بعد استقالة مدير ديوانه.. هل يتخلى الغنوشي عن رئاسة البرلمان التونسي؟
بعد استقالة مدير ديوانه.. هل يتخلى الغنوشي عن رئاسة البرلمان التونسي؟بعد استقالة مدير ديوانه.. هل يتخلى الغنوشي عن رئاسة البرلمان التونسي؟

بعد استقالة مدير ديوانه.. هل يتخلى الغنوشي عن رئاسة البرلمان التونسي؟

طرحت استقالة مدير ديوان رئيس البرلمان التونسي، الحبيب خضر، من منصبه، مساء الجمعة، إشارات إلى بدء تصدع مكتب رئاسة البرلمان، بعد أسبوع من جلسة سحب الثقة من راشد الغنوشي.

وقدم الحبيب خضر استقالته، الجمعة، في رسالة وجهها لرئيس البرلمان قال فيها، إنه بات يرغب في تخصيص وقت أكبر لعائلته ولمهنة المحاماة، فيما اعتبر متابعون أنها تؤشر على بداية التنازل والرضوخ لمطالب خصوم الغنوشي، وعلى رأسهم رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر في البرلمان عبير موسى.

وقالت مصادر قريبة من دوائر القرار في مكتب البرلمان، إن استقالة خضر ستعقبها استقالات أخرى، في ضوء التوترات التي يشهدها المناخ السياسي العام داخل البرلمان، وتدني منسوب الثقة في رئيسه راشد الغنوشي، الذي تفيد تسريبات متواترة بإمكانية استقالته قريبا من رئاسة البرلمان.



لوائح أخرى

وأضافت المصادر التي لم تكشف عن هويتها لـ "إرم نيوز"، أن "جلسة سحب الثقة من الغنوشي لا تزال تلقي بظلالها على المشهد البرلماني،  وكذلك على حركة النهضة، حيث قدم تصويت 97 نائبا على لائحة سحب الثقة، رسالة إلى الحركة وإلى أنصار رئيسها راشد الغنوشي، بأن الرجل لم يعد محل إجماع، وأن السياسات العامة لرئاسة البرلمان إذا ما استمرت بنفس الأسلوب وبنفس فريق العمل فإنه لا استقرار مستقبلا في البرلمان، وستكون هناك لوائح أخرى لسحب الثقة، كما ألمح إلى ذلك عدة نواب".

وعلّق المحلل السياسي، محمد صالح العبيدي، على استقالة الحبيب خضر بالقول إن "هذه الخطوة تمثل امتدادا للأزمة الداخلية التي تعيشها حركة النهضة في المشهد السياسي العام وخيارات الحركة وتحالفاتها وموقعها من هذا المشهد"، موضحا أن "استقالة خضر وبعض المقربين من الغنوشي كانت مطلبا من المطالب التي رفعتها القوى المتحفظة على أداء الغنوشي في رئاسة البرلمان، وإقدام خضر على الاستقالة يعني استجابته لتلك المطالب".

وأضاف العبيدي، في تصريحات لـ "إرم نيوز"، أن "هناك إجماعا بين عدة كتل برلمانية على أن الغنوشي حوّل رئاسة البرلمان إلى "مزرعة شخصية"، أو إلى مكتب تابع لحركة النهضة، وهناك اجتهادات متكررة له بالخلط بين صفته كرئيس للحركة وكرئيس للبرلمان، وبتعيين مقربين منه ومنتسبين إلى حركته في مناصب عليا في البرلمان، ومن ثم فإن خلق نوع من الضغط على الغنوشي ودائرته أفرزت هذه الاستقالة التي قد تليها استقالات أخرى".

اهتزاز رئاسة البرلمان

من جانبه، رأى المحلل السياسي، مصطفى البارودي في استقالة الحبيب خضر، "بداية لاهتزاز رئاسة البرلمان، لأن الاستقالة ودوافعها الحقيقية لا تخلو من منطق الرضوخ للضغوط والإقرار بالخلل وبوجود تجاوزات".



وأضاف البارودي، في حديث لـ "إرم نيوز"، أن "جلسة سحب الثقة خلفت ارتدادات تسعى حركة النهضة إلى إخفائها والتهوين منها، والحال أن رئاسة البرلمان ستعاني تبعات تلك الجلسة لأشهر وربما لسنوات قادمة، لأن لوائح سحب الثقة لن تتوقف، وحالة السخط على أداء رئيس البرلمان وفريقه العامل معه باتت واضحة للعيان، ومحل إجماع بين عدة كتل، وقد تمثل نواة لخلق ائتلاف مناهض للغنوشي سيطرح مجددا لائحة لسحب الثقة منه متى توفرت لديه الأغلبية البرلمانية اللازمة".

وأشار البارودي إلى أن "استقالة خضر يفترض أن تدق أمام الغنوشي ناقوس الخطر، وأن تمثل درسا لمن يدفع باتجاه التقليل من شأن ما حصل في جلسة سحب الثقة واعتبارها انتصارا للغنوشي"، مضيفا أن "الاستقالة أضعفت موقف رئيس البرلمان ووضعته في ورطة، فإما أن يقدم مزيدا من التنازلات أو أن يمضي في سياساته السابقة، وفي الحالتين سيكون الطرف الخاسر، لأن ذلك سيفتح الباب أمام معارضيه برفع سقف مطالبهم والتمسك أكثر بسحب الثقة منه وإبعاده عن رئاسة البرلمان".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com