قوات أوكرانية
قوات أوكرانيةأ ف ب

التحول في الدعم الغربي لأوكرانيا.. كيف يؤثر على مسار الحرب؟

تدخل الحرب الروسية الأوكرانية مرحلة جديدة تحت تأثير تحول نوعي في الدعم العسكري الغربي، ويرى خبراء أن الغرب بات يتخذ سياسة جديدة واضحة في دعمه المقدم، برفع مدى الصواريخ التي يزود بها كييف، معتبرين أن التوجه الحالي عنوانه "رفق السقف" وتجاوز الخطوط الحمراء.

وبدأت القوات الأوكرانية بقصف شبه جزيرة القرم بصواريخ "أتاكمز" الأمريكية بعيدة المدى التي زودتها بها الولايات المتحدة الأمريكية في الآونة الأخيرة.

وأشار الإعلام الأوكراني إلى أن جيش البلاد استهدف 3 قواعد للدفاع الجوي الروسي في شبه جزيرة القرم بالصواريخ دفعة واحدة.

وأقرت وزارة الدفاع الروسية بالهجوم، وقالت إن الدفاعات الجوية الروسية تمكنت من إسقاط 6 صواريخ "أتاكمز"، دون أن تحدد مكان إسقاطها بالضبط.

وعلى صعيد متصل، قال وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس، في مقابلة مع صحيفة "تايمز البريطانية" إن إيطاليا ستزود أوكرانيا بصواريخ ستورم شادو بعيدة المدى.

ويتراوح مدى صواريخ "ستورم شادو" التي طورتها بريطانيا وفرنسا ما بين 250 و500 كيلومتر.

وبالإضافة إلى إيطاليا، تقوم المملكة المتحدة وفرنسا بتزويد كييف بأسلحة مماثلة.

ولم يحدد شابس عدد الصواريخ التي ستنقلها إيطاليا إلى أوكرانيا، كما لم تعلن روما بعد قرارها بنقل القذائف.

صواريخ بعيدة المدى

ويرى الخبير في الشؤون العسكرية أوليغ كوستيوتشينكو، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن الغرب بات يتخذ سياسة جديدة واضحة تجاه أوكرانيا وتحديدًا برفع مدى الصواريخ التي يزود كييف بها، مشيرًا إلى أن هذه السياسة ناجمة عن التقدم الروسي الملحوظ على الجبهة مقابل تراجع وتقهقر أوكراني.

وقال إنه "يبدو أننا متجهون لمرحلة جديدة تسمّى رفع السقف، وتجاوز الخطوط الحمراء التي وضعت بداية الحرب".

وأضاف: "إذا عدنا إلى الوراء قليلاً فإنا نجد أن الغرب، أو معظم الدول الغربية كألمانيا مثلاً، كانت تشدد على عدم إرسال أسلحة تدفع للمزيد من التوتر، وحينها اكتفت برلين بتزويد أوكرانيا بمعدات خفيفة ووسائل طبية".

وتابع: "أما الآن فقد اختلفت المعايير، ويحاول الغرب بكل طاقته تزويد كييف بما يقدر عليه، وإذا فشلت مساعيه فقد نمر بمرحلة يكون فيها السقف أعلى ومدى الصواريخ يتجاوز الـ 500 كيلومتر التي سيزود بها الغرب، اليوم، الجيش الأوكراني".

الصواريخ يجب أن تسقط دفعة واحدة لإحداث دمار كبير
أوليغ كوستيوتشينكو، خبير عسكري

وحول نجاعة هذه الصواريخ نوَّه كوستيوتشينكو أنه "بالتأكيد، سيكون لها أثر لكنه محدود"، بحسب رأيه.

وأوضح أن "الصواريخ المرسلة سواء أتاكمز أو ستورم شادو المطورة هي أسلحة متوسطة التأثير التدميري. وللوصول إلى نتيجة مؤذية للطرف الآخر نتحدث عن عشرات الصواريخ التي يجب أن تسقط دفعة واحدة لإحداث دمار كبير إذا قلنا إن الهدف هو قاعدة عسكرية أو مركز قيادة".

وأضاف: "كل هذا ونحن لم نتحدث بعد عن قوة الدفاعات الجوية الروسية التي تستطيع تصيّد هذه الصواريخ بسهولة"، بحسب تأكيده.

وخلُص الخبير إلى القول إنه "بعد مدة سيعيد السؤال نفسه مرة أخرى كما حدث مع القذائف التي جف توريدها لكييف بسبب أزمات إنتاجية في أوروبا، وهو: هل سيكون مصير الصواريخ كالقذائف؟ هذا ما يجب على الغرب، ومعه كييف، الإجابة عنه".

موقف إيطاليا

من جهته علّق الباحث في الشؤون الأمنية والإستراتيجية ميخائيل أريستوف، على دخول إيطاليا على خط توريد صواريخ بعيدة المدى لأوكرانيا، أو ما وصفه بـ "دخول روما اللعبة في أوكرانيا".

وقال إن ذلك "يأتي لسبب واحد هو القرار الروسي بنقل أصول شركة أريستون الإيطالية التي كانت تعمل في روسيا إلى ملكية شركة غازبروم الروسية الحكومية"، منوهًا إلى أن هذه الشركة تعمل في روسيا منذ 19 عامًا تقريبًا".

وتابع: "يبدو أن هذا القرار أزعج إيطاليا جدًا، لذلك بدأت التسريبات حول تزويد كييف بالصواريخ بعيدة المدى، لكن هذا التصرف يدل على أن الغرب لا يزود أوكرانيا محبة بها بل للعداء التاريخي التي تحمله هذه الدول بذهنها اتجاه روسيا"، بحسب رأيه.

تدوير المواقف

وأشار الباحث في حديثه حول السياسة الغربية إلى أن "الغرب يلعب وفق تدوير المواقف، بمعنى أن ألمانيا تزود بنوع معين من السلاح، وبريطانيا تتولّى نوعًا آخر وهكذا".

وأشار إلى أن ذلك بهدف ألا يكون الثقل موضوعًا على كاهل دولة واحدة، "وبهذه الطريقة يشتت قدرة روسيا على توجيه ردٍ محكم على دولة معينة".

وأوضح أن "روسيا تعي تمامًا ما يقوم به الغرب، ودائمًا يكون ردها في ساحة المعركة".

وخلُص الباحث أريستوف إلى القول إن "كل تصرف غربي سيكون هناك رد روسيا عليه، وإن إرسال صواريخ ستورم شادو متطورة إلى كييف سيظهر الرد عليه قريبًا".

أخبار ذات صلة
هل يُسعف الغرب أوكرانيا بأنظمة "باتريوت" للدفاع الجوي؟

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com