الجزائر تتسلم "صندوق أسرار" قايد صالح من تركيا
أعلنت السلطات الجزائرية اليوم الأحد، تسلمها قرميط بونويرة، السكرتير الخاص السابق لرئيس أركان الجيش، الراحل القايد صالح، من تركيا، بعد أشهر من هروبه.
وكان قرميط بونويرة قد فر إلى تركيا مطلع العام الجاري، رفقة أفراد عائلته، "بتواطؤ من الرئيس السابق للمخابرات الداخلية الجنرال واسيني بوعزة، المسجون حاليا، والجنرال عبدالقادر لشخم"، وفق وسائل إعلام محلية.
وأكدت مصالح الأمن الجزائرية في بيان لها، أنه "تم استلام المساعد الأول المتقاعد قرميط بونويرة، على أن يمثل أمام القضاء العسكري غدا الإثنين، للتحقيق معه في تهم تتعلق بتسريب وثائق ومعلومات سرية وحساسة من مقر وزارة الدفاع الوطني في الجزائر".
وحسب البيان فإنه "بأمر من رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، وبالتنسيق بين مصالحنا الأمنية ومصالح الأمن التركية، تم استلام قرميط بونويرة الفار من بلده، الخميس الماضي".
وفي السياق، نقلت "رويترز" عن مصدر أمني جزائري بارز، أن الرئيس عبدالمجيد تبون، اتصل بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، الشهر الماضي، من أجل عودة المسؤول العسكري الهارب.
وقال المصدر إن بونويرة، الذي كان من كبار مساعدي رئيس أركان الجيش الراحل أحمد قايد صالح، "يواجه اتهامات بتسريب جدول يظهر تحركات ضباط في الجيش ويشمل أسماءهم وأرقاما خاصة بهم. وانتشر الجدول على مواقع التواصل الاجتماعي ما أحرج الجيش لكن لم يتضح من نشره".
وبرز اسم قايد صالح العام الماضي كأكثر الشخصيات نفوذا في المشهد الجزائري عندما نجحت احتجاجات أسبوعية حاشدة في الإطاحة بالرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، الذي حكم البلاد لفترة طويلة، وكذلك عدد من المسؤولين
لكن قايد صالح توفي فجأة بنوبة قلبية في 23 ديسمبر/ كانون الأول، بعد أسابيع من الانتخابات الرئاسية التي دفع لإجرائها.
وفر بونويرة إلى تركيا في الأسبوع التالي لوفاة قايد صالح، وقال المصدر الأمني الجزائري إنه سرب في وقت لاحق أسرارا عسكرية لنشطاء يقيمون في الخارج.
وأضاف المصدر: "قرميط كان أقرب رجل لقايد صالح، وبناء على ذلك كان مطلعا على أسرار عسكرية".
