بعد تصاعد احتجاجات تطاوين.. من وراء تفجير الوضع على الحدود التونسية الليبية؟
بعد تصاعد احتجاجات تطاوين.. من وراء تفجير الوضع على الحدود التونسية الليبية؟بعد تصاعد احتجاجات تطاوين.. من وراء تفجير الوضع على الحدود التونسية الليبية؟

بعد تصاعد احتجاجات تطاوين.. من وراء تفجير الوضع على الحدود التونسية الليبية؟

أثارت الاحتجاجات الواسعة التي تشهدها محافظة تطاوين في الجنوب التونسي، وتدخل الجيش لأول مرة على خط المواجهة مع المحتجين، تساؤلات عن دوافع هذه التحركات خاصة الجهات التي تقف وراءها وسط مخاوف من إرباك الوضع على الحدود مع ليبيا ما يسهّل تسلل عناصر متطرفة.

ويشهد الوضع في منطقة رمادة ومحافظة تطاوين عمومًا احتقانًا غير مسبوق، واحتجاجات متواصلة رافقتها مواجهات بين عدد من المحتجين وعناصر من الجيش، سبق أن اضطرت قبل يومين إلى إطلاق النار على سيارات مشبوهة كانت قادمة من التراب الليبي ما أدى إلى وفاة شاب، وهو ما دفع إلى مزيد من الاحتقان.

وتؤكد وزارة الدفاع التونسية أن تدخل وحدات الجيش ليس لقمع المتظاهرين بل لحماية التراب التونسي من أيّ خطر.



وقالت في بيان لها إن"الجيش الوطني سيبقى جاهزًا بكل الوسائل القانونية المتاحة للتصدي لكل محاولات المس بسلامة تراب تونس وأمنها القومي عبر التصدي للأعمال غير المشروعة كالتهريب، والأنشطة الإرهابية، والجريمة المنظمة".

وحذرت أوساط سياسية من أن هناك خطرًا حقيقيًا اليوم على الحدود التونسية الليبية، وأن هناك مساعي لإرباك الوضع هناك قصد إشاعة الفوضى، وتسهيل عبور عناصر متطرفة، الأمر الذي ألمح إليه رئيس الجمهورية قيس سعيّد في خطابه، أمس الخميس.

من جهته قال النائب في البرلمان عن محافظة مدنين الجنوبية مبروك كرشيد، اليوم، إنّ لديه معلومات مؤكدة عن تمركز جماعات متطرفة بمدينة صبراطة الليبية تتأهب لدخول التراب التونسي، داعيًا إلى "التعامل بأكثر جدية" مع الوضع" وفق قوله.

وأكد كرشيد، خلال تصريحات لإذاعة "أي أف أم"، أن "على رئيس الجمهورية التفطن إلى ما يحدث على الحدود"، كما طالبه باتخاذ "خطوات عملية" في حق الأطراف التي قال سعيّد إنها تحاول زعزعة الأمن التونسي، وتتخابر مع الخارج، وتحاول إقحام المؤسسة العسكرية في الصراعات السياسية.

بدوره، علّق زهير المغزاوي رئيس كتلة حركة الشعب على خطاب قيس سعيّد، بخصوص ما قال إنّها محاولات تفجير من الداخل قائلًا إن رئيس الجمهورية لا ينطق عن الهوى فله معلومات أمنية دقيقة، مضيفًا أن هناك محاولات للمساس بالمؤسسة العسكرية.

وقال المغزاوي:"نتفهم مطالب الاحتجاجات السلمية في الكامور بتطاوين، لكن هناك في المقابل محاولات داخلية وخارجية للمساس بالدولة، وأنه على حركة النهضة الكف عن المناورات".

تسلل متطرفين

حيال ذلك، قال المحلل السياسي محمد صالح العبيدي لـ "إرم نيوز" إنّ "ما يحدث هذه الأيام في المنطقة الحدودية مع ليبيا ليس عاديًا ولا يمكن قراءته قراءة سطحية لا يُرى منها سوى المطالبة بمطالب تنموية من شباب يعيش التهميش والبطالة مقابل تعامل أمني فظ مع هذه الاحتجاجات، بل يجب أن توضع في سياقها الزماني خاصة المكاني".

وأوضح العبيدي أنّ"تحذيرات رئيس الجمهورية قيس سعيّد من محاولات لتفجير الدولة من الداخل لم تأتِ من فراغ، فقد جاءت لدى إشرافه على اجتماع أمني وعسكري على أعلى مستوى، وبعد ساعات من تدخل الجيش للتصدي لسيارات قادمة من ليبيا، ما يعني أن هناك خطرًا حقيقيًا لتسلل عناصر متطرفة إلى التراب التونسي، وأنّ هناك مسعى لخلط الأوراق وتغليف تلك التحركات المشبوهة بالحراك الاجتماعي الذي تعيشه محافظة تطاوين" بحسب تعبيره.



ومن جانبه، بين المحلل السياسي محمد العلاني في تصريحات لـ "إرم نيوز" أنّ "هناك محاولات فعلية للإيقاع بين الجيش والمواطنين من خلال إقحام ما يشتبه بأنها مجموعات متطرفة في الاحتجاجات المطالبة بالتنمية حتى يبدو التعاطي الحازم للجيش، واضطراره إلى إطلاق النار كانحراف من المؤسسة العسكرية التي تحظى بثقة التونسيين ووقفت تاريخيًا إلى جانب الشعب التونسي ومطالبه" وفق قوله.

وأضاف العلاني أنّ"تحركات المحتجين في تطاوين تتعرض للتشويش والتشويه من خلال هذا الخلط المتعمد للأوراق والدفع نحو إشاعة الفوضى في المنطقة الحدودية، ما يطرح تحديًا مضاعفًا أمام الجيش التونسي الذي وقف من قبل سدًا منيعًا أمام محاولات المس بالتراب التونسي وبأمن تونس، خاصة حين تصدى العام 2016 لمحاولة السيطرة على مدينة بن قردان الحدودية من قِبل عناصر متطرفة تابعة لتنظيم "داعش".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com