وسط تحركات مكثفة.. هل تنجح ألمانيا في كسر الجمود السياسي في ليبيا؟

وسط تحركات مكثفة.. هل تنجح ألمانيا في كسر الجمود السياسي في ليبيا؟

يقود السفير الألماني لدى ليبيا، ميخائيل أونماخت، تحركات مكثفة وسط تكهنات واسعة بأن ذلك يأتي تمهيدا لعقد مؤتمر برلين 3 لكسر الجمود السياسي والعسكري الذي تعرفه ليبيا.

وقبل يومين، التقى أونماخت رئيس البرلمان الليبي، عقيلة صالح، حيث بحث الطرفان صياغة القاعدة الدستورية وإيجاد حل سياسي قائم على جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة عبد الله باتيلي لتحقيق تطلعات الشعب الليبي في الوصول للانتخابات" بحسب تغريدة للسفير الألماني على "تويتر".

ألمانيا تحاول قدر الإمكان جمع الفرقاء على اتجاه واحد للتوافق حول خريطة طريق واضحة.
الدبلوماسي الليبي السابق عثمان البدري

وجاء هذا اللقاء بعد لقاء مماثل جمع أونماخت مع قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر في مدينة بنغازي الواقعة شرق ليبيا تناولت تطورات الوضع السياسي.

حيال ذلك، قال الدبلوماسي الليبي السابق، عثمان البدري، إن "التحركات الدبلوماسية الألمانية التي يقودها السفير لافتة للغاية وتحظى بتزكية كل الفرقاء في ليبيا، فالدور الألماني في ليبيا هو دور إيجابي خاصة أن ألمانيا تُحاول مسك العصا من المنتصف وليس لها أي ميول لأي طرف من الأطراف بل بالعكس كل المؤتمرات واللقاءات التي حدثت في برلين 1و2 كانت محايدة".

وأضاف البدري في تصريح لـ "إرم نيوز" أن "ألمانيا تحاول قدر الإمكان جمع الفرقاء على اتجاه واحد للتوافق حول خريطة طريق واضحة، وبكل تأكيد ألمانيا تتبنى مقاربة تهدف إلى تحقيق الاستقرار في ليبيا، كما ترى في أن ليبيا قد تكون مكانا واعدا لاستثمارات ألمانية ضخمة".

من المستبعد أن يتم عقد مؤتمر برلين في نسخة جديدة، ولا يوجد مبررات لعقد هذا المؤتمر، علاوة على أنه في برلين 1و2 كانت روسيا حاضرة بقوة.
المحلل السياسي محمد محفوظ

وتابع قائلا: "في السابق كانت هناك العديد من الشركات الألمانية التي تشتغل في ليبيا وكان لديها مشاريع كبيرة، ففي اعتقادي الألمان قد يكونون الطرف الأوروبي الوحيد الذي ينال موافقة كل الأطراف الليبية، ولا يوجد أي طرف قد يبدي معارضة للدور الألماني".

ونوه البدري إلى أنه "بالإمكان التعويل على الدور الألماني لحل المشكلة الليبية وغير مستبعد بالفعل أن نرى مؤتمر برلين في نسخة ثالثة، وكل الأطراف في اعتقادي سترضى بالمشاركة خاصة أن اللقاءات والمؤتمرات مسألة مريحة للأطراف الموجودة في الساحة الليبية الآن للاستفادة من الوقت والمحادثات".

لا تأثير

لكن المحلل السياسي، محمد محفوظ، لا يشاطر البدري في رأيه حيث يقول إن "إذا ما حللنا التحركات الإقليمية والدولية إزاء الأزمة الليبية نجد أن دولا أكثر حركة ونشاطا من السفير الألماني وألمانيا عموما".

تحركات السفير الألماني تندرج في سياق هذه المحاولات لوضع بصمة في الملف الليبي، لكن من المستبعد أن يكون لهذه التحركات أثر.
المحلل السياسي محمد محفوظ

وأردف محفوظ في تصريح لـ"إرم نيوز" قائلا: "في اعتقادي من المستبعد أن يتم عقد مؤتمر برلين في نسخة جديدة، ولا توجد مبررات لعقد هذا المؤتمر، علاوة على أنه في برلين 1و2 كانت روسيا حاضرة بقوة وكان يمثلها الرئيس فلاديمير بوتين".

واستدرك: "لكن اليوم هناك توتر كبير جراء الحرب في أوكرانيا لذلك لن يكون لهذا الاجتماع أي جدوى في غياب روسيا، وكل طرف إقليمي يحاول اليوم وضع بصمته في الوضع الليبي".

أخبار ذات صلة
ليبيا.. المجلس الأعلى للدولة يتمسك برفض شروط البرلمان

وأكد أن "تحركات السفير الألماني تندرج في سياق هذه المحاولات لوضع بصمة في الملف الليبي، لكن من المستبعد أن يكون لهذه التحركات أثر خاصة أن ألمانيا ليس لها أطراف تدعمها على الأرض تملك السلاح وتتحكم في صنع القرار.. بالتالي يظل هذا الدور يسمح لألمانيا بأن تقود دور الوساطة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com