عقب احتجاجات معبر رأس جدير. . من يقف وراء التصعيد على الحدود التونسية الليبية؟
عقب احتجاجات معبر رأس جدير. . من يقف وراء التصعيد على الحدود التونسية الليبية؟عقب احتجاجات معبر رأس جدير. . من يقف وراء التصعيد على الحدود التونسية الليبية؟

عقب احتجاجات معبر رأس جدير. . من يقف وراء التصعيد على الحدود التونسية الليبية؟

أثار التوتر الأمني الذي عاشته الحدود التونسية الليبية، الليلة الماضية، تساؤلات حول أسباب التصعيد والجهات التي تدفع إلى تأجيج الوضع، خصوصا مع احتدام المعارك داخل الأراضي الليبية، وطول فترة بقاء العالقين التونسيين الراغبين في العودة إلى بلدهم بمعبر رأس جدير الحدودي.

واقتحم عدد من التونسيين الغاضبين العالقين عند الحدود مساء أمس الاثنين، معبر رأس جدير، بينما هتف بعضهم باسم الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي؛ ما أثار مخاوف من خروج الوضع عن السيطرة وتسلل عناصر مسلحة إلى الأراضي التونسية.

لكن مصدرا أمنيا أكد لـ "إرم نيوز"، اليوم الثلاثاء، أن الوضع بمعبر رأس جدير تحت السيطرة، نافيا الأخبار التي راجت حول تعمد مجموعة من التونسيين العائدين من ليبيا تجاوز الحاجز الأمني والتوجه نحو الدخول إلى منطقة بنقردان بالقوة.

وأكد المصدر أن كل التونسيين العالقين على الحدود يخضعون لإجراءات أمنية وصحية وسيتم ترحيلهم حال الانتهاء من ذلك، وفي انتظار توافد الحافلات التي خصصت   لمصلحة التونسيين العائدين من ليبيا لنقلهم إلى مراكز الإيواء الإجباري في 18 محافظة.

وكان مئات التونسيين العالقين على الحدود قادمين من ليبيا أطلقوا نداءات استغاثة للسلطات التونسية للتعجيل بإجراءات دخولهم إلى الأراضي التونسية وإخضاعهم للإجراءات الجاري بها العمل من حجر صحي إجباري، غير أن تجاوب السلطات كان بطيئا بسبب تعقيدات إدارية ومشاكل في هويات البعض، بحسب ما أكدته مصادر رسمية تونسية.

وأثار طول مكوث العالقين على الحدود حالة احتقان تفجرت الليلة الماضية عند معبر رأس جدير؛ ما دفع القوات الأمنية إلى التدخل للسيطرة على الوضع.

غير أن التصعيد المفاجئ طرح تساؤلات عن الجهات التي تقف وراءه خاصة أنه يأتي بعد تصاعد العمليات العسكرية بين الجيش الليبي والميليشيات المقاتلة إلى جانب حكومة الوفاق الليبية.

وقال المحلل علي السعيدي لـ "إرم نيوز"، إن الوضع على معبر رأس جدير، يتسم منذ انطلاق العمليات العسكرية في ليبيا، بالحذر واليقظة والتوتر أحيانا، بالنظر إلى سير العمليات العسكرية داخل التراب الليبي وتطورها وتمركز المقاتلين، موضحا أنه كلما اقتربت المعارك من الحدود التونسية زاد الوضع توترا عند المعبر.

وأضاف السعيدي أن التصعيد الأخير جاء بعد أيام قليلة من المعارك حول مدينة صبراتة القريبة من الحدود التونسية، وتزامن مع تشديد السلطات الأمنية التونسية إجراءات الدخول إلى أراضيها بسبب تفشي فيروس كورونا.

وأوضح السعيدي أن "التوتر الأمني كان منتظرا إذا وضعنا في الاعتبار الظروف الصعبة التي عاشها العالقون على الحدود"، لكنه أشار إلى أن التحركات والاحتجاجات التي شهدها المعبر الليلة الماضية قد لا تكون بريئة وقد يكون الهدف من ورائها تسهيل مرور عناصر مسلحة إلى التراب التونسي؛ ما تعمل السلطات التونسية على تفاديه خصوصا في هذه المرحلة.

من جانبه اعتبر الباحث والكاتب الصحافي محمد علي خليفي، أن السلطات التونسية تأخرت في تسوية وضعيات العالقين على الحدود وساهمت بقسط ما في تعميق الأزمة، بحسب تعبيره.

وأوضح خليفي في تصريح لـ "إرم نيوز"، أن الهتافات التي رددها بعض العالقين المحتجين وتمجيدهم للرئيس الراحل زين العابدين بن علي هو تعبير منهم عن غضبهم من أداء الحكومة الحالية والسلطات الرسمية عموما، ومنها رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية في تعاطيها مع هذا الملف الحساس.

وحذر خليفي، في هذا الصدد، من وجود مخطّط قال إنه "غير بريء" من أطراف معينة لتوتير الأوضاع على الحدود التونسية الليبية،  لافتا إلى أن هذه الأطراف تدفع إلى خلق مناخ محتقن يسهل تسلل عناصر يشتبه في انتمائها إلى جماعات متطرفة إلى الأراضي التونسية، لكنه شدد على أن القوات العسكرية والأمنية جاهزة وتقف بالمرصاد لكل من يحاول المساس بتونس.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com