"أزمة صامتة" تعصف بـ"إخوان المغرب".. هل بات بنكيران عبئًا سياسيًا عليهم؟

يعيش حزب "العدالة والتنمية" المغربي (إخوان)، على وقع انقسام داخلي جديد، بسبب الغضب المتزايد ضد الأمين العام للحزب عبدالإله بنكيران. 

ونقلت صحيفة "الأحداث المغربية" عن مصادر مطلعة، قولها إن هناك "أزمة صامتة" داخل ردهات الحزب دفعت بعض قادة "العدالة والتنمية" إلى مقاطعة اجتماعات الأمانة العامة والتي يترأسها بنكيران. 

ووفق المصدر ذاته، يسود عدم الرضا في صفوف "العدالة والتنمية" (معارض) من طريقة تدبير بنكيران للحزب.

من جهته، أكد مصدر حزبي لـ"إرم نيوز"، أن "العدالة والتنمية يمر بمرحلة فتور؛ بسبب عدم قدرته على التأثير من داخل قبة البرلمان، وتوالي الهزائم في الانتخابات الجزئية الأخيرة".

وأضاف المصدر أن هذا "الجو السلبي" انعكس على اجتماعات الأمانة العامة التي يترأسها بنكيران، الشيء الذي دفع هذا الأخير إلى التلويح بالمغادرة في مناسبات عديدة.

تصدير للأزمة؟

وفي تعليقه على هذه الأنباء والتي أثارت الكثير من التساؤلات في الأوساط السياسية، قال عبدالعزيز أفتاتي، القيادي البارز في حزب "العدالة والتنمية"، إن حزبه مستقر في المرحلة الحالية، متهمًا من وصفهم بـ"البنية العميقة" (دون ذكر اسمها) بالترويج للمغالطات لـ"تصدير الأزمة".

وأضاف أفتاتي في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "الاختلاف في الرؤى بين أعضاء الحزب هو أمر وارد لكنه لا يفسد للود قضية"، مشددًا على أن "هيئات الحزب وقادته يملكون الجرأة للحديث إلى وسائل الإعلام، كما لا تُمارس عليهم أية ضغوط، وبالتالي إذا كانت هناك مقاطعة للاجتماعات سيصرحون بذلك"، وفق تعبيره.

وتابع: "البنية العميقة عندما لم تجد إجابات للتساؤلات التي يطرحها أفراد المجتمع بدأت تختلق الأعذار"، لافتًا إلى أن هذه البنية لم تكشف على سبيل المثال "عن أسباب رفض تضريب شركات المحروقات في البلاد"، وذلك في إشارة إلى رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش.

وتوجه الانتقادات لأخنوش، لكونه يمتلك أكبر شركة لتوزيع المحروقات في السوق المغربية "أفريقيا"، حيث يعتبره جزءًا كبيرًا من المغاربة المستفيد الأكبر من ارتفاع أسعار المحروقات وذلك بعد رفضه تقليص هامش الربح.

 بنكيران يتحول إلى عبء

من جهته، اعتبر المحلل السياسي عبدالفتاح الحيداوي، المهتم بالحركات الإسلامية، أن الأمين العام لحزب "العدالة والتنمية" عبدالإله بنكيران، "بات يشكل عبئًا على هذا التنظيم السياسي".

وأبرز الحيداوي في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "الخطأ الكبير الذي وقع فيه العدالة والتنمية خلال السنوات الماضية، أنه قام بشخصنة الأمور، حيث أضحى الأمين العام عبدالإله بنكيران هو رمز الحزب، وبات غير قادر على تجاوز فترته الذهبية والتي وصل خلالها العدالة والتنمية إلى السلطة (2012 – 2016) لأول مرة في تاريخه".

وأشار إلى أن طريقة تدبير بنكيران للحزب "كلاسيكية وتتسم بالشعبوية"، كما يغيب عنها الإبداع والنفس الجديد الذي تطالب به جُل الأصوات في الحزب.

وشدد على أن عدم تجديد الخطاب السياسي، خاصة بعد الاصطفاف في المعارضة ولّد حالة من الإحباط، ظهرت ملامحها في تقارير إعلامية.

وتوقع المتحدث أن "يشهد الحزب هزات إذا لم يتدخل بسرعة لاحتواء الأمر"، وفق تقديره.

وكان بنكيران، الرجل المثير للجدل، قد عاد إلى زعامة "العدالة والتنمية" من باب مؤتمر استثنائي وبأغلبية ساحقة، خلفًا لسعد الدين العثماني، شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2021، وعلقت آنذاك قيادات كثيرة آمالها على بنكيران لإعادة وهج حزب "المصباح" (رمز العدالة والتنمية) من جديد.