مع تململ الائتلاف الحاكم.. هل تدفع أحزاب تونسية ثمن تقاربها مع "النهضة"؟
مع تململ الائتلاف الحاكم.. هل تدفع أحزاب تونسية ثمن تقاربها مع "النهضة"؟مع تململ الائتلاف الحاكم.. هل تدفع أحزاب تونسية ثمن تقاربها مع "النهضة"؟

مع تململ الائتلاف الحاكم.. هل تدفع أحزاب تونسية ثمن تقاربها مع "النهضة"؟

ألقت حالة التململ التي يشهدها الائتلاف الحاكم في تونس بظلالها على الأحزاب السياسية التي اختارت التحالف مع حركة النهضة، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل هذه الأحزاب وإن كانت ستدفع ثمن التقارب مع الحركة الإسلامية التي تواجه سيل انتقادات داخلية وخارجية.

وأمس الاثنين استقال 3 أعضاء من كتلته البرلمانية لحزب "تحيا تونس" الذي يتزعمه رئيس الحكومة السابق يوسف الشاهد.

مراقبون اعتبروا هذا الخطوة في صفوف "تحيا تونس" الشريك في الائتلاف الحكومي ضريبة للتقارب مع حركة "النهضة"، على وقع غموض المشهد البرلماني الحالي، وتضارب التحالفات التي تقيمها الحركة الإسلامية على المستويين البرلماني والحكومي.

وأرجع القيادي في "تحيا تونس" مبروك كرشيد، في تصريح لـ"إرم نيوز"، استقالته إلى "غياب موقف واضح لحزب تحيا تونس من المشهد السياسي وحركة النهضة.

بدوره يشهد حزب "قلب تونس" حالة تململ في صفوف قياداته بعد تلقيهم دعوة رسمية من حركة "النهضة" للانخراط في الائتلاف الحكومي، ما أثار مخاوف من أن يؤدي هذا التحالف في حال حدوثه إلى تفكيك الحزب من الداخل وإضعافه.



كما ترتفع أصوات داخل التيار الديمقراطي الشريك في الحكم منتقدة توجهاته الرسمية خاصة علاقته بحركة النهضة ومحاولات جر الحزب إلى معاركها، في إشارة إلى اتفاق النائبة عن التيار الديمقراطي سامية عبو والنائب عن حركة النهضة بشر الشابي على مقاضاة رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر عبير موسي.

في هذا الإطار يذهب المحلل السياسي هشام الحاجي في تصريح لـ إرم نيوز" إلى أن حالة الارتباك التي تعيشها الأحزاب السياسية في تونس اليوم هي نتيجة حتمية لما أفرزته الانتخابات التشريعية الأخيرة من مشهد مشتت ومنقسم إلى عدة قوى سياسية لا يكاد وزن كل منها يعلو على الآخر، ما أدى إلى خلق ائتلاف حكومي ضعيف ومعارضة ضعيفة.

وأضاف الحاجي: "رغم غياب رهان سياسي انتخابي في المرحلة الحالية فإن الأحزاب التي تقاربت مع حركة النهضة باتت تستبق نتائج هذا التقارب وتخشى تداعياته، مستحضرة في ذلك تجارب سابقة مثل تجربة حزب المؤتمر من أجل الجمهورية برئاسة المنصف المرزوقي، الذي اندثر بعد تحالفه مع النهضة عقب انتخابات 2011، والأمر ينطبق أيضًا على حزب التكتل الديمقراطي، إضافة إلى تجربة حزب "نداء تونس" عقب انتخابات 2014 وتداعيات ذلك على الحزب الذي بات شبه غائب عن الساحة السياسية"، وفق تعبيره.



كما أكد الباحث المتخصص في العلوم السياسية أمين العاقل أن "ما يجري الآن هو نتاج لنظام انتخابي غير متوازن ولا يعكس حقيقة المشهد السياسي، ويسهم في صعود قوى وسقوط أخرى لا تعكس حجم شعبيتها في الشارع، ما أدى إلى ما يمكن اعتباره مقدمة لـ(ثورات داخلية) في هذه الأحزاب التي وجدت نفسها فاقدة للبوصلة وللتموقع الصحيح، فلا هي حاكمة فعليًا ولا هي جزء من معارضة قوية وفاعلة".

وأضاف العاقل، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن الأحزاب السياسية تفكر اليوم في الاستحقاق الانتخابي المقبل وإن كان موعده بعيدًا، لكنها تضع في الاعتبار كل الفرضيات والاحتمالات في إشارة إلى احتمال حل البرلمان أو أي طارئ قد يدفع إلى إجراء انتخابات تشريعية سابقة لأوانها، أو سقوط الحكومة الحالية وإعادة توزيع الأدوار وخلط الأوراق مجددًا، ما يتطلب حالة من اليقظة عكسها هذا الحراك الداخلي الذي تعيشه الأحزاب التي لم يستقر لها حال، بحسب قوله.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com