هل تعيد رسائل تبون الدفء إلى العلاقات المغربية الجزائرية؟
هل تعيد رسائل تبون الدفء إلى العلاقات المغربية الجزائرية؟هل تعيد رسائل تبون الدفء إلى العلاقات المغربية الجزائرية؟

هل تعيد رسائل تبون الدفء إلى العلاقات المغربية الجزائرية؟

في ذروة التوتر الدبلوماسي بين المغرب والجزائر، بعث الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قبل أيام، رسالة إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس بمناسبة "عيد العرش"، تضمّنت دعوة غير مباشرة لتجاوز الخلافات السياسية بين البلدين.

ورأى مراقبون أن مضامين الرسائل التي بعث بها تبون إلى ملك المغرب، خلال الآونة الأخيرة، سواء تعلق الأمر في مناسبات وطنية أو دينية، قد تشكل أرضية جديدة لحدوث تقارب جزائري - مغربي، من شأنه إعادة الود إلى العلاقات الثنائية، والتي مرّت بكثير من العواصف، في حين يرى البعض أن الملفات الشائكة وعلى رأسها قضية الصحراء الغربية قد تفشل هذا المسعى.

خطوات سياسية ملموسة

يقول الأستاذ والباحث المغربي في مجال صناعة الرأي العام، أمين صوصي علوي، إن رسائل الود الجزائرية ستكون أكثر مصداقية وواقعية، إذا ما تبعتها خطوات سياسية ملموسة تترجم حسن النية لتجاوز القضايا الخلافية بين البلدين.



وأضاف علوي، في تصريح لـ "إرم نيوز"، أن الملف الصحراوي يظل عقبة كبيرة أمام تطور العلاقات بين الرباط والجزائر، مشيرًا إلى أن هذه الأخيرة تواصل دعم جبهة البوليساريو سياسياً وعسكرياً، رغم تعاقب الرؤساء، وهو ما يزعج المملكة المغربية.

واستطرد قائلاً: "ما دامت مشكلة الصحراء قائمة، وما دامت الجزائر تُصرّ على أنها ليست طرفاً في هذا الصراع، فرسائل تبون قد تكون بدون جدوى".

ويعتقد الخبير المغربي المختص في صناعة الرأي العام أن مواقف الجزائر الرسمية حول الوحدة الترابية المغربية بالمحافل الدولية تزعج المملكة، وتحول دون تحقيق سلام حقيقي في المنطقة، مشيراً إلى أن المغرب استبق الجزائر ومد يد المصالحة بشكل رسمي في عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، إلا أن قصر المرادية لم يتفاعل حينها مع المبادرة المغربية.

ودعا محمد السادس العام 2018، في خطاب رسمي، الجزائر إلى تشكيل آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور؛ من أجل "تجاوز الخلافات الظرفية والموضوعية، التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين"، وذلك دون الحاجة إلى وسيط، غير أن هذه المبادرة ظلّت معلقة دون تفعيل حتى الساعة.

وفي ظل الأوضاع المقلقة بالمنطقة وخصوصاً في ليبيا، بحسب علوي، فإن التعاون المغربي الجزائري وخصوصاً على المستوى الأمني بات أمراً ملحاً، فالجزائر دولة تماس مع ليبيا؛ وبالتالي قد يصبح المجال الصحراوي خطرًا كبيراً على الجزائر وأيضا على الرباط.

حبر على ورق

من جهته، رأى المحلل السياسي المغربي، سعد ناصر، أن رسالة تبون بمناسبة "عيد العرش" ليست الأولى من نوعها التي تتبنى الود والمجاملة وحسن الجوار، ورغبة في التعاون مع الجار المغربي، معتبراً أنها "لا تعدو كونها حبراً على أوراق البرقيات الجزائرية".



وأضاف ناصر، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن الجزائر تتبنى خطابين متناقضين تجاه المغرب؛ الأول "وردي" مركون بين ثنايا برقيات التهاني والتبريك، والثاني "يناصب العداء" ضد المصالح المغربية من خلال احتضان جبهة البوليساريو ودعمها سياسيا وعسكريا ولوجيستيا.

وأردف المتحدث، أن الدبلوماسية المغربية تميل بدورها إلى تجاوز أسباب الخلاف بين البلدين، بل والأكثر من هذا كانت واقعية إلى حد ما، من خلال المبادرة الملكية التي دعت بصراحة إلى فتح الحدود وطي صفحة النزاعات.

وفي ظل هذه المبادرات المغربية، يرى ناصر أن البلدين الجارين بات عليهما تجاوز هذه الخلافات، خاصة من الطرف الجزائري، عبر اتخاذ مبادرات مماثلة تروم إعادة القطار المغاربي إلى سكته الأصلية.

وأكد المحلل السياسي المغربي أن الركود الذي تشهده العلاقات الجزائرية المغربية راجع بالدرجة الأولى إلى قضية الصحراء، لافتاً إلى أن التوتر الحاصل في ليبيا يحتم على البلدين الجارين وضع اليد باليد من أجل تجاوز المحنة المغاربية.

من جهتها، ذكرت وسائل إعلام مغربية أن الخطاب المغربي والجزائري ماضيان إلى "هدنة استثنائية"، انبثقت معالمها مع مبادرة المغرب للحوار البنّاء وتفادي المشاكل السياسية، ومن ثم تلتها تصريحات وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، الذي قال إن بلاده مع "الوحدة"، مؤكّداً على متانة العلاقات بين الرباط والجزائر، وتوجه قيادة بلاده نحو تجنب الصراع في المرحلة المقبلة.

وبدأ النزاع حول إقليم الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول الخلاف بين المغرب وجبهة البوليساريو إلى نزاع مسلح استمر حتى 1991، بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.

وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح حكمًا ذاتيًا كحل تحت سيادتها، بينما تطالب البوليساريو بتنظيم استفتاء لتقرير المصير.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com