محللون: إخوان ليبيا يعرقلون التفاهمات حول النفط لخدمة المصالح التركية
محللون: إخوان ليبيا يعرقلون التفاهمات حول النفط لخدمة المصالح التركيةمحللون: إخوان ليبيا يعرقلون التفاهمات حول النفط لخدمة المصالح التركية

محللون: إخوان ليبيا يعرقلون التفاهمات حول النفط لخدمة المصالح التركية

رأى متابعون للشأن الليبي أن إخوان ليبيا يسعون لعرقلة التفاهمات حول النفط لخدمة المصالح التركية في المنطقة، ولفرض أنفسهم طرفا فاعلا في المشهد السياسي في ليبيا بعد استقالة رئيس حكومة الوفاق فائز السراج المرتقبة نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وأطلق إخوان ليبيا خلال الساعات الأخيرة حملة ضد الاتفاق الأخير بشأن استئناف وتصدير إنتاج النفط، الذي تم التوصل إليه مع القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر.

و أعلن رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، خالد المشري عن رفضه المطلق للاتّفاق،الذي وصفه بأنه "مخالف للمبادئ الحاكمة بالاتفاق السياسي والقوانين المعمول بها"، وفق تعبيره.



في المقابل، قال الناطق باسم القيادة العامة للجيش الوطني الليبي، أحمد المسماري، إن إنهاء الإغلاق النفطي جاء بموجب اتفاق تم التوصل إليه مع معيتيق.

ورأى مراقبون أن قرار استئناف تصدير إنتاج النفط، أربك إخوان ليبيا لأنه سحب من أيديهم ورقة مهمة، كثيرا ما حاولوا توظيفها في معاركهم السياسية، معتبرين أنهم يسعون إلى تقديم أنفسهم كبديل عن حكومة الوفاق وضامنين للمصالح التركية وللاتفاقات الكثيرة التي وقعتها حكومة الوفاق مع أنقرة، لا سيما في مجال التنقيب عن النفط واستغلاله.

وبحسب تقارير صحفية محلية فإن الحوار القائم بين الفرقاء الليبيين بشأن توزيع عوائد النفط بشكل عادل فشل في تحقيق غاياته بسبب تمسك ممثلي "إخوان ليبيا" بموقفهم من المسألة وتعبيرهم عن الحرص على مصالح "الشركاء الأجانب" ممن لهم علاقة باستخراج وتصدير النفط، في إشارة ضمنية إلى الأتراك.

واعتبر المحلل السياسي محمد صالح العبيدي، في تصريحات لـ "إرم نيوز"، أن "التصريحات الأخيرة لقيادات الإخوان في ليبيا أظهرت حرصا على ضمان المصالح التركية أكثر من حرصها على ضمان الاستقرار في الداخل الليبي وتقاسم الثروات بشكل عادل بين مكونات الشعب الليبي"، بحسب قوله.



وأشار العبيدي إلى تصريحات رئيس حزب العدالة والبناء الليبي، الذي يمثل الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، محمد صوان، التي أبدى فيها رفضه الاتفاق النفطي المعلن الجمعة، وطالب في مقابل ذلك "بضرورة الحفاظ في أي تسوية سياسية ليبية على مصالح الدول الشريكة في المجال الجيوسياسي"، وذلك في إشارة واضحة إلى تركيا.

وأكد العبيدي أن "إخوان ليبيا يعيشون حالة إرباك بسبب قرار الجيش الليبي استئناف إنتاج وتصدير النفط، معتبرا أنهم يخشون من أن يتم إقصاؤهم أو تحجيم دورهم في مرحلة ما بعد السراج لذلك يعملون على توظيف نقاط القوة لديهم وعلى فرض شروطهم للبقاء في صدارة المشهد السياسي في ليبيا".

ومن جانبه، رأى الخبير في الشأن الليبي مختار اليزيدي أن "استخدام إخوان ليبيا النفط كورقة ضغط لمساومة شركائهم السياسيين في مفاوضات المرحلة الانتقالية القادمة يعكس حالة القلق التي أصابت هذا الفصيل السياسي بعد إعلان السراج نيته الاستقالة مع نهاية الشهر المقبل.



وأوضح اليزيدي في تصريحات لـ "إرم نيوز" أن "إخوان ليبيا يدركون أن هناك توجها في ليبيا إلى خلق مشهد سياسي جديد يستبعد الوجوه المستهلكة والتي أثبتت فشلها في إدارة الشأن العام في البلد طوال السنوات الماضية التي أعقبت اتفاق الصخيرات"، مضيفا أن "هناك اليوم مخاوف جدية من ممثلي الإسلام السياسي في ليبيا من أن يتم استبعادهم ونسف مصالحهم تنفيذا لهذا التوجه".

بدوره، اعتبر المحلل السياسي مصطفى العابدي في تصريحات لـ "إرم نيوز" أن "إبداء الإخوان في ليبيا حرصهم على تبوء مكانة في المشهد السياسي لا يعكس رغبة في أن يكونوا طرفا في البناء السياسي في المرحلة المقبلة بل هو إعلان نوايا عن الاستعداد ليكونوا حراسا للمصالح التركية في ليبيا".

وأوضح العابدي أن "ملامح مرحلة ما بعد السراج والتفاهمات التي يراد لها أن تحصل لتسوية ملف النفط وعوائده باتت تزعج الإخوان في ليبيا بشكل واضح، لأن أي توصل لاتفاق يقضي بسيطرة الدولة على عوائد النفط وتوزيعها بشكل عادل يمثل ضربة للميليشيات الموالية للإخوان، والتي دأبت على نيل نصيبها من هذه العوائد لدعم نشاطاتها العسكرية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com