بعد اتفاق وقف إطلاق النار..هل قررت تركيا التخلي عن السراج والتقرب من باشاغا؟
بعد اتفاق وقف إطلاق النار..هل قررت تركيا التخلي عن السراج والتقرب من باشاغا؟بعد اتفاق وقف إطلاق النار..هل قررت تركيا التخلي عن السراج والتقرب من باشاغا؟

بعد اتفاق وقف إطلاق النار..هل قررت تركيا التخلي عن السراج والتقرب من باشاغا؟

يرى مراقبون للوضع السياسي والعسكري في ليبيا أن الموقف التركي من حكومة الوفاق بدأ يميل نحو البحث عن "حليف أكثر ولاء" بعد إعلان رئيس الحكومة فايز السراج التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع رئيس البرلمان عقيلة صالح.

كما يؤكد المراقبون أن تركيا باتت تسعى إلى خلق معادلة سياسية جديدة في ليبيا لتثبيت نفوذها عبر المراهنة على وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا، الذي يُنظر إليه على أنه "رجل تركيا" في المرحلة المقبلة، ما يفسّر التطورات المتسارعة التي تشهدها العلاقات بين باشاغا ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج.

ويقول المراقبون إن هناك تغيرا لافتا في الموقف التركي من حكومة السراج بعد اتفاق وقف إطلاق النار، وهو ما أشارت إليه تقارير إخبارية إيطالية تحدثت عن مسعى تركي لتمكين باشاغا والمراهنة عليه لقيادة المرحلة القادمة والتخلي تدريجيا عن السراج.



وذكرت صحيفة "فورميكي" الإيطالية في تقرير أن أنقرة قدمت الحماية السياسية والعسكرية لحكومة الوفاق، ولكن يبدو أنها تطلب حاليا ثمنا لهذا الدعم وهو إنشاء قاعدتين عسكريتين، وبسط النفوذ عبر شواطئ البحر الأبيض المتوسط، مشيرة إلى أن باشاغا قد يكون الرجل الأكثر ولاء لأنقرة والأكثر قابلية لتنفيذ المشروع التركي بعد أن بدأ السراج "يطلب نوعا من الاستقلالية".

ووصف تقرير لموقع "غلوباليست" الإيطالي، من جانبه، باشاغا بـ "الشخصية الصاعدة" في طرابلس وبأنه "رجل مصراتة" الذي يحظى بدعم واسع من أنقرة لتقويته، وتنصيبه خليفة للسراج.

وفي هذا السياق، أكد المحلل المتخصص في الشأن الليبي محمد النالوتي لـ "إرم نيوز" أن العلاقة بين تركيا وباشاغا توطدت بشكل ملحوظ في المدة الأخيرة، وليس أدلّ على ذلك من الزيارة اللافتة لباشاغا إلى أنقرة والتي تواصلت عشرة أيام كاملة، وكانت بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير"، وعجّلت بقرار المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق إيقاف باشاغا وإحالته على التحقيق.

وأضاف النالوتي أن "الأتراك لا يخفون اليوم مساعيهم لإيجاد رجل بمواصفات باشاغا وقربه من المشروع التركي الإخواني، وهم يتخذون من إقدام السراج على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع رئيس البرلمان عقيلة صالح ذريعة للتخلي تدريجيا عن السراج بعد أن اقتربت صلاحيته من النفاد".

وأشار إلى أنّ "تركيا لم تكن تنظر بعين الرضا إلى اتفاق وقف إطلاق النار، لأنه يحد من مشروعها التوسعي في ليبيا، ومن ثم بدأت تبحث عن بدائل وأدوات لخدمة هذا المشروع".

البحث عن الأشد ولاء

من جانبه، أكد الخبير في الشأن الليبي مختار اليزيدي لـ "إرم نيوز"، أن "تركيا تغذي الصراع القائم داخل حكومة الوفاق من أجل الفوز بالطرف الأشد ولاء لها"، مرجحا أن "تميل الكفة، في النهاية، لوزير الداخلية في حكومة الوفاق باشاغا ليكون بديلا للسراج، وأداة للأتراك لتنفيذ مشروعهم في المرحلة القادمة ومنه إنشاء قاعدتين عسكريتين".

وأشار اليزيدي إلى أن "أنقرة تعلم جيدا الامتدادات القبلية والأيديولوجية للسراج وباشاغا، واعتماد كل طرف على ميليشيات موالية له، ومن ثم فهي تسعى إلى تقوية ميليشيات مصراتة وتدعم بشكل خفي جهود باشاغا لتفكيك ميليشيات طرابلس (الموالية للسراج) وإنهاء سيطرتها على مؤسسات الدولة لفسح المجال أمام ميليشيات مصراتة (الموالية لباشاغا وللإخوان) للسيطرة على مراكز القرار والسلطة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com