استقالات وتوترات متصاعدة.. ماذا يحدث في "النهضة" التونسية؟ (فيديو إرم)
استقالات وتوترات متصاعدة.. ماذا يحدث في "النهضة" التونسية؟ (فيديو إرم)استقالات وتوترات متصاعدة.. ماذا يحدث في "النهضة" التونسية؟ (فيديو إرم)

استقالات وتوترات متصاعدة.. ماذا يحدث في "النهضة" التونسية؟ (فيديو إرم)

تعيش حركة "النهضة" الإسلامية في تونس، خلال الآونة الأخيرة، حراكا داخليا، بات ينذر، حسب متابعين، بانقسامات وانشقاقات غير مسبوقة، كان آخرها انسحاب بعض أبرز رموزها عبد الفتاح مورو وعبد الحميد الجلاصي، وظهور ما تسمّى مجموعة "الوحدة والتجديد" التي تطالب بإزاحة الغنوشي من رئاسة الحركة.

ولم يقف هذا الحراك عند حدود علاقة الحركة بقيادتها وبتجربتها في الحكم، بل إنّه طال أيضا علاقاتها بشركائها وبات يلقي بظلاله على المشهد السياسي برمته، بحسب مراقبين.

يقول القيادي المستقيل من الحركة عبد الحميد الجلاصي لـ "إرم نيوز": إن "ما يحصل داخل الحركة مخاض مستمر باعتبارها حزبا كبيرا وما يحصل داخله هو شأن وطني"، محذّرا من أنّ التأخر والتلكؤ في معالجة قضايا متراكمة أصبح ينذر بحصول ثورة داخل الحركة"، بحسب تعبيره.

https://youtu.be/sStaTbAfXms

وأوضح الجلاصي أنه "حين لا تُدار قضايا الانتقال بطريقة عقلانية على مدى طويل، يصبح هناك نوع من التجاذب بين من يخشى على وحدة الحركة ومن يرغب في الحفاظ على مصالحه فيها".

وردا على تساؤل حول تداعيات ما تعيشه الحركة من خلافات على المشهد السياسي، علق الجلاصي، قائلاً: "جربنا خلال الفترة بين 2014 و 2019 الأزمة داخل الحزب الأول في البلد، وهو "نداء تونس"، ورأينا كيف أنها لم تبقَ شأنا داخليا حزبيا، بل انعكست على تماسك الكتلة البرلمانية للحزب وعلى الحكومة وتركيبتها"، محذّرًا من أنّه إذا لم يتوصل من وصفهم بـ "العقلاء" في حركة "النهضة" إلى حلول فستكون للأزمة انعكاسات على الوضع في البلد، وستؤدي إلى استمرار مناخ الاحتقان".

ثلاثة محاور

من جانبه، قدم المحلل السياسي محمد بوعود لـ "إرم نيوز" توصيفا لما يحدث في الحركة، قائلا إن "النهضة تعيش اليوم وضعا يتّسم بثلاث نقاط، الأولى أنها أصبحت حزبا حاكما وبالتالي لديها المناصب والتعيينات والمغريات التي تجعل من أنصارها يرغبون في الفوز بالسلطة، والثانية أنها أصبحت مستهدفة بضغوط قوية من خصومها وهي ضغوط تهدد حتى مسألة وجود رئيسها راشد الغنوشي في رئاسة البرلمان، والثالثة أنها على أبواب مؤتمر لا يرى له عنوانا إلا مسألة رئاسة الحركة هل ستبقى عند الغنوشي أم سيكون التغيير".

واعتبر بوعود أن الحركة "لا تخلو اليوم من أصوات تطالب بضرورة ألا يستمر الوضع على ما هو عليه، خاصة في مستوى رئاسة الحركة التي يقبع فيها الغنوشي منذ عقود".

توزيع المكاسب

وفي السياق، اعتبر الكاتب الصحفي والمحلل السياسي مراد علالة، في حديث لـ "إرم نيوز"، أن "في الحركة أناسا يَرَوْن أنهم قدموا الكثير من جهدهم ومالهم وحياتهم قبل 2011، وأنه حان الوقت لنيل نصيبهم في إدارة الحركة وفي إدارة الشأن العام في البلاد، لكن يبدو أن هناك حلقة ضيقة حول الشيخ المؤسس راشد الغنوشي تنفرد بدواليب التنظيم".

ولفت علّالة إلى أنّ هذه الدعوة عبرت عنها بوضوح قيادات في الحركة مثل محمد بن سالم وزبير الشهودي اللذين يعتبران من ثقاة الغنوشي، وتحدثا عن تسيير غير ديمقراطي للحركة وتحدثا أيضا عن دور العائلة في التنظيم وضيق الأفق".



واعتبر علالة أن الحركة "تزخر اليوم بالطاقات والكفاءات ممن خبروا السجون والتعذيب والمنافي، ولا شيء يمنع اليوم من أن يأخذوا فرصتهم مثل عبد اللطيف المكي وعلي العريض وغيرهما، خاصة عندما يشعرون بالضيم ويرون أن شقا محسوبا على الغنوشي وعائلته هم الذين ينفردون بالقرار ولهم الحظوة في التوزير، أو في تصدر قائمات الحركة في الانتخابات التشريعية أو حتى في المناصب العليا في الدولة.

ورأى بوعود أن "الحركة انفتحت بعد 2011 وانضم إليها عشرات الآلاف من الشباب الذين كبروا الآن وأصبحوا يَرَوْن أنفسهم في مناصب قيادية، في حين يستمر الغنوشي في رئاسة الحركة ويصر على البقاء في منصبه".

تأثير عام

واعتبر بوعود أن بقاء راشد الغنوشي في رئاسة الحركة لن يزيد إلا في تكريس هذه العقلية التي تضرب منطق التداول وتضرب الديمقراطية والمرور السلس والشفاف والصعود الطبيعي لقيادات أخرى في الصميم، وهو من ثم يكرس عقلية الحزب الواحد والفرد الواحد التي جاءت الحركة للحكم على أساس أنها ستحاربها.

وبخصوص تداعيات الحراك داخل "النهضة" على المشهد السياسي، اعتبر علالة أن "ما يحصل داخل حركة النهضة والخلافات بينها وبين شركائها في الحكومة أنتج حالة عنف في الخطاب بين مكونات الحكومة، أكثر حدة حتى مما هو عليه مع فصائل المعارضة، التي تبقى ضعيفة وغير قادرة على بناء ديمقراطية"، وفق قوله.

وأضاف: "من ثم فإن الاهتمام بما يحصل داخل حركة النهضة هو من باب الخشية على التجربة الديمقراطية في تونس، والتفكير في هذه التجربة الفريدة من بين التجارب العربية، لكن وللأسف بهذا الاختلال في المعادلة نرى أنه لا يمكن لهذه التجربة أن تذهب بعيدا".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com