تونس.. النهضة تحذر قيس سعيد من طريقة عبدالناصر والقذافي
تونس.. النهضة تحذر قيس سعيد من طريقة عبدالناصر والقذافيتونس.. النهضة تحذر قيس سعيد من طريقة عبدالناصر والقذافي

تونس.. النهضة تحذر قيس سعيد من طريقة عبدالناصر والقذافي

حذرت حركة النهضة التونسية مما وصفته بـ"لعبة نهاية الأحزاب"، حيث ستكون عواقبه وخيمة، وذلك في تحذير لافت رأى مراقبون أنّه مُوجّه إلى الرئيس قيس سعيد على خلفية إقصاء الحركة من حكومة هشام المشيشي.

وقال القيادي في حركة النهضة رفيق عبد السلام إنّ "لعبة ترذيل الأحزاب السياسية والتحريض عليها بزعم أنها لا تمثل الشعب، تبعاتها وخيمة ومعلومة سلفا، وهي بناء حكم فردي متمركز حول ذات متضخمة ومتورمة"، حسب تعبيره

وأضاف في تدوينة على حسابه في موقع فيسبوك: "هذه اللعبة مارسها عبدالناصر في مصر للإطاحة بالأحزاب، ثم حافظ الأسد في سوريا والقذافي في ليبيا والنتيجة كانت أنظمة حكم سلطوية فردية بلا أحزاب ولا سياسة ولا حرية."


وأشار إلى أنّ "الرد الطبيعي على هذا التوجه الشعبوي المغلف برداء الشكلانية القانونية، هو عودة الأحزاب إلى الحاضنة الشعبية، وتجذير مفهوم الحركة الاجتماعية الموسعة كحامل رئيسي للأحزاب والشأن السياسي عامة”.

وتعليقا على ذلك، قال متابعون للشأن السياسي في تونس إن هذا التصريح يخرج عن دائرة التحفظ السياسي، ويكشف أن الحركة بدأت المواجهة مع قيس سعيد بعد أن دعمته في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية التي جرت في 13 تشرين الأول/ اكتوبر 2019،  والتي نال فيها سعيد 72.7% من الأصوات أمام منافسه رئيس حزب قلب تونس نبيل القروي.

واعتبر المحلل السياسي، الصغير القيزاني أنّ قيس سعيد لم يكن طيّعا، وأنه يحمل بذور فناء الأحزاب السياسية من خلال سعيه المتواصل إلى سحب البساط منها ونسف سردياتها بغض النظر عن القدرة على تنفيذه"، وهو ما جعل الحركة الإسلامية تستشعر الخوف منه ومن خسارة قواعدها في المحطات الانتخابية المقبلة.

وأضاف القيزاني، في تصريح لـ''إرم نيوز'' إنّ حركة النهضة دعمت رئيس الجمهورية في الدور الثاني بعد أن خسرت المراهنة على مرشحها عبدالفتاح مورو أملا في كسب ود قيس سعيد، واحتوائه للانخراط في أجندتها على نفس الشاكلة التي احتوت بها الرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السبسي، لكن سعيّد الذي يستند إلى شعبيّة واسعة، باغت الحركة قبل أن يتمكّن من إقصائها من حكومة المشيشي.



من جانبه، رأى المحلل السياسي حسن القلعي أن التحذير الذي وصفه بغير المسبوق ينذر بمواجهة بين قيس سعيد  والنهضة على خلفية إقصائه لحركة النهضة من الحكم لأول مرة  منذ ثورة يناير 2011.

وأضاف حسن القلعي في تصريح لـ"إرم نيوز'' إنّ مخطط حركة النهضة هو ''الحكم من وراء الستار''، وذلك من خلال "تقاسم الحكم مع قوى ضعيفة عادة ما تعلق عليها فشلها، مقابل البقاء المستمر في الحكم حماية لوجودها أمام تزايد منسوب انعدام الثقة فيها في الأوساط الشعبية.

ولفت القلعي إلى نتائج استطلاع الآراء الأخير الذي نشرته مؤسسة ''سيغما كونساي'' المحلية والتي كشفت أن عموم التونسيين فقدوا الثقة في رئيس الحركة الإسلامية راشد الغنوشي، حيث بلغت نسبة عدم الرضا على أدائه 67% من المستجوبين مقابل مزيد من صعود "أسهم'' قيس سعيد.

ورجح حسن القلعي تصاعد المواجهة بين حركة النهضة وقيس سعيد في الأيام القادمة، متوقعا أن تعمل الحركة على تحميل مسؤولية أي فشل محتمل للحكومة الجديدة إلى خيار رئيس الجمهورية.



وأضاف حسن القلعي أنّ الحركة الإسلامية تنفذ مخططاتها وفق "آلية التمكين" في مفاصل الدولة، ولن يرضيها بأي حال الخروج من الحكم وهو ما يعني "أنها ستذهب في خيار المواجهة المفتوحة مع الرئيس إلى حين تحجيم شعبيته أو دفعه إلى التنسيق معها"، وفق قوله.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com