مهاتير محمد.. الطبيب التسعيني العائد للحكم من بوابة المعارضة
مهاتير محمد.. الطبيب التسعيني العائد للحكم من بوابة المعارضةمهاتير محمد.. الطبيب التسعيني العائد للحكم من بوابة المعارضة

مهاتير محمد.. الطبيب التسعيني العائد للحكم من بوابة المعارضة

بعد 15 عامًا على ترك السلطة، يعود الزعيم السياسي الماليزي مهاتير محمد إلى الواجهة مجددًا، لكن هذه المرة عبر بوابة المعارضة؛ بعدما أعلن رسميًا عن فوز تحالف "الأمل" الذي يرأسه في الانتخابات التشريعية، أمس الأربعاء.

وبعودته لرئاسة الحكومة يكون مهاتير هو رئيس الوزراء الأكبر سنًا في العالم، إذ إنه سيبلغ عامه الثالث والتسعين في يوليو المقبل.

طبيب النهضة

يشار إلى مهاتير محمد، الذي تخرج في كلية الطب فيما عرف لاحقًا بجامعة سنغافورة الوطنية سنة 1953، على أنه الأب الروحي للنهضة الاقتصادية في ماليزيا، إذ شهدت فترة توليه رئاسة الحكومة لمدة 22 عامًا تحولاً جذريًا لاقتصاد ماليزيا من دولة زراعية تعتمد على تصدير المواد الأولية إلى دولة صناعية وإحدى التجارب الناجحة في منطقة جنوب شرق آسيا.

بدأ مهاتير حياته السياسية في العام 1964 حين انتخب عضوًا في البرلمان عن منطقة "كوتا سيتار سيلاتان"، لكنه برز أكثر في العام 1970 حين أصدر كتابه "معضلة الملايو" الذي انتقد فيه بشدة شعب المالايو واتهمه بالكسل والرضا بأن تظل بلاده دولة زراعية متخلفة دون محاولة تطويرها، وقد أدت اللهجة الحادة للكتاب بالحزب الحاكم آنذاك إلى منع تداوله.

تدرج محمد في المناصب السياسية، عقب انضمامه لحزب "المنظمة الوطنية الماليزية المتحدة" في 1972، ليتبوأ مناصب وزير التعليم ثم نائب رئيس الوزراء ثم وزير التجارة والصناعة.

رئاسة الوزراء

خلال المناصب المتعددة التي شغلها، لم يستطع مهاتير تنفيذ أفكاره "الإصلاحية" بشكل جذري، لكن الفرصة واتته في العام 1981 حين تولي رئاسة الوزراء، عقب استقالة الرئيس آنذاك حسين أون، ليصبح أول رئيس وزراء ينتمي إلى طبقات الشعب الفقيرة منذ استقلال ماليزيا عن بريطانيا في 1957؛ إذ كان سابقوه جميعهم ينتمون إما للأسرة الملكية أو أسر النخبة الماليزية الغنية.

دشن مهاتير محمد خلال فترة حكمه التي امتدت لـ22 عامًا مجموعة من السياسات استطاع من خلالها جعل ماليزيا أحد أفضل بيئات الاستثمار في جنوب آسيا، حسب دراسات البنك الدولي، وقد توجه للاستفادة من التجارب الناجحة في محيط بلاده الجغرافي لاسيما اليابان وكوريا الجنوبية، قائلاً إن حكومته "أدركت تمامًا أهمية اعتناق قيم العمل السائدة في اليابان وكوريا التي تقوم أساسًا على الانضباط الشديد والإخلاص التام لجهة العمل، والحرص على اختيار المديرين ليكونوا قدوة لموظفيهم".

بفضل تلك السياسات تحولت ماليزيا من دولة زراعية تعتمد على إنتاج وتصدير المواد الأولية، خاصة القصدير والمطاط، إلى دولة صناعية متقدمة يسهم قطاعا الصناعة والخدمات فيها بنحو 90% من الناتج المحلي الإجمالي، وكان من نتيجة ذلك ارتفاع معدل دخل الفرد وتراجع الفقر والبطالة في البلاد.

التقاعد والعودة

اختار مهاتير محمد التقاعد الطوعي ليخلفه عبد الله بدوي في رئاسة الوزراء في نوفمبر من العام 2003، وقد ظل بعيدًا عن أضواء السياسة فترة طويلة قبل أن يعلن عن عودته مجددًا في العام 2017 بعد تشكيل حزبه بيرساتو (اتحدوا).

استطاع حزب مهاتيرأن يتفق مع أطراف المعارضة الرئيسية على قاعدة العدو المشترك، ليشكل تحالفًا مع حزب المعارض البارز أنور إبراهيم، المحبوس بتهم الفساد والمثلية الجنسية، والذي تذكر كثير من التقارير أن مهاتير نفسه كان السبب في سجنه عندما كان في منصب رئيس الوزراء.

وحول هدف العودة، كان محمد قد قال، في تصريحات سابقة، إن عودته للأضواء السياسية ينحصر هدفها في الإطاحة بالرئيس الحالي نجيب عبد الرزاق، موضحًا: "أعتقد أنها مهمة يجب القيام بها، ولا أستطيع أن أقبل أن يُدمّر هذا البلد من قبل أنانيين لا يفكرون سوى بسرقة ماله".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com