیرانیة‌ المرتقب في 30 حزیران الجاري بالعاصمة الفرنسية باریس، تعالت أصوات الحكومة في طهران مطالبة السلطات الفرنسية بمنع انعقاد مثل هذا المؤتمر الذي تشارك فيها شخصيات سياسية غربية وعربية لدعم تحرير الشعب الإيراني من سلطة الملالي.

ووجهت طهران في مارس الماضي، أصابع الاتهام إلى منظمة مجاهدي خلق بتحريك الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في 28 من ديسمبر (كانون الأول الماضي) ضد النظام ورفعت شعار إسقاط سلطة المرشد علي خامنئي.

وفي مثل يوم الأربعاء 20 يونيو عام 1981 وقع تفجير مدو في المقر الرئيسي للحزب الجمهوري الإسلامي في طهران، أثناء اجتماع لقادته، لقي ثلاثة وسبعون مسؤولًا بالحزب مصرعهم، ومن بينهم قاضي القضاة آية الله محمد بهشتي،الذي يعد المساعد الأول للخميني، فيما أصيب المرشد علي خامنئي بجروح خطيرة أدت إلى إعاقة يده اليمنى.

حضور دولي

وتعد "مجاهدي خلق" من الجماعات السياسية التي تشكل خطرًا وقلقًا على نظام طهران بسبب نفوذها في الداخل وتواصلها مع بعض المسؤولين والناشطين الإيرانيين، كما أنها ساهمت بنشر تقارير ووثائق عن المواقع النووية السرية الإيرانية التي ساعدت فيها المجتمع الدولي والقوى الغربية على تشديد العقوبات ضد إيران في الأعوام الماضية.

وللمنظمة جناح عسكري قوامه نحو 4000 مقاتل مدربين على حرب الشوارع يقيمون حاليًا في ألبانيا عقب نقلهم عام 2012 من العراق، وقد تمكنوا خلال الحرب العراقية الإيرانية من السيطرة على بعض المناطق ومنها مدينة كرمنشاه غرب البلاد التي كانت تعد المعقل الرئيسي للمنظمة بسبب وجود جمهور كبير لها.

وكان نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين سمح لمنظمة مجاهدي خلق بالإقامة في معسكر أشرف بهدف مساندته في حربه ضد إيران (1980-1988).

ولهذه المنظمة حضور دولي في الساحة السياسية، كما أنها تتحرك وفق رؤية إسقاط النظام وتشكيل نظام ديمقراطي بعيدًا عن القوميات والطوائف، على خلاف باقي الجماعات المعارضة كالمعارضة البلوشية السنية والأحوازية العربية التي تصر على إقامة حكومات قوميات مستقلة بعيداً عن هيمنة القومية الفارسية.

إحراج النظام

ودعت السلطات الإيرانية، في 10 من يونيو الجاري، الحكومة الفرنسية، لمنع إقامة المنظمة من إقامة مؤتمر لها في العاصمة باريس.

وقال رئيس جمعية الصداقة البرلمانية الإيرانية الأوروبية كاظم جلالي، إنه "بعث رسائل احتجاج إلي نظرائه في البرلمان الأوروبي والبرلمان الفرنسي ومجلس الشيوخ الفرنسي للسماح بإقامة اجتماع لمنظمة مجاهدي خلق المعارضة في أوروبا"، والتي تصفها طهران بأنها "منظمة إرهابية".

وطالب جلالي السلطات الأوروبية إلى ضرورة فهم حقيقة هذه الجماعة التي أكدت تورطها في اغتيال علماء نوويين إيرانيين في الأعوام الماضية، مضيفًا أن النسبة الأكبر من عمليات الاغتيال التي جرت في إيران كانت على يد منظمة مجاهدي خلق.

واعتبر المسؤول الإيراني إن التحركات الدعائية التي يقوم بها عناصر منظمة مجاهدي خلق على الأراضي الفرنسية تتعارض مع العلاقات الثنائية بين إيران وفرنسا.

حراك مستمر

وترى زعيمة منظمة مجاهدي خلق مريم رجوي، أن المجلس الوطني للمقاومة الإیرانیة هو البديل الديمقراطي لنظام الملالي، مؤكدة أن "الاحتجاجات مستمرة حتى إسقاط هذا النظام".

وتركز المنظمة في مساعيها على الطبقة المثقفة والناشطة في إيران، فيما يستغل النظام الفقراء في استمرار وجوده عبر الأيديولوجية التي تجلت بشكل واضح عقب انتصار الثورة في السياسات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.

وتحجب السلطات الإيرانية جميع النوافذ الإعلامية التابعة للمعارضة بالخارج خصوصًا التي تمولها منظمة مجاهدي خلق، لكن طبقة واسعة من الإيرانيين لا يزالون يتواصلون مع المنظمة بشتى أنواع الوسائل المتاحة.

ويمكن أن تقود تهمة التواصل والتعاون مع منظمة مجاهدي خلق، الأشخاص إلى الإعدام أو السجن المؤبد، باعتبار أن المنظمة جماعة إرهابية كما تزعم طهران.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com